سان بطرسبرج (روسيا) (رويترز) - دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية قمة روسية أوروبية في مدينة سان بطرسبرج يوم الاثنين تخيم عليها الازمة السورية دول الاتحاد الاوروبي الى التخلص من أفكارها القديمة عن روسيا وتحقيق تقدم سريع في السماح بحرية السفر بين بلاده ودول الاتحاد دون التقيد بتأشيرة دخول. وتركز القمة وهي الاولى بين الجانبين منذ عودة بوتين الى الكرملين الشهر الماضي لفترة رئاسة مدتها ست سنوات على موقف الرئيس الروسي ازاء سوريا واستعداده لتوثيق العلاقات مع الاتحاد الاوروبي اكبر شريك تجاري لبلاده. واستضاف بوتين زعماء الاتحاد على مأدبة عشاء يوم الأحد قبل محادثاتهم يوم الاثنين التي تجري في ضيعة فخمة على مشارف سان بطرسبرج مسقط رأس بوتين وهي أول قمة بين روسيا والاتحاد منذ عودته الى منصب الرئاسة في السابع من مايو ايار. وعطلت روسيا الجهود الغربية لادانة الرئيس السوري بشار الاسد وتنحيته عن السلطة طوال 15 شهرا من اراقة الدماء التي تلقي الدول الغربية المسؤولية فيها على حكومته بعد ان قتلت قواته 9000 شخص على الاقل. ومازالت روسيا ودول الاتحاد الاوروبي تعلق الامل في أن تنهي خطة الوسيط الدولي كوفي عنان المدعومة من الأممالمتحدة أعمال العنف المستمرة منذ 15 شهرا. لكن دول الاتحاد تريد أن تضغط روسيا على الرئيس السوري للالتزام بوقف اطلاق النار وسحب أسلحته من المدن بموجب خطة وقف اطلاق النار والتخلي عن الحكم في اطار عملية للانتقال السياسي. وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي والتي التقت مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل عشاء الاحد في بيان ان الازمة في سوريا وصلت الى "نقطة حرجة" وان "دور روسيا حاسم بالنسبة لنجاح خطة عنان." واضافت ان الاتحاد الاوروبي يريد "العمل بشكل وثيق مع روسيا لايجاد وسيلة لانهاء العنف ودعم"الخطة. وقال البيان انها تحدثت مع عنان هاتفيا الاحد وانهما اتفقا على ان الازمة وصلت الى "نقطة حرجة". وتؤكد روسيا أنها لا تحمي الأسد الذي يوفر لموسكو افضل موطيء قدم في الشرق الأوسط وتقول إن تنحي الرئيس السوري يجب الا يكون شرطا مسبقا للحوار السياسي. وركز بوتين في خطابه الافتتاحي للقمة على العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي وقال ان دول الجوار يجب ان تحقق تقدما للتوصل الى اطار عمل جديد راوغها طويلا يحكم العلاقات فيما بينها بعد محادثات استمرت أربع سنوات. وقال بوتين "لدينا فرصة جيدة لتحديد أهدافنا الاستراتيجية في هذه الوثيقة ونضع خطة طويلة الامد للتعاون." لكنه دعا الى "نهج عملي دون اي أفكار ايديولوجية او قديمة" في تحذير للاتحاد الاوروبي حتى يعامل روسيا معاملة الند ويبتعد عن التدخل في القضايا السياسية. والشراكة بين روسيا والاتحاد ??????-??????الذي يعتبر اكبر شريك تجاري لموسكو??????-?????? عميقة اذ تعتمد اوروبا بشدة على صادرات الطاقة الروسية وتشتري روسيا منتجات من الاتحاد بدءا من السيارات الالمانية وانتهاء بزيت الزيتون اليوناني والأثاث. لكن بين الجانبين خلافات عديدة بشأن قضايا تتراوح بين امدادات الطاقة والتجارة وفتح الأسواق وحقوق الإنسان مما يعرقل الجهود لحسم المحادثات المستمرة منذ أربع سنوات. ووصف دبلوماسيون اوروبيون الاجتماع بأنه فرصة للتعرف من جديد على بوتين الذي عاد ليقود السياسة الخارجية لبلاده رسميا. لكن الأزمة في سوريا ربما تعكر صفو الأجواء وتلقي بظلالها على المحادثات بشأن التجارة وقضايا اخرى. وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي "يجب أن نضمن أن روسيا تستخدم نفوذها بالكامل في إقناع النظام بتطبيق (خطة عنان)." وأضاف "من المؤكد أن الجانب الروسي لم يكن مفيدا جدا في إيجاد حلول فيما يتعلق بالوصول الى مخرج سياسي." ولم يقدم بوتين تنازلات في تصريحات أدلى بها خلال زيارته لبرلين وباريس يوم الجمعة وركز على عنف مقاتلي المعارضة وانتقد العقوبات وقال إنه لا يمكن فرض القرارات السياسية على سوريا من الخارج. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان لافروف قال خلال اتصال هاتفي مع عنان ان موسكو مستعدة لدراسة سبل تنسيق الجهود الدولية في دعم خطة سلام المبعوث. ولكن لافروف قال للصحفيين في رد على سؤال بشأن مااذا كان يتوقع ان يضيق اجتماع القمة هوة الخلاف بشأن سوريا "لا أعتقد ذلك". وسيحاول رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو واشتون قياس موقف بوتين تجاه الاتحاد الاوروبي في مستهل ولاية رئاسية جديدة. وقال المسؤول بالاتحاد عن المحادثات "الامر يتعلق ببحث ما اذا كنا نتشارك في نفس الرؤية فيما يتعلق بمسار شراكتنا الاستراتيجية." ومن المقرر أن تنضم روسيا الى منظمة التجارة العالمية هذا العام والتي تلزمها بالقواعد العالمية لكن الاتحاد يريد من الكرملين خفض الحواجز امام الشركات والاستثمارات الغربية من خلال كبح الفساد وتحسين سيادة القانون. ويشعر بعض مسؤولي الاتحاد الاوروبي بالقلق من أن تؤدي عودة بوتين إلى مزيد من التدخل الحكومي في الاقتصاد وبطء الاصلاحات. إلا أن بوتين الذي واجه بعد عودته إلى سدة الرئاسة أكبر احتجاجات للمعارضة خلال حكمه الذي استمر 12 عاما حذر من التدخل الغربي في شؤون بلاده. (إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير دينا عفيفي)