فيينا (رويترز) - أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة أن ايران كثفت بشدة عملية تخصيب اليورانيوم وهي خطوة من المؤكد أن تذكي قلق الغرب بشأن الاهداف النووية للجمهورية الاسلامية. كما أشارت الوكالة في وثيقة سرية أيضا الى تفاصيل مهمتها الفاشلة لطهران هذا الاسبوع لمحاولة اقناع ايران بالرد على مزاعم بأنها أجرت ابحاثا مرتبطة بتطوير اسلحة نووية. وقالت الوكالة في أحدث تقرير ربع سنوي بشأن أنشطة ايران النووية "الوكالة مازالت تساورها مخاوف جدية بخصوص أبعاد عسكرية محتملة لبرنامج ايران النووي." وعززت العقود الاجلة للنفط الخام الامريكي مكاسبها بدعم من تقرير الوكالة الدولية الذي زاد المخاوف من تصاعد التوتر بين ايران والغرب. وارتفعت عقود الخام الامريكي أكثر من دولارين لتسجل أعلى مستوى أثناء التداول في تسعة اشهر. وقال التقرير ان ايران زادت منذ أواخر العام الماضي عدد أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم بنحو الثلث. وتقول طهران ان برنامجها مخصص للاغراض المدنية وتنفي السعي لانتاج أسلحة نووية. وقال سفير ايران لدى الوكالة الدولية ان التقرير برر موقفها واصر على أن طهران لا تنوي التخلي عن برنامجها النووي. ونقلت وكالة فارس للانباء شبه الرسمية عن السفير علي اصغر سلطانية قوله "اشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى أن جميع أنشطة ايران النووية تحت اشراف الوكالة. "انه يظهر مجددا أن أنشطة ايران النووية سلمية." ولم تعلق اسرائيل التي هددت بشن ضربات استباقية ضد المنشات النووية الايرانية على التقرير بشكل فوري. وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من أن الابحاث النووية الايرانية يمكن أن تدخل قريبا ما وصفها "بمنطقة حصانة" بحيث تكون محمية من أي عمليات تعطيل من الخارج. وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة ان التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية زاد القلق بشأن الاغراض الحقيقية لبرنامج ايران النووي. وحثت اشتون التي تمثل القوى العالمية - الولاياتالمتحدة وروسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا - في التعامل مع ايران الحكومة الايرانية على التعاون الكامل مع الوكالة. وقالت متحدثة باسم اشتون في بيان "تزيد نتائج هذا التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية المخاوف بشأن الطبيعة السلمية الحصرية للبرنامج النووي الايراني." واضافت مايا كوسيانيتش "نأسف لعدم تعاون ايران بشكل كامل مع جهود الوكالة لحل القضايا المعلقة بما فيها تلك التي تشير الى ابعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي." وقالت "على ايران تبديد كل المخاوف القائمة وبناء الثقة في طبيعة برنامجها النووي." وقال مسؤول مطلع على تحقيقات الوكالة ان تقريرها السري قال ان ايران زادت منذ أواخر العام الماضي الى الثلاثة امثال انتاج اليورانيوم المخصب الى مستوى يقربها بشدة من المواد التي تستخدم في صنع اسلحة نووية. واضاف التقرير أن هناك خلافات كبيرة بشأن كيفية معالجة القضية وان ايران رفضت مخاوف الوكالة ووصفتها بأنها "بلا اساس". ولا توجد اجتماعات أخرى مزمعة. وزادت تلك الانتكاسة القلق من الانزلاق الى صراع بين ايران والغرب ودفعت اسعار النفط للارتفاع. وحث يوكيا امانو المدير العام للوكالة الدولية ايران في التقرير على السماح "بالدخول مبكرا" الى موقع بارشين العسكري القريب من طهران والذي ينظر اليه باعتباره مهما لتحقيقات الوكالة بشأن جوانب عسكرية محتملة لانشطة ايران النووية. ويمكن أن يعرقل فشل مهمة الوكالة التي استمرت يومين في ايران استئناف المفاوضات النووية بين ايران والقوى العالمية الست الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا. وأظهر التقرير أن ايران وسعت بدرجة كبيرة الانشطة في محطة التخصيب الرئيسية قرب مدينة نطنز في وسط البلاد وزادت أيضا النشاط في منشأة فوردو تحت الارض. وقال التقرير ان 52 مجموعة من اجهزة الطرد المركزي يضم كل منها نحو 170 جهازا تعمل حاليا في منشأة نطنز ارتفاعا من 37 مجموعة في نوفمبر تشرين الثاني. وأضاف أن نحو 700 جهاز طرد مركزي تعمل حاليا في منشأة فوردو على تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة والاستعدادت جارية لتركيب مزيد من الاجهزة. ومنشأة فوردو مبعث قلق خاص للغرب واسرائيل مع نقل طهران الجزء الاشد حساسية في نشاطها النووي وهو تخصيب اليورانيوم الى مستوى يقربها بشدة من المواد التي يمكن استخدامها في صنع اسلحة الى الموقع. وتشير تقديرات الى أن المنشاة تقع على عمق 80 مترا من التربة والصخور مما يعزز حمايتها من اي ضربات عسكرية اسرائيلية أو أمريكية. وأظهر تقرير الوكالة الدولية أن ايران أنتجت نحو 110 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب لمستوى 20 في المئة منذ مطلع 2010. ويقول خبراء غربيون ان انتاج سلاح نووي يحتاج نحو 250 كيلوجراما منه.