أفاد ناشطون سوريون معارضون أن العديد من المناطق السورية شهدت، أمس الأحد، إضرابا عاما تلبية لدعوة من العديد من فصائل المعارضة، في حين صعدت فرنسا موقفها من سوريا متحدثة عن وقوف دمشق وراء التفجير الذي استهدف جنودا فرنسيين تابعين لقوة الأممالمتحدة في جنوب لبنان، وميدانيا سجل أمس الأحد سقوط 12 قتيلا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية. وفي موقف لافت أعلن وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أمس الأحد، أن سوريا تقف "على الأرجح" وراء التفجير الذي استهدف الجمعة جنودا فرنسيين يشاركون في القوة التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، إلا أنه أوضح أن لا دليل لديه على هذا الأمر، وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة "تي في-5 موند" وإذاعة فرنسا الدولية وصحيفة لو موند حول ما إذا كان هذا الاعتداء "رسالة" من سوري؟ أجاب جوبيه: "على الأرجح". وأضاف، "لدينا من الأسباب القوية ما يدفعنا إلى الاعتقاد أن هذا الاعتداء جاء من هناك" في إشارة إلى سوريا، معتبرا أن دمشق تستخدم حزب الله في هذا النوع من الهجمات، إلا أن جوبيه تدارك "ليس لدي أدلة، إلا أنه (حزب الله) ذراعها (سوريا) المسلحة إذا صح القول، وقد دعونا مجددا الحكومة اللبنانية لحماية قوة اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة، والتي تنتشر في جنوب لبنان. وكان رئيس الحكومة اللبناني السابق، سعد الحريري، أبرز أركان المعارضة، اعتبر على موقع تويتر أن الاعتداء على الجنود الفرنسيين من القبعات الزرق هو "رسالة سورية"، وقال الحريري: "إنها رسالة أخرى من بشار" الأسد في اإشارة إلى الرئيس السوري. على الأرض قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مدنيين اثنين قتلا برصاص رشاشات ثقيلة في كفر تخاريم بمحافظة إدلب القريبة من الحدود التركية، حيث خاض منشقون معارك عنيفة مع القوات الحكومية، وتحدث المرصد عن "إحراق ناقلتي جند مدرعتين" في المنطقة نفسها. وفي بلدة طفس بحافظة درعا جنوب سوريا قتل فتى في ال 16 من العمر حين اطلقت قوات الامن النار في البلدة، وجرى إحراق ثلاث مدرعات واصيب عدة اشخاص في مواجهة مماثلة، بحسب المرصد. وفي درعا ايضا افاد المرصد ان "شابا فلسطينيا استشهد في طريق السد في المدينة في حين اصيب فتى في ال 14 من العمر اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن". واضاف المرصد ان "شابا في الثلاثين وسيدة في الثانية والاربعين استشهدا مساء الاحد برصاص قناصة في مدينة دوما في ريف دمشق". وفي مدينة جاسم في محافظة درعا اعلن المرصد ان مواطنا اعتقل الاحد وسلمت جثته بعد ساعات على اعتقاله من قبل اجهزة الامن. وقال المرصد انه في مدينة حمص "استشهد طفلان اثر اصابة منزلهما في حي البياضة بنيران الرشاشات الثقيلة، كما استشهد مواطن برصاص قناصة في حي النازحين في المدينة واستشهد اخر برصاص عشوائي في حي البياضة" في المدينة نفسها، موضحا انه "عثر الاحد على جثمان سائق سيارة اجرة في المشفى الوطني بعد ان كان اختطف قبل ثلاثة ايام على ايدي عناصر من الشبيحة". واعلن المرصد مساء الاحد ان "سيدة استشهدت واصيب مالا يقل عن 30 بجروح اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة على حي باب هود في مدينة حمص". كما دارت "اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري وجنود انشقوا عنه في محيط بلدة بصر الحرير في محافظة درعا اسفرت عن احراق ثلاث دبابات وسقوط جرحى" بحسب المرصد. وقال المرصد ايضا ان "جثتي مواطنين في السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من العمر سلمتا الى ذويهما في بلدة مورك في ريف حماة الشمالي بعد ان كانت الاجهزة الامنية اعتقلتهما قبل ايام". وتابع ان "مواطنين استشهدا في مدينة خان شيخون في محافظة ادلب احدهما شرطي استشهد تحت التعذيب، والاخر مدني متاثرا بجروح اصيب بها قبل ايام". وفي لبنان قالت مصادر طبية ان شخصا يدعى حسين عمار (27 عاما) توفي في مستشفى في شمال لبنان متأثرا بطلقة رصاص في رأسه اصيب بها في وقت لاحق بعد نقله عبر الحدود لاسعافه. ونقل المرصد ان "طبيبا عضوا في تنسيقة اطباء دمشق استشهد اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الامن على الحدود السورية التركية" السبت، موضحا انه يدعى ابراهيم عثمان. من