قالت مصادر في قطاع النقل البحري إن شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية أرجأت التوسع في أسطول ناقلاتها بسبب العقوبات الغربية الصارمة على صادرات إيران من الخام وضعف سوق الشحن البحري مما قد يضر بقدرتها على تحقيق أرباح. وهذا الإرجاء يحرم إيران من طاقة استيعابية تحتاجها بشدة لتخزين النفط في ناقلات بعد أن خفض المشترون الآسيويون مشترياتهم نحو 20 بالمئة عن مستواها في العام الماضي البالغ 1.45 مليون برميل يوميا استعدادا لعقوبات جديدة يفرضها الاتحاد الأوروبي على طهران. وقالت مصادر ملاحية في إيران في أبريل نيسان إن طهران اضطرت لنشر ما يزيد عن نصف أسطول ناقلاتها الوطني لتخزين النفط وتقول مصادر تجارية إن عدد الناقلات المستخدمة في التخزين زاد منذ ذلك الحين. وقال صامويل سيزوك الاستشاري لدى كيه.بي.سي لاقتصادات الطاقة "إن ذلك يعني أنهم (إيران) لم يعد لديهم مجال واسع للمناورة. لا توجد طاقة إضافية للتخزين في البر أو البحر." واستهدفت الولاياتالمتحدة وأوروبا تجارة النفط الإيرانية للضغط على طهران لوقف برنامجها النووي. وستفرض واشنطن هذا الأسبوع عقوبات على المؤسسات المالية التي تتعامل مع البنك المركزي الإيراني بينما ستفرض بروكسل حظرا على استيراد النفط من إيران. وستمنع إجراءات الاتحاد الأوروبي أيضا شركات التأمين الأوروبية التي توفر تغطية تأمينية لكل أساطيل الناقلات في العالم تقريبا من التعامل مع الناقلات التي تحمل نفطا إيرانيا. وستكون الناقلات الايرانية هي السفن الوحيدة القادرة على نقل صادرات طهران من الخام إلى أكبر عميلين هما الصين والهند مع بدء سريان العقوبات يوم الأحد المقبل. وقال مسؤول بشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية لرويترز إن الشركة لم تتسلم بعد ناقلة تحمل اسم (سيف) سعتها 318 ألف طن هي الأولى ضمن 12 ناقلة عملاقة جديدة ستديرها الشركة وفق عقد مع أحواض سفن صينية بقيمة 1.2 مليار دولار. وكان التسليم مقررا بشكل مبدئي في مايو أيار. وقال مسؤول بالشركة الإيرانية "أرجئ التسليم بسبب السوق. السوق غير مغرية لأي مالك سفن." وقال مسؤولون في القطاع إن تأجيل تسليم الناقلة سببه العقوبات الغربية التي جعلت من الصعب على إيران بيع خامها. وقال مسؤول بارز في مجال الشحن "مع خفض طاقة التصدير (الإيرانية) لا ترغب شركة ناقلات النفط الوطنية على الارجح في تسلمها في الوقت الحالي لانها قد تجد صعوبة في استغلالها وقبول الناس لشحناتها والتأمين على السفن. "ربما لدى الشركة مشاكل مالية تمنع سداد أقساط التسليم." ولم يتضح متى تتسلم الشركة الايرانية الناقلة التي تستطيع حمل مليوني برميل من الخام وما إذا كان سيجري تأجيل تسليم سفن أخرى. ومن المقرر تسليم سبع ناقلات عملاقة أخرى في نهاية العام الجاري من حوضي سفن في الصين وكان يتوقع تدشين السفن الأربع المتبقية في نهاية 2013. وقال مسؤول بارز بشركة صينية لبناء السفن إنها انتهت من بناء ناقلة عملاقة للشركة الايرانية وإنه ليس على دارية بأي تأجيل. وقد فقدت شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية الغطاء التأميني على سفنها من شركات التأمين الأوروبية العام الماضي بسبب عقوبات سابقة. وحصلت الشركة على غطاء تأميني بديل من آسيا بشكل أساسي وأيضا في إيران من خلال الشركة الخاصة كيش بي آند آي وقالت إن لديها غطاء بمليار دولار يمكن أسطولها الحالي المكون من 39 ناقلة من مواصلة العمل. (إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم هيكل)