وصلت زعيمة المعارضة في بورما النائبة اونغ سان سو تشي الاثنين الى الولاياتالمتحدة في زيارة تستمر ثلاثة اسابيع وهي الاولى لها الى هذا البلد الذي قدم لها دعما مطلقا، منذ ان رفعت عنها الاقامة الجبرية عام 2010. وتنتظر واشنطن بترقب شديد زيارة اونغ سان سو تشي زعيمة المعارضة ضد السلطات العسكرية التي حكمت بورما على مدى نصف قرن حتى العام 2011 قبل ان تنقل السلطات الى حكومة مدنيين، للولايات المتحدة التي تساندها منذ سنوات طويلة وستخصها باستقبال حار. وستشارك سو تشي التي انتخبت في البرلمان في نيسان/ابريل بعدما قضت القسم الاكبر من العقدين الماضيين في الاقامة الجبرية، في حوالى مئة حدث وتظاهرة في واشنطن وعدد من الجامعات. وستلقي عدة خطب يتوقع ان تتطرق خلالها الى الاصلاحات الجارية في بلادها، كما ستلتقي لاجئين بورميين مقيمين باعداد كبيرة في الولاياتالمتحدة. واعرب النائب الديموقراطي جو كراولي المدافع منذ امد بعيد عن حقوق الانسان في بورما والذي كان خلف ميدالية الكونغرس الذهبية التي ستمنح لسو تشي الاربعاء، عن فرحة النواب الجمهوريين والديموقراطيين على السواء باستقبال سو تشي. وقال النائب عن نيويورك لوكالة فرانس برس "انها نتيجة عمل نشارك به منذ وقت". وتابع "ان استقبالها هنا في الكابيتول لتسليمها اعلى وسام من الكونغرس بعد عقد ونصف قضته في الاقامة الجبرية، هذا امر لا يصدق" مضيفا "انه يثبت ان كل شيء ممكن بالمثابرة والتصميم". وستقلد النائبة المعارضة ميدالية الكونغرس الذهبية التي منحت لها عام 2008 في وقت كانت لا تزال قيد الاقامة الجبرية. غير ان كراولي لفت الى ان بورما "لم تصل الى النقطة التي تود (الولاياتالمتحدة) ان تبلغها" على صعيد حقوق الانسان والديموقراطية وقد اعربت الولاياتالمتحدة مرارا عن قلقها حيال وضع الاقليات الاتنية في بورما. وقد تواجه اونغ سان سو تشي اسئلة محرجة حول قضية الروهينجيا، الاقلية المسلمة التي تقع في صلب اعمال العنف الطائفية التي تشهدها ولاية راخين غرب بورما واوقعت تسعين قتيلا حتى الان. واثارت المواجهة بين الروهينجيا والبوذيين في المنطقة سجالا محتدما في بورما حيث يعتبر غالبية السكان ان الروهينجيا اجانب مقيمين بصفة غير شرعية فيما تعتبرهم الولاياتالمتحدة من الاقليات الاكثر اضطهادا في العالم. وخيبت زعيمة المعارضة امال العديد من مؤيديها في الخارج بتجنبها اتخاذ اي موقف في هذه المسالة. وان كان البيت الابيض لم يعلن عن اي لقاء حتى الان، الا انه من المتوقع ان يقطع الرئيس باراك اوباما حملته الانتخابية لاستقبال الحائزة جائزة نوبل. والعملية الديموقراطية الجارية في بورما والمدعومة من الولاياتالمتحدة تشكل نقطة جيدة للرئيس المنتهية ولايته في ظل الاضطرابات الجارية حاليا في العالم العربي والتي ترخي بظلالها على سياسته الخارجية في هذا الموسم الانتخابي. وتتزامن زيارة سو تشي مع زيارة يبدأها الرئيس البورمي ثين سين الاسبوع المقبل الى نيويورك. وبحسب خبراء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فان باراك اوباما سيلتقي ثين سين وسو تشي بشكل متزامن حرصا منه على عدم التقليل من اهمية "الدور الشجاع" الذي يقوم به الرئيس البورمي على صعيد الاصلاحات في بلاده. وقالت المجموعة في تقرير وضعته بعد زيارة لبورما "هناك توازن دقيق ينبغي الحفاظ عليه من اجل تشجيع عملية الاصلاح في بورما بشكل فعال". وقال كورت كامبل مساعد وزيرة الخارجية لشؤون جنوب شرق اسيا "اذا ما قارنتم الوضع بما كان عليه قبل عام او عام وشهرين، فان التقدم الذي حققناه لا يصدق" مشددا على دعم ادارة اوباما للجهود التي يقوم بها ثين سين. وستلتقي زعيمة المعارضة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثاء.