فيينا (رويترز) - قال الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو يوم الجمعة ان الطاقة النووية أكثر أمنا مما كانت عليه قبل عام عندما ضرب زلزال مدمر اعقبته موجة مد عاتية المنطقة المحيطة بمحطة فوكوشيما النووية في اليابان لكن جماعة جرين بيس (السلام الاخضر) المدافعة عن البيئة قالت انه لم يتم استخلاص الدروس الحقيقية من الحادث. وفي بيان صدر قبل الذكرى الاولى لاسوأ أزمة نووية في العالم منذ تشيرنوبل عام 1986 والتي ستحل بعد غد الاحد قال أمانو ان خطوات مهمة اتخذت منذ حادث فوكوشيما لتعزيز الامان النووي على مستوى العالم. وأبلغ أمانو وهو دبلوماسي ياباني مخضرم رويترز في مقابلة منفصلة أن حادث فوكوشيما كان "جرس انذار" حيث تم اتخاذ اجراءات ملموسة لتحسين المعايير المستخدمة في هذا المجال. وقال أمانو في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة في فيينا "أعتقد ان الطاقة النووية أكثر أمنا مما كانت عليه من قبل". واضاف ان الدول التي لديها مفاعلات نووية أصبحت الان "أكثر جدية" بشأن مثل هذه القضايا. لكنه لم يستبعد احتمال وقوع مزيد من الحوادث النووية في المستقبل قائلا "ليس هناك شيء يسير بنسبة مئة بالمئة". وقال أمانو في البيان "نعرف الخطأ الذي حدث ونسلك طريقا واضحا للعمل من أجل علاج هذه القضايا ليس فقط في اليابان لكن في أي مكان في العالم." وكانت مأساة محطة فوكوشيما قد وقعت في 11 مارس اذار 2011 عندما تسبب زلزال مدمر في حدوث موجة مد عاتية (تسونامي) أدى الى مقتل أو فقد 19 ألف شخص. كما ضربت ايضا المحطة الموجودة على الساحل مما أدى الى حدوث سلسة من المشكلات الكارثية بها. وبعد حادث فوكوشيما قررت ألمانيا وسويسرا وبلجيكا الابتعاد تماما عن الطاقة النووية وبناء مصادر بديلة للطاقة المتجددة. وهناك نحو 50 دولة أخرى تشغل أو تبني أو تخطط لانشاء مفاعلات نووية جديدة مستمرة في الاعتماد على الطاقة النووية حتى على الرغم من انها تواجه زيادة في التكاليف. وقال أمانو لرويترز انه يتوقع استمرار التوسع في الطاقة النووية وان كان بوتيرة أقل عن المتوقع قبل حادث فوكوشيما واضاف انه سيكون هناك 90 مفاعلا جديدا على الاقل بحلول عام 2030 تضاف الى المفاعلات العاملة حاليا وعددها 435 مفاعلا. وقالت جماعة السلام الاخضر المدافعة عن البيئة والتي تعارض الطاقة النووية انه لا يبدو أنه تم استقاء "دروس حقيقية" من حادثة فوكوشيما. وقال جان بيرانيك مدير الحملة النووية في الجماعة "سارعت الصناعة (النووية) والسياسيون في أنحاء العالم الى اجراء اختبارات تحمل ليستنتجوا فقط أنه لا يوجد مفاعل نووي واحد في العالم غير امن وينبغي اغلاقه." واضاف "لا شك في أنه حتى محطة فوكوشيما نفسها كانت ستجتاز هذه الاختبارات." وتابع يقول انه حتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت "ان المشكلة الرئيسية كانت في كيفية استعادة الثقة الشعبية بدلا من بحث كيفية تعزيز حماية الناس." وحذر قائلا "يجب أن يتغير هذا والا فالكارثة النووية التالية لا مفر منها." لكن امانو أعطى صورة محتلفة حيث قال انه تمت احالة 12 مفاعلا "للتقاعد الدائم" كنتيجة مباشرة لحادث فوكوشيما.