القاهرة (رويترز) - أدى اشتعال الصراع على منصب رئيس الجمهورية في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان الى تهاوي البورصة المصرية للجلسة الخامسة على التوالي لتفقد الاسهم 23.2 مليار جنيه (3.9 مليار دولار) من رأسمالها السوقي منذ بداية أبريل نيسان الجاري. لكن محللين فنيين يتوقعون حدوث ارتدادة تصاعدية بالسوق المصرية لالتقاط الانفاس بعد التراجع المتتالي للسوق تصعد فيها من المستوى الحالي للمؤشر الرئيسي بالقرب من 4450-4500 نقطة الى مستويات حول 4800 نقطة. وقال مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي "لابد ان يهبط السوق في ظل الصراعات السياسية في مصر الان على منصب الرئيس. لا أحد سيضخ أموالا بالسوق. الكل سيقلق على أمواله... ولن يستثمر أحد وسط هذه الاجواء." وتعيش مصر الان حالة من الصراع السياسي بين جماعة الاخوان المسلمين والمجلس العسكري والاحزاب الليبرالية حول الحكومة الحالية وانتخابات الرئاسة وتشكيل الدستور. وجاءت الانتقادات وسط خلافات بين المجلس العسكري والاسلاميين الذين قدموا مرشحين منهم لمنصب رئيس الدولة متخلين عن وعود أعلنوها من قبل. وأغلق يوم الاحد باب الترشيح لانتخابات الرئاسة على ان تجرى يومي 23 و24 مايو أيار وتجرى جولة الاعادة - اذا لم تحسم النتيجة من الجولة الاولى - يومي 16 و17 يونيو حزيران وسيعلن اسم الفائز يوم 21 يونيو حزيران اذا أجريت الاعادة. وقال بدرة "تصريحات خيرت الشاطر من حزب الاخوان بأن ترشيح عمر سليمان سيدفعهم لثورة ثانية ستعود بنا لنبدأ من جديد من يوم 28 يناير 2011." وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية ان عدد المرشحين الذين تقدموا بأوراقهم قبل غلق الباب بلغ 23 مرشحا أبرزهم اسلاميون وسياسيون من عهد مبارك. وقال مرشح جماعة الاخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة المصرية خيرت الشاطر لرويترز أمس الاحد ان ترشح مدير المخابرات العامة السابق عمر سليمان في الانتخابات اهانة للثورة المصرية واذا نجح سيؤدي ذلك الى ثورة ثانية. وهبط المؤشر الرئيسي بنسبة 2.73 بالمئة يوم الاثنين ليغلق على 4593.52 نقطة وصاحبه المؤشر الثانوي 2.14 بالمئة الى 428.93 نقطة. وتوقع عبد الرحمن لبيب نائب رئيس شركة ستاليون انفستمنت "حدوث ارتدادة صعودية بالسوق بالقرب من المستويات الحالية عند 4500 نقطة الى 4800 نقطة. لكن سننزل من جديد من مستوى 4800 نقطة للاسفل." وقال ابراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية "قد نرتد صعوديا لالتقاط الانفاس لجلسة أو اثنين الى مستوى 4700-4750 نقطة لكن الارتدادة الاقوي ستكون من مستوى 4400-4450 نقطة الى 4860 نقطة." وفقدت الاسهم المصرية ثمانية مليارات جنيه من رأسمالها السوقي خلال جلسة يوم الاثنين لتزيد خسائرها منذ بداية أبريل الى 23.2 مليار جنيه. وقال تيمور الدريني من شركة النعيم للوساطة في الاوراق المالية "السوق أصبحت شديدة الاضطراب... كل الاخبار سلبية." ويرى المحللون ان الوضع الاقتصادي في مصر لا يختلف كثيرا عن الوضع السياسي في ظل الاختلاف بين جماعة الاخوان المسلمين والحكومة حول قرض صندوق النقد الدولي. وتواجه مصر شبح أزمة مالية بعد استنفاد جانب كبير من احتياطي العملات الصعبة لديها لكن حزب الحرية والعدالة يرفض مساندة مباحثات مع صندوق النقد الدول للحصول على قرض قيمته 3.2 مليار دولار قائلا ان انفاق الحكومة غير المرشد بحسب وصفه هو الذي يعرض البلاد لازمة. وقال الدريني لرويترز "لن يشتري أحد في السوق حتى تتضح الرؤية بشأن محادثات الحكومة مع صندوق النقد الدولي حول القرض." وحذر الشاطر خلال مقابلته مع رويترز من ان الاخوان المسلمين لن يؤيدوا حصول مصر على القرض ما لم تتغير شروط تقديمه أو تستقيل الحكومة لتفسح السبيل لادارة جديدة تشرف على انفاقه. وقالت ليز مارتنز الاقتصادية في بنك اتش.اس.بي.سي "مصر لا تزال تعاني فجوة تمويل ضخمة وأي تأخر يزيد فرص حدوث انخفاض عشوائي في قيمة العملة." وانخفضت يوم الاثنين أسهم سوديك 5.9 بالمئة وبايونيرز 5.6 بالمئة وبالم هيلز 5.3 بالمئة وأوراسكوم للاتصالات 5.1 بالمئة وحديد عز 3.7 بالمئة والقلعة 2.7 بالمئة. كما هبطت أسهم هيرميس 2.6 بالمئة وأوراسكوم للانشاء 2.2 بالمئة والتجاري الدولي 1.5 بالمئة خلال معاملات يوم الاثنين. ونصحت نعيم للوساطة المالية في مذكرة بحثية لعملائها يوم الاثنين "المستثمرين بمراقبة مستوى الدعم 4475 نقطة." ويرى كريم عبد العزيز الرئيس التنفيذي لصناديق الاسهم بشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار أن الهبوط التي تشهده الاسهم المصرية "طبيعيا في ظل ارتفاع السوق بشكل غير طبيعي وغير منطقي خلال أول شهرين من 2012." وقفز المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية نحو 50 بالمئة خلال اول شهرين في 2012 ليعوض كامل خسائر 2011. وقال عبد العزيز "أعتقد ان الهبوط الحالي هو تصحيح فقط للارتفاعات غير المبررة السابقة. ما يحدث الان صحي جدا للسوق." (الدولار يساوي 6.03 جنيه مصري) (شارك في التغطية الصحفية توم فايفر وشارك في الاعداد أحمد لطفي- تحرير نادية الجويلي)