القاهرة (رويترز) - تسعى بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية في سوريا جاهدة لانقاذ اي قدر من مصداقيتها بعد أن قرر بعض أعضائها الانسحاب ووصفتها المعارضة بأنها فاشلة مع استمرار قتل المحتجين المناهضين للحكومة بلا كلل. يقول دبلوماسيون بالجامعة ومقرها القاهرة انهم محبطون لان المراقبين لم يتح لهم الوقت للاعداد لمهمتهم كما أن تكليفهم يقتصر على مراقبة الاوضاع. وبدأ المراقبون الذين يبلغ عددهم الان 165 العمل في 26 ديسمبر كانون الاول ويحاولون التحقق من التزام سوريا باتفاق لوقف حملة مستمرة منذ عشرة اشهر على المحتجين تقول الاممالمتحدة انها أسفرت عن سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل. وكان من المفترض أن توقف السلطات السورية مهاجمة المحتجين المسالمين وتسحب القوات والدبابات من الشوارع وتفرج عن المعتقلين وتبدأ حوارا سياسيا. لكن أعمال العنف استمرت مما عرض بعثة المراقبين لاتهامات بأنها تتيح للاسد المزيد من الوقت لاخماد حركة الاحتجاجية. علاوة على ذلك شعر المراقبون باحباط بسبب هجوم على مجموعة منهم مما أسفر عن اصابة 11 وفت في عضدهم اختيار الفريق اول الركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي كرئيس للبعثة كما أضر بهم صراع بين دول عربية متنافسة. ولدى سؤال أحد المراقبين في سوريا بالهاتف يوم الاربعاء رد قائلا "من يريدون الرحيل يغادرون على مستوى شخصي وليس بسبب ارادة الدولة. البعض قلقون على سلامتهم... البعض من وجهة نظر مهنية يشعرون بأنهم لا يحققون اي شيء." وقال المراقب الذي طلب عدم نشر اسمه انه يريد أن يغادر ايضا وأضاف "الوفد يحتاج الى خبرات... يحتاج الى ارادة ونوايا طيبة من السلطات." وقال المراقبون الذين أصابتهم خيبة الامل ان الجيش السوري لم ينسحب من المناطق المدنية مثلما وعد وان وجودهم لم يحل دون سفك الدماء. وتهكم الرئيس السوري بشار الاسد بدوره على الجامعة بوصفها غير فعالة وأوضح أنه ليست لديه نية لانها حملته سواء وجد المراقبون في بلاده ام لا. وفي حين تقول الجامعة ان مستوى العنف تراجع منذ وصول المراقبين فان مسؤولا عربيا قريبا من عملية المراقبة يقول ان الدول العربية ليس لديها الكثير لتفعله في غياب عمل عسكري لانهاء الحملة. وقال المسؤول المقيم بالقاهرة لرويترز امس الخميس "هذه ليست مشكلة في الجامعة العربية. هذه مشكلة في النظام الدولي. من لايزال مستعدا لارسال قوات.. من يريد ارسال قوة قتالية.." ولا توجد رغبة تذكر بين الدول العربية او داخل مجلس الامن الدولي للتصعيد ضد سوريا التي قد يزيد حدوث اضطرابات كبيرة بها من زعزعة استقرار المنطقة غير المستقرة بالفعل نظرا لحساسية موقعها الجغرافي. واقترحت قطر التي يقود رئيس وزرائها اللجنة الوزارية بشأن سوريا بالجامعة العربية تعزيز المهمة بتوفير تدريب ومعدات أفضل. وقال انور البني وهو ناشط مخضرم وعضو بالمجلس الوطني الانتقالي السوري ان الوقت قد حان اما لتوسعة نطاق البعثة او سحب المراقبين. وتساءل قائلا اي تدريب واي معدات. وقال اذا تم تزويدهم بسيارات او طائرات هليكوبتر فماذا يعني هذا مادام النظام يقول انه لن ينفذ البروتوكولات العربية. ودعا مندوب احدى الدول العربية بالجامعة الى تشكيل قوة رد سريع لمساندة المراقبين قائلا انها يجب أن تضم ايضا دولا مسلمة غير عربية لاضافة ثقل لها. وأضاف المندوب الذي طلب عدم نشر اسمه "بعثة المراقبين العرب غير فعالة والمراقبون لا يزيدون عن 200 شخص... في دولة كبيرة مثل سوريا دون خبرة سابقة." ومضى يقول "أطالب بتشكيل قوة تدخل سريع من دول عربية واسلامية قد تضم دولا مثل باكستان... ويكون لها مكون عسكري قوي." وساندت الجامعة حملة ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي. لكن الوضع في سوريا اكثر تعقيدا لانها تقع في قلب العالم العربي على عكس ليبيا. وهناك انقسامات داخل الجامعة اذ تتصدر قطر والسعودية الدول الراغبة في زيادة الضغط على سوريا وهو ما تعارضه جارتاها لبنان والعراق. ويحجم زعماء دول مثل الجزائر عن تكثيف الضغط على دولة شقيقة حتى لا يأتي الدور عليها. وتعقد ايران الحليفة الوثيقة لدمشق جهود الجامعة العربية لوقف أعمال العنف وسفك الدماء. وقال مسؤول عربي "ما الذي سيفعله هذا الفريق.. هذا الفريق ليس موجودا هناك لوقف العنف. هو موجود هناك لسحب الجيش. ليس موجودا هناك للافراج عن المعتقلين. انه موجود للتحقق. ليس فريقا لحفظ السلام." وأضاف "أي عملية مماثلة تحتاج ما بين ستة وثمانية أسابيع للاستعداد قبل الانتشار" مشيرا الى أن البعثة بدأت عملها بعد أيام من حصولها على موافقة وزراء الخارجية العرب وقال "هل يمكنك أن تتخيل لو كنا انتظرنا ستة أسابيع.. كنا سنذبح على يد الصحافة والمعارضة." وسترفع البعثة النتائج التي وصلت اليها لوزراء الخارجية العرب يومي 19 و20 يناير كانون الثاني. وليس واضحا ما الاجراءات الاضافية التي تستطيع الجامعة اتخاذها اذا خلص التقرير كما هو متوقع الى أن سوريا لم تف بتعهداتها او لم تف بها بالكامل.