توجهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين الى اندونيسيا على امل تشجيع الوحدة بين دول رابطة جنوب شرق آسيا في ادارة النزاعات التي تتزايد توترا مع الصين. وكانت زيارة كلينتون الاخيرة الى المنطقة في تموز/يوليو شهدت فشل رابطة دول جنوب شرق آسيا في التوصل الى توافق خلال محادثاتها في كمبوديا وسط انقسامات بين الدول العشر الاعضاء حول كيفية التعاطي مع تزايد نفوذ الصين. وستلتقي كلينتون القادة الاندونيسيين بينهم الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو كما ستزور مقر اسيان كجزء من جهودها لتشجيع العلاقات مع هذه الكتلة الناشطة اقتصاديا والتي تعتبر عموما صديقة للولايات المتحدة. وقالت مسؤولة اميركية على متن الطائرة التي اقلتها رافضة الكشف عن اسمها ان كلينتون تامل "في الاطلاع على الوضع واخذ نصيحة الاندونيسيين حول كيف يمكننا ان ندعم الجهود الدبلوماسية وهو ما نحتاجه جدا جميعا". واضافت المسؤولة "اهم شيء هو ان ننتهي بعملية دبلوماسية يتم من خلالها معالجة هذه الامور عبر حوار دبلوماسي قوي بين اسيان متحدة والصين". وكلينتون التي توقفت طائرتها في بريسبان باستراليا للتزود بالوقود في طريقها من قمة جنوب المحيط الهادىء في جزر كوك، ستتوجه الثلاثاء الى الصين لاجراء محادثات حول العلاقات الصعبة عموما بين اكبر اقتصادين في العالم. فقد اتهمت الفيليبين وفيتنام، الصين بشن حملة ترهيب بسبب النزاعات على الجزر في بحر الصين الجنوبي الذي يشكل بوابة عبور لنصف سفن الشحن في العالم. وكانت كلينتون اعلنت خلال زيارة الى فيتنام عام 2010 ان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي تعتبر من المصالح القومية الاميركية رغم انها اكدت ان واشنطن لن تكون طرفا في النزاعات. وكانت الولاياتالمتحدة اصدرت في الاونة الاخيرة تحذيرا قويا للصين بعدما اثارت بكين غضب رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) اثر اقامتها حامية نائية في بحر الصين الجنوبي. واتهمت الصين كلينتون بالسعي "لاحتواء" تصاعد نفوذها. وقال المسؤول على متن طائرة كلينتون ان الولاياتالمتحدة ساندت اعلان المبادىء الاخير من وزراء خارجية اسيان الذين تعهدوا بتوحيد مواقفهم واستكمال الصين بشكل سريع مدونة سلوك تتعلق ببحر الصين الجنوبي. وقد شجعت الولاياتالمتحدة بقوة العمل على مدونة السلوك معبرة عن اعتقادها بانها حيوية لمنع تدهور الخلافات. لكن بكين فضلت التفاوض بشكل منفصل مع دول اسيان بدلا من التعامل مع الكتلة ككل. وستزور كلينتون في وقت لاحق خلال الاسبوع بروناي ما يجعلها اول وزيرة خارجية اميركية تزور كل الدول الاعضاء في اسيان. وكان وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي زار اندونيسيا وبروناي في اب/اغسطس محاولا التهدئة. وكانت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي نشأ في اندونيسيا، تولت الحكم مع مهمة توسيع العلاقات مع اكبر دولة مسلمة في العالم معتبرة اياها شريكا مثاليا بسبب اعتمادها الديموقراطية والاسلام المعتدل. لكن الزخم من اجل تقريب العلاقات تبدد جزئيا بسبب القلق في الولاياتالمتحدة من اعمال العنف التي يشنها اسلاميون اندونيسيون ضد الاقليات. وقالت المسؤولة الاميركية ان اندونيسيا لا تزال تعتبر "نموذجا للتسامح" لكنه عبر عن القلق بسبب "الحوادث المزعجة" التي وقعت في الاشهر الماضية. وتابعت ان كلينتون "ستبحث مع القيادة الاندونيسية نظرتها الى الامور بعد هذه الحوادث والعملية المعتمدة لضمان ان كل المجموعات تشعر بامان وحماية". وسبق ان تعرضت مواقع دينية واعضاء في طائفة الاحمدية المسلمة وشيعة ومسيحيون لهجمات. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش كلينتون الى الضغط على اندونيسيا للقيام "بخطوات ملموسة" لمواجهة عدم التسامح الديني قائلة ان سياسات الحكومة وعدم التحرك يؤججان العنف. وفي جاكرتا نظم حوالى 500 اسلامي تجمعا امام السفارة الاميركية للاحتجاج على زيارتها معتبرين ان هدفها الترويج للمصالح الاميركية في مجال الاعمال مثل منجم الذهب والنحاس الاميركي العملاق "فريبورت ماكموران" في اقليم بابوا. وقال حزب التحرير الذي نظم التظاهرة في بيان ان "المعادن الكثيرة الموجودة في فريبورت هي ملك الشعب. يجب ان تديرها الدولة بما فيه مصلحة الشعب". وردد المتظاهرون "ارفضوا هيلاري ارفضوا اميركا ارفضوا المستعمر".