المنامة (رويترز) - قال مراهق شيعي بالبحرين إن ثلاثة رجال يبدو أنهم من الشرطة يرتدون الزي المدني خطفوه الاسبوع الماضي ونقلوه الى مرأب وضربوه حتى فقد وعيه بعد أن رفض التجسس على شبان شاركوا في اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب. وأثارت قضية علي السنكيس تساؤلات بشأن اصلاح أوضاع حقوق الإنسان في البحرين بعد أن اتهمه المدعي العام بتقديم بلاغ كاذب بشأن المحاولة المزعومة من الشرطة لاجباره على العمل كمرشد لها. وقال السنكيس (16 عاما) الذي يقر بأنه يشارك في اشتباكات مع الشرطة في منطقة السنابس التي يعيش بها انه كان يسير بمفرده في الشارع عندما جاءت سيارة من خلفه وخرج منها شخص ودفعه الى مراب. وأضاف أنهم أغلقوا الباب وقال له احدهم "ما نبغي نكرر السؤال مرة تانية.. نبغي ان تشتغل ويانا." وقال إن الرجال الذين حاولوا التواصل معه أيضا في الشارع في الشهر الماضي جرحوا ذراعه بأمواس ووثقوا يديه وراء ظهره. وجرى تداول صور له عندما اكتشف لاحقا على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال بيان نشرته وكالة انباء البحرين يوم الجمعة الماضي ان الادعاء خلص بعد فحص طبي للسنكيس أنه افتعل الجروح بنفسه مع الاشارة الى احتجازه سابقا لمشاركته في اشتباكات مع الشرطة. وأضاف تقرير الوكالة "هذه ليست المرة الاولى التي توجه فيها النيابة العامة تهمة الابلاغ عن جريمة لم تقع أو الادلاء في تحقيق بمعلومات غير صحيحة." وتتهم الحكومة الشيعة الذين يمثلون أغلبية في البحرين بقيادة انتفاضة ذات دوافع طائفية وبتلقيهم دعما من ايران. ويقول الشيعة انهم يتعرضون لتهميش سياسي واقتصادي وهو ما تنفيه الدولة. وقال تقرير لمنظمة حقوقية تابعة للامم المتحدة في الاسبوع الماضي انه قلق من أن تكون الشرطة تستخدم القوة المفرطة بما في ذلك الغاز المسيل للدموع الذي قال نشطاء انه أسفر عن وفاة أكثر من 30 شخصا منذ يونيو حزيران. وتفند الحكومة أسباب هذه الوفيات وتقول ان الشرطة تتحلى بضبط النفس في مواجهة هجمات بالقنابل الحارقة. وذكر محامي السنكيس لرويترز أن الادعاء يقول ان السنكيس لم تبد عليه اثار الصدمة وشكك في زعمه بأنه حاول فتح باب المرأب بيديه الموثقتين قبل أن يفقد الوعي. وقال المسعف ابراهيم الدمستاني الذي فحص السنكيس بعد العثور عليه انه بدا عليه النعاس والاكتئاب. ولم يتسن على الفور الاتصال بمدعين للتعقيب. وقال برايان دولي من جماعة (حقوق الانسان اولا) التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا ان هذه القضية سابقة مقلقة بعد أن تجاوزت البحرين الانتقادات الدولية لطريقة تعاملها مع الانتفاضة. ومضى يقول "من المخيب للامل أنه عندما يقدم شخص شكوى بشأن معاملة الشرطة يكون رد الفعل التلقائي هو القاء اللوم عليه. "من الجيد أن تكون هناك اجراءات جديدة لتقديم الشكاوى وميثاق سلوك للشرطة.. لكن الى ان يشعر الناس بأن شكاواهم تؤخذ بجدية ويجري التحقيق فيها فان الاصلاحات لا تعني شيئا." وتتعرض البحرين لضغط لاصلاح الشرطة والقضاء والتعليم والاعلام ومجالات أخرى بعد أن قالت لجنة قانونية من الخبراء الدوليين في نوفمبر تشرين الثاني ان انتهاكات واسعة النطاق وقعت خلال فترة الاحكام العرفية في العام الماضي. وقالت البحرين في الاسبوع الماضي انها حققت تقدما بشأن كثير من توصيات اللجنة بما في ذلك وضع كاميرات فيديو في مراكز الشرطة لكنها قالت ان اصلاحات اخرى ستستغرق وقتا. وفي اطار تلك الاصلاحات فتحت المجال للبحرينيين لتقديم بلاغات للحصول على تعويضات بسبب انتهاكات عانوا منها وتقول الشرطة ان المواطنين لهم مطلق الحرية في تقديم بلاغ بشأن أي انتهاكات في فترة ما بعد الاحكام العرفية للتحقيق فيها. وقال السنكيس وهو جالس على حشية على الارض في منزله المتواضع في السنابس انه لم يتوقع كثيرا قط من البلاغ الذي تقدم به. وقال انهم ظلوا يكررون الاسئلة حتى يغير أقواله. (اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)