أعلن الملك حمد بن عيسي بن خليفة عاهل البحرين أنه قرر دعوة كل القوى السياسية في بلاده ، بما فيه المعارضة، إلى إرسال مستشارين إلى مكتبه لمراقبة عملية المصالحة وإجراءات الإصلاح. وأضاف الملك الذي يقوم بأول بزيارة رسمية لبريطانيا منذ بداية ثورات الربيع العربي أنه اجتمع الإثنين مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ، وأن المحادثات بيهما كانت إيجابية ، وقال إنه يتطلع للحصول على دعم ومشورتها في بريطانيا لجهود بريطانيا كمصدر للمشورة والدعم لجهود الإصلاح في بلاده. ويقول مراسل بي بي سي لشؤون الأمن فرانك جاردنر إن كاميرون ناشد العاهل البحريني أن يتخذ خطوات إصلاحية ملموسة وعرض أن تساعد بريطانيا في هذا الشأن، خاصة بعد صدور تقرير يدين السلطات البحرينية بانتهاك حقوق الإنسان. وأشار جاردنر إلى أن أيا من الحكومتين البريطانية والبحرينية ليست راغبة في إحاطة تلك الزيارة بأن أضواء إعلامية، خاصة مع تجدد المظاهرات المطالبة بالإصلاح في المنامة الأسبوع الماضي. وتأتي زيارة ملك البحرين لبريطانيا في ذات التوقيت الذي يزور فيه زعيم المعارضة البحرينية الشيخ على سلمان العاصمة البريطانية. وأعلن على سلمان ، وهو زعيم حزب الوفاق الذي يعد أكبر الأحزاب المعارضة في البحرين أنه يرغب في الجلوس مع عاهل البحرين الملك حمد لمناقشة إجراء اصلاحات سياسية جادة . وأكد على سلمان لمراسل بي بي سي أنه يرغب في الإبقاء على النظام الملكي في البحرين، وأنه على خلاف الكثيرين غيره في المعارضة البحرينية، لا يرغب في إنهاء حكم عائلة آل خليفة ، وإنما في التحول بالبحرين إلى نظام الحكم الملكي الدستوري في إطار ديموقراطي. وكان تقرير صدر الشهر الماضي عن الإشتباكات بين المتظاهرين المطالبين بالإصلاح وقوات الأمن البحرينية قد انتهى إلى إدانة السلطات باستخدام القوة المفرطة، بما في ذلك التعذيب، في قمع المتظاهرين. كما أثار العنف الذي واجهت به السلطات البحرينية المحتجين إدانة واسعة من المجتمع الدولي ، خاصة بعد أن أشارت آخر التقارير الرسمية إلى أن نحو 40 شخصا قتلوا في تلك الإحتجاجات. وقد أدانت بريطانيا حملة السلطات البحرينية ضد المتظاهرين ، ولكنها أعربت عن رغبتها في مساعدة البحرين على تنفيذ إصلاحات. ولكن لوحظ أنه منذ صدور تقرير الإدانية، حرص الملك حمد بن خليفة على التحرك السريع بناء على توصيات التقرير، حيث أقال قائد قوات الأمن وأنشاء هيئة لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان. ويقول مراسل بي بي سي إن الملك حمد جاء الآن إلى حليفته القديمة بريطانيا سعيا وراء المشورة والدعم والإستثمارات. وكانت العلاقات بين بريطانيا والمنامة قد توترت في اعقاب الاحتجاجات الشعبية في البحرين ، كما منع سفير بريطاني سابق في المنامة من الإتصال بالوزراء البريطانيين بعد ان انتقد علانية أسلوب تعامل الحكومة البريطانية مع المحتجين فضلا عن ميله الواضح لتأييد المعارضة الشيعية البحرينية. وقال مسؤول بالخارجية البريطانية إن لندن الآن حريصة على مساعدة البحرين في المضي على طريق الإصلاح الديموقراطي.