قتل 34 شخصا في اعمال عنف في سوريا الاثنين، رغم وجود المراقبين الدوليين لوقف اطلاق النار الذين سيرتفع عددهم الى 300 اعتبارا من الاسبوع المقبل. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 28 شخصا في حي الاربعين في مدينة حماة في وسط سوريا في اطلاق نار من اسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع "يوتيوب" الالكتروني اعمدة دخان ابيض تتصاعد من الحي بعد سماع اصوات انفجارات قذائف ورشقات رشاشة. وكان مواطن قتل بعد منتصف ليل الاحد الاثنين في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق. واتهم الاهالي، بحسب المرصد، السلطات السورية بقتله. كما افاد المرصد عن مقتل خمسة عناصر من القوات النظامية السورية في حماة ودرعا (جنوب). واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان "مجموعة ارهابية مسلحة" اغتالت اليوم ضابطا برتبة عقيد وصف ضابط برتبة مساعد في مدينة حماة، وطبيبا في مدينة درعا وضابطا برتبة مقدم في بلدة المسمية التابعة لمدينة الصنمين في المحافظة. وافادت الوكالة من جهة اخرى ان الجمارك السورية ضبطت الاثنين سيارة لبنانية محملة بانواع من الاسلحة اثناء محاولة ادخالها الى الاراضي السورية. ورغم ذلك، اعلن وزير الداخلية السوري محمد الشعار ان بلاده ستستعيد امنها واستقرارها وستخرج "اقوى" من الازمة التي تتعرض لها منذ اكثر من 14 شهرا. وقال بحسب وكالة انباء "سانا" الرسمية خلال لقائه مع ضباط ودورات طلاب الضباط في كلية الشهيد باسل الأسد للعلوم الشرطية، ان ذلك سيتم "بفضل وعي شعبها وتمسكه بوحدته الوطنية والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد". ورأى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد من جهته ان الحوار الوطني هو السبيل "الوحيد" للخروج من الازمة في سوريا، مجددا التزام بلاده "التام" بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان. وتأتي هذه التطورات في وقت دخلت مهمة طليعة المراقبين الدوليين في سوريا التي تستند الى خطة انان الاثنين اسبوعها الثاني، وبعد اثني عشر يوما من بدء تطبيق وقف اطلاق النار الذي يشهد خروقات يومية. وتدعو خطة انان الى وقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الاممالمتحدة، وسحب الجيش والاليات من المدن، والسماح بالتظاهر السلمي، واطلاق المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية. في نيويورك، اعلن متحدث باسم الاممالمتحدة ان انتشار المراقبين الدوليين ال300 المكلفين متابعة وقف اطلاق النار في سوريا سيبدأ الاسبوع المقبل. و"سيتم انتشار بعثة المراقبة على مراحل"، على "ان ينجز مع نهاية نيسان/ابريل". وتتألف البعثة من عسكريين غير مسلحين بموجب القرار 2043 الذي صدر عن مجلس الامن الدولي السبت. وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين على ضرورة ان توفر السلطات السورية لمراقبي الاممالمتحدة الحرية التامة في التنقل وان تؤمن لها وسائل نقل جوية. وقال بان للصحافيين "من المهم فعلا ان تقدم الحكومة السورية حماية تامة للمراقبين وان تضمن حريتهم في التنقل والحركة". واوضح انه يتوجب على دمشق ان تقدم لهذه البعثة "كل التعاون" الممكن بما في ذلك "وسائل جوية" (مروحيات وطائرات). واضاف انه بعث برسالة بهذا الخصوص الى السفير السوري لدى الاممالمتحدة بشار الجعفري لنقلها الى الرئيس السوري بشار الاسد. وقال بان ايضا "امل ان تتعاون الحكومة السورية كليا" مع وسيط الاممالمتحدة كوفي انان. واعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها الاثنين من استمرار المعارك في بعض المناطق بسوريا بالرغم من انتشار المراقبين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "نتوقع ان تكون للمراقبين حرية تامة للحركة والوصول بدون عوائق الى السوريين في مناطق سوريا التي يعتبرونها مهمة لمراقبتها". واضافت "نتوقع ان تكون لهم الحرية التامة للاتصال واختيار طاقمهم". واوضحت ان الولاياتالمتحدة قلقة لناحية قدرة قوات الرئيس بشار الاسد على وقف هجماتها بالمدفعية خلال وجود المراقبين. وقالت ايضا "هذا الامر يقلقنا وهو شيء سنتابعه يوميا". وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عقب اجتماع مع وزير الخارجية محمد عمرو الاثنين في القاهرة ان الدعم الايراني والغطاء الروسي هما اللذان مكنا النظام السوري من الاستمرار في العنف مؤكدا ان "الايرانيين يعتبرون المعركة في دمشق معركتهم". وصرح غليون للصحفيين انه "لولا الدعم الايراني ولولا الغطاء السياسي الروسي لما تجرأ نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ" مضيفا ان "الايرانيين يعتقدون ان المعركة في دمشق هي معركتهم قبل ان تكون معركة الاسد". في هذا الوقت، واصلت طليعة المراقبين الموجودين حاليا في سوريا جولاتها الميدانية. وزار الفريق الاثنين منطقة ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال، بحسب مصادر مختلفة. وبث ناشطون مناهضون للنظام اشرطة فيديو عدة على الانترنت لتظاهرة حاشدة لاقت اربعة مراقبين بدوا وهم يسيرون بصمت بين الناس في مدينة دوما في ريف دمشق بقبعاتهم الزرقاء، بينما الحشد يهتف "الشعب يريد اسقاط النظام" و"الشعب يريد اعدام الرئيس". وفي فيديو آخر، تبدو سيارة المراقبين وهي تمر قرب آليات ودبابات للجيش السوري في مدينة الزبداني في ريف دمشق، ثم عسكريون يرتدون القبعات الزرق وهم يمرون قرب آلية اخرى سيرا. وقال ناشطون ان زيارة المراقبين للزبداني كانت سريعة جدا. وقال المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها ابو عمر لوكالة فرانس برس ان "المراقبين ينسقون مع النظام. يقررون زيارة دوما التي كانت تتعرض امس لاقتحام وقصف، فيسحب النظام آلياته قبل وصولهم. يسيرون في الشارع العام، لا يشاهدون شيئا، ويرفضون مرافقة الناشطين الى اي مكان فيه اطلاق نار او منزل مدمر او شهيد". ويضيف "نحن نعرف اين الدبابة واين المدارس واين الحاجز. مهمتهم فاشلة لانهم لا ينسقون مع الناس على الارض". واوضح الناشط ابو خالد من الزبداني ان "الناشطين ارادوا اصطحاب المراقبين على بعد اقل من كيلومتر على طرف المدينة لرؤية الدبابات التي كانت تقصف المدينة، لكنهم رفضوا متحججين بارتباطات اخرى". واكد فارس محمد من لجان التنسيق المحلية ان هناك دبابات "خبأها النظام في تلال خارج المدينة". واوردت وكالة سانا ان "وفد المراقبين الدوليين زار حي الوعر في مدينة حمص (وسط) والتقى الاهالي". ويمكث مراقبان من فريق الثمانية مراقبين في حمص منذ السبت. وذكر المرصد السوري ان مراقبين زاروا مدينة الباب في ريف حلب، مشيرا الى ان الزيارة تزامنت مع "حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينة". ويفترض ان يرتفع عدد افراد فريق المراقبين الموجود حاليا في سوريا الى ثلاثين في الايام المقبلة، بموجب قرار سابق لمجلس الامن. ومهمته تحضير مهمة بعثة المراقبة الموسعة. وتجاوز عدد القتلى في الاضطرابات التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011، احد عشر الف قتيل غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد. وقرر الاتحاد الاوروبي الاثنين فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة الى سوريا والحد من صادرات المواد التي يمكن ان تستخدم لقمع المتظاهرين. وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل ان هذه الحزمة الجديدة من العقوبات، وهي الرابعة عشرة منذ حوالى السنة، تستهدف "بشكل رمزي للغاية" نمط حياة الرئيس بشار الاسد وزوجته اسماء. وشددت سويسرا اجراءاتها بحق النظام السوري وفرضت عقوبات على والدة الرئيس انيسة الاسد وزوجته اسماء وعدد من اعضاء الحكومة، بالاضافة الى بشرى الاسد، شقيقة الرئيس السوري، ومنال الاسد، زوجة شقيقه الاصغر ماهر. واعلن البيت الابيض الاثنين ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اذن بفرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وايران بالوسائل التكنولوجية الرامية الى تسهيل انتهاكات حقوق الانسان. في القاهرة، صرح رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عقب اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو ان الدعم الايراني والغطاء الروسي هما اللذان مكنا النظام السوري من الاستمرار في العنف، مؤكدا ان "الايرانيين يعتبرون المعركة في دمشق معركتهم". وقال الوزير المصري من جهته ان "ما يسعى الجميع لتحقيقه الآن لا يخرج في مضمونه عن المحاور التي طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس (آب) الماضى والمتمثلة في رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات". وفي الجزائر، كرر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الاثنين دعوتهما الى وقف العنف والتوصل الى تسوية سياسية في سوريا. واعتبر العربي ان الكرة باتت في ملعب الموفد الدولي كوفي انان الذي يتمتع "بخبرة كبيرة لوقف المعارك والتباحث مع الحكومة السورية". وفي عمان، اكد رئيس جمعية الكتاب والسنة الأردنية التي تقدم خدمات اغاثة الاثنين ان حوالى 500 سوري لجأوا الى المملكة خلال اليومين الماضيين بطرق غير شرعية.