جهة ثانية نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) انه تم الاحد تشييع "13 شهيدا من عناصر الجيش والأمن والشرطة استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني فى ريف دمشق وحمص". كما اعلنت الوكالة ان "الجهات المختصة تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المسلحين حاولوا فرض اعتصام إجباري وأطلقوا النار على المارة والسيارات في شوارع حمص". واتهمت الوكالة "مجموعة إرهابية مسلحة الاحد باغتيال المهندس ماهر غدير رئيس محطة أبو رباح للغاز بحمص أثناء توجهه إلى المحطة على طريق حمص الفرقلس". من جهة اخرى، نقل المرصد عن ناشطين على الارض ان الاضراب لقي استجابة "كبيرة جدا" في محافظة درعا، مهد التمرد ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف مارس، وفي جبل الزاوية في ادلب قرب الحدود التركية وفي حمص وريفها. واعلن المرصد مساء الاحد ان "استجابة واسعة للاضراب سجلت في مدينة حمص، فقد أغلقت كل الأسواق والمحال التجارية في أحياء جورة الشياح والغوطة وحي الميدان وسوق الحميدية وسوق الخضرة، كما امتد على طول الطريق بين ميدان الساعة الجديدة وميدان الساعة القديمة وأحياء القصور والخالدية والبياضة وديربعلبة وباب السباع وباب الدريب والوعر وحي الانشاءات وشارع البرازيل وسوق حي بابا عمرو". واضاف ان الاضراب نفذ في "حرستا رغم محاولة الامن فتح المحلات بالقوة"، بحسب الناشطين الذين تحدثوا عن "اعتقالات عشوائية" في هذه المنطقة الواقعة بريف دمشق. وقالوا ان "الاضراب نجح بنسبة كبيرة تبلغ تسعين بالمئة" في دوما قرب دمشق. لكن الحركة تتواصل بشكل طبيعي في دمشق، بحسب ما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس. وفي اعقاب هذا الاضراب العام يعتزم النشطاء تنظيم حملة عصيان مدني تشمل اغلاق الجامعات ووقف وسائل النقل العام وهيئات الدولة والطرق الرئيسية التي تربط بين المدن. واعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون في مقابلة نشرت الاحد ان المعارضين للنظام السوري يرغبون في الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى لا تتكرر الاخطاء التي وقعت في العراق. وقال غليون لمجلة دير شبيغل الاسبوعية "لم تعد المعارضة على استعداد للتفاوض مع القتلة" في اشارة الى حكومة الرئيس بشار الاسد، "لكنها مستعدة للتحدث الى سلطات مدنية وعسكرية لا تمثل النظام بل تمثل مؤسسات". وتابع "لا نريد تكرار الاخطاء التي ارتكبت في العراق، نريد الحفاظ على المؤسسات العامة، بما في ذلك اجهزة الامن والسلم الاجتماعي". ويتوقع ان تطلع رئيسة المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي مجلس الامن الدولي على تطورات الاوضاع في سوريا خلال اجتماع الاثنين. وكانت بيلاي قد تحدثت عن اكثر من اربعة آلاف قتيل جراء القمع الحكومي للحركة المعارضة. ومن مونتريال اعلنت مجموعة سانكور الكندية النفطية في بيان الاحد انها علقت انشطتها في سوريا وستقوم بسحب موظفيها الاجانب من هذا البلد الذي يشهد انتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ مارس. وقال ريك جورج رئيس مجلس ادارة المجموعة الكندية "منذ اشهر عدة نتابع من كثب الوضع في المنطقة وكنا دائما واضحين لجهة اننا سنلتزم كل العقوبات المفروضة على البلد". ونقلت وكالة الانباء النمسوية ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اعلن الاحد ان سقوط نظام الرئيس الاسد سيكون "نعمة" لمنطقة الشرق الاوسط وضربة ل "محور ايران-حزب الله". واضاف الوزير ان "اسرة الاسد محكوم عليها ولا احد يعلم ماذا سيحصل لاحقا". وفي ظل اعمال العنف الدامية تستعد الحكومة لاجراء انتخابات بلدية الاثنين وقد ناشدت المواطنين الاقبال بكثافة على الانتخابات. ويرفض الرئيس السوري السماح لمراقبين تابعين للامم المتحدة بدخول سوريا ويقاوم مطالب الجامعة العربية له بقبول مراقبين رغم تعرضه لعقوبات اقليمية اضافة الى العقوبات الاميركية والاوروبية. وتتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بارتكاب اعمال العنف وتطالب الجامعة العربية برفع العقوبات مقابل السماح بدخول مراقبين. وصرح مسؤول بالجامعة العربية ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون جلسة استثنائية حول سوريا نهاية الاسبوع في القاهرة في اعقاب اجتماع مجموعة العمل الوزارية.