واشنطن (رويترز) - بعد تلقيها ضربة مزدوجة باستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في الاممالمتحدة تحاول الولاياتالمتحدة انقاذ استراتيجيتها في سوريا وسط مخاوف من تحول هذه الازمة إلى لعبة خطيرة. وحاربت ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل استصدار قرار من الاممالمتحدة يحدد العواقب التي سيواجهها الرئيس السوري بشار الاسد اذا لم يوقف حملته ضد المعارضة قائلة ان هذا ضروري اذا كان مقدرا لخطة الانتقال السياسي الهشة للمبعوث الدولي كوفي عنان ان تنجح. لكن روسيا والصين وكما فعلتا مرتين من قبل عطلتا القرار وهو ما ترك واشنطن وحلفاءها امام مجموعة من الخيارات المتقلصة خاصة مع العزوف عن تدخل عسكري مباشر. وقال برايان كاتوليس خبير الامن في مركز التقدم الامريكي وهو مركز ابحاث قريب من ادارة أوباما "من الواضح انهم في وضع حرج. "ففي الوقت الذي سيبذلون ما بوسعهم من أجل المعارضة من المرجح ان يركزوا الآن على صلب المصالح الامنية للولايات المتحدة مثل الاسلحة الكيماوية وعنصر القاعدة والخوف من ان يتحول هذا إلى صراع أوسع." وزادت مخاوف حدوث انصهار من الداخل في سوريا بعد هجوم يوم الاربعاء الذي قتل ثلاثة من كبار مساعدي الاسد وبعد ان توغلت قوات المعارضة في عمق العاصمة السورية دمشق رغم ان القوات الحكومية فتحت نيران مدفعيتها واستخدت طائرات الهليكوبتر الحربية في مسعى لتأمين العاصمة. وعارضت روسيا والصين اتخاذ الاممالمتحدة اجراءات صارمة وقالتا انها ستدخل في سياق الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لاسقاط الاسد وهو حليف اقليمي قديم لموسكو. ومع تصاعد العنف في سوريا ومأزق الاممالمتحدة قال مسؤولون أمريكيون إن التركيز الدبلوماسي سيكون الآن على التحول مرة اخرى الى بدائل منها "أصدقاء سوريا" وهو تحالف من دول غربية وعربية وتركيا جارة سوريا تحاول الضغط على حكومة الاسد من خلال فرض عقوبات وحشد المعارضة السورية المتشرذمة. ووصفت المبعوثة الأمريكية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس قرار روسيا والصين بأنه "خطر ويبعث على الاسى". وأضافت أن مجلس الامن "فشل تماما". وقالت بعد فيتو يوم الخميس "سنزيد من عملنا مع مجموعة متنوعة من الشركاء من خارج مجلس الأمن للضغط على نظام الأسد ولتوصيل المساعدات إلى من يحتاجونها." ويعتقد ان بعض اعضاء مجموعة اصدقاء سوريا ومنهم السعودية وقطر يغدقون الاسلحة على قوات المعارضة السورية. لكن مسؤولين في واشنطن صرحوا بانهم سيبتعدون عن هذه الجهود نظرا للغموض الذي يحيط بطبيعة حركة المعارضة المسلحة ومخاطر تحوله إلى صراع عسكري أوسع. وقال باتريك فنتريل المتحدث باسم الخارجية الامريكية "نفضل انتقالا سياسيا محكوما الذي هو حقا الطريق الوحيد لوقف العنف وانهاء اراقة الدماء ويصل بنا إلى سوريا جديدة ويوم أفضل. لكننا نستعد لكل السيناريوهات." ومن ضمن السيناريوهات الاكثر ازعاجا للمسؤولين الامريكيين ان تفقد الحكومة السورية سيطرتها على مخزونها من الاسلحة الكيماوية الذي يعتقد أنه الأكبر في الشرق الاوسط او تستخدمه في ساحة المعركة في محاولة أخيرة للقضاء على حركة المعارضة المسلحة. وحذر كل من البيت الابيض ووزارة الدفاع (البنتاجون) ووزارة الخارجية دمشق وطالبوها بضرورة تأمين مخزونها من الاسلحة الكيماوية وصرح مسؤولون أمريكيون بأن واشنطن تتشاور مع جيران سوريا ومنهم إسرائيل حول ما يمكن ان يتحول إلى خطر اقليمي أوسع. وقال فنتريل "نحن نتشاور بهمة مع جيران سوريا اصدقائنا في المجتمع الدولي لابراز مخاوفنا المشتركة المتعلقة بأمن تلك الاسلحة." ومن المخاوف الاخرى المثارة ان يكون مقاتلو القاعدة يعملون إلى جانب المعارضين السوريين وان تحدث الازمة الإنسانية المتصاعدة وتدفق اللاجئين السوريين حالة من عدم الاستقرار في دول مجاورة وضعها هش مثل لبنان والاردن. (إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)