اظهر اول استطلاع للرأي منذ انتهاء المناظرة التليفزيونية بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومنافسه في الانتخابات الرئاسية فرانسوا أولاند أن ساركوزي تمكن من تضييق الفارق مع أولاند. الا ان الاستطلاع أوضح ايضا أن أولاند ما زال متقدما، وأن اغلب المستطلعين من الجمهور يرونه اكثر اقناعا. واعطى الاستطلاع أولاند 53% في جولة الاعادة التي ستجرى يوم الأحد المقبل بما يقل بدرجة عن آخر درجة حازها أولاند في الاستطلاع الذي اجري يوم 26 أبريل/ نيسان، وذلك مقابل 47% لساركوزي. وقد تلقى ساركوزي ضربة جديدة الخميس مع اعلان فرانسوا بايرو -الذي حل خامسا في الجولة الاولى التي اجريت في ابريل/ نيسان بين عشرة مرشحين- انه سيصوت لصالح أولاند في جولة الاعادة لكنه طلب من انصاره ان يصوتوا لمن يريدون. واتهم بايرو الرئيس ساركوزي بالانحراف الى اقصى اليمين فيما يخص موقفه من الهجرة والمهاجرين، وبالتخلي عن المبادئ والقيم الاوروبية. وخلال المناظرة الوحيدة بينهما دافع ساركوزي عن سجله الاقتصادي وأكد أن فرنسا لم تمر بأي فترة كساد منذ 2009 تحت قيادته. وقال أولاند إن فرنسا تمر بأزمة خطيرة وتعاني من النمو البطيئ. ويقول كريس موريس مراسل بي بي سي إن المناظرة شهدت أداء قويا من الطرفين ومواجهات غاضبة بين الجانبين من بينها اتهام كل منهما للآخر بالكذب. ولكنه أضاف أن أيا من الطرفين لم يسدد للآخر ضربة قاضية، وهو ما يعد من مصلحة أولاند. وقال أولاند إنه يريد أن يساعد الفقراء، وقال أن الاغنياء حصلوا على الحماية في ظل ساركوزي. وأفاد سأكون رئيسا للعدالة، لأننا نمر بأزمة خطيرة تؤثر بشكل كبير على الافقر بيننا والكادحين . واتهم أولاند ساركوزي بعدم تحمل مسؤولية المصاعب الاقتصادية التي كانت فرنسا تمر بها، ملقيا باللوم على الازمة الاقتصادية العالمية. وقال أولاند الامر بالنسبة لك غاية البساطة: الأمر دائما ليس خطأك . وقال أولاند إن البطالة في فرنسا بلغت معدلات قياسية وأنه قد تم تخفيض التصنيف الائتماني لفرنسا. ورد ساركوزي إن فرنسا تجاوبت مع الاجواء الاقتصادية أفضل من غيرها من الدول الاوروبي. واتهم ساركوزي أولاند بتمثيل النقابات العمالية وليس فرنسا بأسرها. وأذيعت المناظرة على الهواء في العديد من القنوات التلفزيونية التي استمرت نحو ساعتين ونصف. وهاجم ساركوزي أولاند لرفضه إجراء ثلاث مناظرات انتخابية بدلا من واحدة ولكن جميع الانتخابات الرئاسية الفرنسية منذ عام 1947 لم تجر بها إلا مناظرة واحدة، عدا عام 2002 عندما رفض جاك شيراك مناظرة ماري لو بان مرشحة اليمين.