لندن (رويترز) - في تحول كبير قد يعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى المزيد من الأسئلة المحرجة توجه تهمة التنصت لمسؤول اعلامي سابق لكاميرون ولصديقة كانت مسؤولة تنفيذية كبيرة في إمبراطورية روبرت مردوك الاعلامية. وقال ممثلو الادعاء انهم سيوجهون اتهامات التنصت على الهاتف لاندي كولسون المدير الاعلامي السابق لكاميرون وكذلك لريبيكا بروكس التي أشرفت على مؤسسة نيوز انترناشونال المملوكة لمردوك والتي لا تزال صديقة مقربة لرئيس الوزراء. وقالت أليسون ليفيت المستشارة القانونية لمدير النيابة العامة "هناك أدلة كافية لكي يكون هناك احتمال واقعي للإدانة فيما يتعلق بجريمة واحدة أو أكثر." وأضافت "خلصت إلى أن الملاحقة القضائية مطلوبة من أجل المصلحة العامة." ارتكبت هذه الجرائم المزعومة بين عامي 2000 و 2006 عندما شغل كولسون وبروكس منصب رئيس تحرير نيوز اوف ذا وورلد وصحيفة صنداي سيئة السمعة التي اضطر مردوك لإغلاقها العام الماضي وسط استياء عام بسبب الكشف عن التنصت على الهواتف. وفي حال إدانة الاثنين تكون اقصى عقوبة السجن لعامين والغرامة أو احدهما. وتضم قائمة الضحايا المزعومين وزيرين سابقين للداخلية وسفين جوران اريكسون المدرب السابق لمنتخب انجلترا لكرة القدم ونجمة هوليوود أنجلينا جولي والممثل براد بيت وعضو فريق البيتلز السابق بول مكارتني وعضو قاصر في الاسرة الملكية. وقال محللون ومشرعون معارضون إن سمعة كاميرون السياسية ستكون في قفص الاتهام أيضا في وقت تكافح فيه حكومته الائتلافية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي والحفاظ على ثقة الجماهير. وقال بول فارلي وهو مشرع من حزب العمال المعارض لرويترز انه رغم أن المحاكمة من المحتمل أن تلحق ضررا سياسيا بكاميرون الا انها من المستبعد أن تقضي على رئاسته للوزراء لأن فرص البقاء في المنصب تعتمد أكثر على وضع الاقتصاد البريطاني. وسيجري توجيه الاتهام إلى ستة أشخاص آخرين بما في ذلك بعض الموظفين السابقين الكبار في مؤسسة نيوز انترناشونال وصحيفة صنداي البريطانية قبل اغلاقها. وقال ممثلو الادعاء انهم يأملون أيضا الكشف عن أسماء أكثر من 600 شخص يعتقدون انهم كانوا ضحايا للتنصت. ويمثل المتهمون الثمانية امام المحكمة في جلسة استماع تمهيدية يوم 16 من اغسطس آب. ويتهم أيضا كولسون وبروكس بالتورط في التنصت على هاتف ميلي داولر وهي تلميذة فقدت وعثر عليها مقتولة في عام 2002. وكان الكشف عن أن صحفيين من نيوز اوف ذا وورلد تنصتوا على هاتفها مما اعطى أملا كاذبا لوالديها بأنها على قيد الحياة أثار ضجة اجتاحت مؤسسة نيوز انترناشونال المملوكة لمردوك وأدت إلى اغلاق الصحيفة التي تصدر منذ 168 عاما. وقال كولسون وبروكس انهما سيواجهان هذه المزاعم ونفيا ارتكاب أي اخطاء بشأن التلميذة داولر على وجه الخصوص. وقال كولسون خارج منزله في جنوبلندن بينما احاط به مصورون وصحفيون "كل من يعرفني أو عمل معي يعرف أنني لم افعل أي شيء يضر بالتحقيق بشأن ميلي داولر." وفي بيان لها قالت بروكس وهي من بين الأصدقاء المقربين لمردوك انها لم تأذن بمسألة التصنت على الهاتف ولا تعرفها. (إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)