تلقي زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي كلمتها التاريخية امام مجلسي البرلمان في بريطانيا الخميس وهو شرف نادر حظي به فقط في الماضي الجنرال ديغول ونيلسون مانديلا. وقبل القاء كلمتها التقت سو تشي ولي العهد البريطاني الامير تشارلز. وجرى اللقاء في اليوم الثالث من زيارتها الاولى بعد 24 عاما الى بريطانيا فيما اكدت الحكومة البريطانية توجيه دعوة الى رئيس بورما الاصلاحي ثين سين لزيارة لندن. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ان ثين سين "يتوقع ان يزور المملكة المتحدة في الاشهر المقبلة لمواصلة المحادثات التي بدأها مع رئيس الوزراء في بورما في نيسان/ابريل". وافاد مقر رئاسة الوزراء ان سو تشي "اطلعت على الدعوة". وتزور حاملة جائزة نوبل للسلام بريطانيا لمدة اسبوع في اطار جولة اوروبية، وقد التقت الامير تشارلز وزوجته كاميلا في مقر اقامتهما في كلارنس هاوس في لندن. والامير تشارلز كان يعرف زوج سو تشي الراحل مايكل اريس وتولى رئاسة صندوق الخبراء من اجل التيبت ودراسات الهيمالايا عند وفاة اريس العام 1999. وكانت سو تشي التقت وزير الخارجية وليام هيغ في مقر الوزارة حيث لقيت تصفيقا حارا. وسو تشي التي انتخبت مؤخرا نائبة في بلادها بعد الافراج عنها من الاقامة الجبرية العام 2010 ستخاطب النواب البريطانيين في قاعة وستمنستر التي تعود الى القرن الحادي عشر، وهي القسم الاقدم من مجمع البرلمان. وهي الشخصية الخامسة فحسب منذ الحرب العالمية الثانية التي تخاطب غرفتي البرلمان بعد الرئيس الاميركي باراك اوباما والبابا بنديكتوس السادس عشر ونلسون مانديلا وشارل ديغول. كما تلتقي المعارضة البورمية كاميرون. وسبق ان التقى المسؤولان في بورما في نيسان/ابريل عندما اعلن كاميرون عن اجراءات لرفع العقوبات عن الدولة في جنوب شرق آسيا اعترافا بجهودها من اجل الديموقراطية. والثلاثاء قامت اونغ سان سو تشي بزيارة مشحونة بالعواطف الى مدينة اوكسفوردجنوب البلاد حيث درست وربت عائلتها التي اضطرت الى تركها لاحقا. واعربت المعارضة البالغة 67 عاما الاربعاء عن مدى تاثرها اثناء مراسم تكريمها في جامعة اوكسفورد حيث درست السياسة والفلسفة والاقتصاد في منتصف الستينات. وقالت "اليوم كان مؤثرا جدا"، في كلمة القتها بعد نيلها شهادة دكتوراه فخرية في القانون المدني في قاعة مسرح شلدونيان العائدة الى القرن السابع عشر في الجامعة. وتابعت "في تلك السنوات الصعبة التي امضيتها في الاقامة الجبرية استندت للصمود الى ذكرياتي في اوكسفورد التي ساعدتني في التعامل مع التحديات التي واجهتها". بعد كلمتها صفق الحضور وقوفا حيث بلغ عددهم اكثر من الف استاذ وطالب من الجامعة. ومنحت الدكتوراه تلك في العام 1993 لكن على غرار جائزة نوبل للسلام التي تلقتها العام 1991، تعذر عليها تسلمها آنذاك خشية منعها من العودة الى بورما ان غادرتها. وامضت سو تشي عقدين من الزمن في اوكسفورد حيث ربت ابنيها الكسندر وكيم هناك مع زوجها. عندما عادت الى بلدها للاهتمام بوالدتها المحتضرة العام 1988 لم تفكر انها لن تعود قبل ربع قرن تقريبا. وتمكنت من مقابلة زوجها وابنيها عدة مرات فحسب في السنوات التالية. وعندما كان اريس يحتضر حثها على البقاء في بورما ومواصلة كفاحها. افرج عنها من الاقامة الجبرية في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 وهي الان نائبة في البرلمان. وقالت في كلمتها "الطريق الى الامام لن تكون سهلة، لكنني اعلم ان اوكسفورد تتوقع الافضل من خريجيها". وتتجه سو تشي الى فرنسا في 26 حزيران/يونيو في المرحلة الاخيرة من جولتها الاوروبية بعد استقبالها كبطلة ونجمة في كل من ايرلندا والنروج وسويسرا. والسبت القت اخيرا كلمة اثناء تلقي جائزة نوبل للسلام في اوسلو بعد 21 عاما على منحها الجائزة في اثناء اعتقالها. وتزامنت زيارتها الى بريطانيا مع استمرار اعمال العنف في غرب بلادها حيث قتل اكثر من عشرة اشخاص فيما فر حوالى 90 الفا من اعمال العنف بين اتنيتي الراخين البوذية والروهينغوا المسلمة.