باريس (رويترز) - أدلى الناخبون في فرنسا بأصواتهم يوم الاحد في جولة الاعادة الحاسمة في انتخابات الرئاسة التي قد تتوج فرانسوا هولاند كأول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ نحو عشرين عاما مما يعني تحولا نحو اليسار في قلب اوروبا ويجعل نيكولا ساركوزي الزعيم الاوروبي الحادي عشر الذي تطيح به الازمة الاقتصادية. واشارت استطلاعات الرأي الاخيرة الى تقدم هولاند بما بين اربع وثماني نقاط مئوية للانتخابات التي تجرى بالتزامن مع انتخابات برلمانية في اليونان والمتوقع ان تعاقب الاحزاب الرئيسية بسبب حالة البؤس الاقتصادي. واستفاد هولاند من موجة غضب بسبب عجز ساركوزي عن كبح جماح البطالة المتفشية خلال خمسة اعوام له في الرئاسة. ومن شأن الفوز بفارق كبير ان يمنح هولاند المزيد من السلطة للمضي قدما في تعهده بوقف موجة من اجراءات التقشف المستوحاة من ألمانيا في اوروبا - والتي جعلت مئات الالاف من الاشخاص يتظاهرون في انحاء المنطقة الاسبوع الماضي- من خلال اعادة التركيز على سياسات موجهة للنمو. وأدلى هولاند بصوته في جولة الاعادة في بلدة تول بوسط فرنسا والتي عمل رئيسا لبلديتها لسبع سنوات حيث قام بمصافحة وتقبيل ناخبين يعرفه الكثير منهم معرفة شخصية. وقال لرويترز في وقت لاحق بينما كان يتناول الطعام في مطعم محلي يكتظ بسكان تول "انا واثق. انا متأكد." واستقبل ساركوزي بعاصفة من التهليل عندما وصل للادلاء بصوته في مدرسة بأحد احياء باريس بالقرب من منزل زوجته كارلا بروني عارضة الازياء الشهيرة سابقا. وهتف انصاره قائلين "سنفوز" بينما كان الزعيم المحافظ يشد على ايدي انصاره. وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) لاستقبال 46 مليون من الناخبين المسجلين وستظل مفتوحة حتى السادسة مساء ( 1600 بتوقيت جرينتش) في معظم الاماكن. لكن التصويت سيمتد لمدة ساعتين اضافيتين في المدن الكبرى. وأظهرت الارقام التي نشرتها وزارة الداخلية ان 30.7 في المئة من الناخبين المسجلين ادلوا باصواتهم بحلول منتصف يوم الاحد (1000 بتوقيت جرينتش) رغم الطقس الممطر في معظم انحاء فرنسا. وستنشر توقعات جديرة بالثقة عن النتائج بناء على فرز جزئي للاصوات بمجرد اغلاق اخر مراكز الاقتراع. وتجازف وسائل الاعلام التي تنشر نتائج استطلاع اراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع او نتائج جزئية قبل ذلك بدفع غرامات والتعرض لاجراءات قانونية. واحتفظ هولاند بتقدم ثابت لاسابيع بعد أن عرض برنامجا شاملا في يناير كانون الثاني يقوم على زيادة الضرائب خاصة على أصحاب الدخول المرتفعة لتمويل الانفاق والسيطرة على العجز العام. ويستفيد هولاند في جوانب كثيرة من برنامجه الانتخابي من موجة من المشاعر المناهضة لساركوزي ترجع في جزء منها الى أداء الرئيس المنتهية ولايته الذي يوصف بأنه استعراضي ويظهر غرورا من حين الى اخر فضلا عن الغضب من الازمة الاقتصادية التي أضرت بزعماء بدءا من بريطانيا وانتهاء بالبرتغال. وقالت موانا دي لا ميزونوف (41 عاما) مدير مبيعات صوتت لصالح ساركوزي انها متشائمة ازاء فرص نجاحه "سيكون(التنافس) قريبا اقرب مما تظهره استطلاعات الرأي..الشيء الصعب بالنسبة لساركوزي هو ان الناس تركز على شخصيته بدلا من سياساته." وعلى الرغم من تمكن ساركوزي المحافظ من تقليص تقدم هولاند نقطتين خلال الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية فان مساعديه اعترفوا في احاديث خاصة بان ساركوزي سيحتاج لمعجزة لتغيير المسار لصالحه والفوز بفترة ولاية ثانية. وفي اليونان حيث من المتوقع ان يعاقب الناخبون الغاضبون الاحزاب الرئيسية بسبب تأييدها لاجراءات التقشف المدعومة من صندوق النقد الدولي عبر الناخبون الفرنسيون في الخارج عن الامل في ان يؤدي فوز هولاند الى تخفيف الحملة الالمانية لضبط الميزانية والتي يقول الكثيرون انها تقود عددا من دول منطقة اليورو الى الركود. وقالت ماريا (72 عاما) وهي تصوت لصالح هولاند في القنصلية الفرنسية باثينا "كفى ..هناك الكثير من اجراءات التقشف." (اعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير نبيل عدلي)