بروكسل (رويترز) - قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فو راسموسن يوم الاربعاء ان التقدم في المحادثات الرامية للتوصل الى اتفاق بشأن الدفاع الصاروخي بين الحلف وروسيا أبطأ مما كان متوقعا لكن روسيا ستهدر المال اذا استثمرته في اجراءات مضادة لتهديد وهمي من الغرب. وعلى الرغم من تصاعد انتقادات روسيا للحلف في الاشهر الاخيرة فقد قال راسموسن ان تقدما أحرز بشأن تطوير تعاون عملي مع روسيا في العام الاخير. وأضاف للصحفيين قبل اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الحلف ونظيرهم الروسي سيرجي لافروف في بروكسل غدا الخميس "أتوقع مزيدا من التقدم في العام المقبل." وتابع "لكن برغم أهمية الدفاع الصاروخي كان التقدم (بشأنه) أبطأ مما كنت ارجو أو أتوقع" مشيرا الى دعوة روسيا للتعاون مع حلف شمال الاطلسي فيما يتعلق بالدفاع الصاروخي والتي وجهت في قمة بلشبونة قبل عام. وقال راسموسن أنه سعد بترك الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الباب مفتوحا للحوار بشأن الدفاع الصاروخي لكنه أشار الى ان ميدفيديف حذر أيضا من اجراءات روسية مضادة اذا لم تسو الخلافات مع وحلف الاطلسي. واضاف "أتعشم ان نتوصل الى اتفاق في قمة شيكاجو (لحلف الاطلسي) في مايو... سيكون الامر اهدارا لمال له قيمة اذا بدأت روسيا تستثمر في اجراءات مضادة لعدو مصطنع لا وجود له. "المال يمكن استثماره من أجل الشعب الروسي في توفير وظائف وفي تحديث المجتمع الروسي." وتطلب روسيا ضمانات قانونية من حلف شمال الاطلسي لئلا تستهدف منظومته الخاصة بالدفاع الصاروخي الحد من قدرتها النووية الاستراتيجية كما تطلب سيطرة مشتركة على استخدام مثل هذه المنظومة. ويريد حلف الاطلسي منظومتين منفصلتين ويقول ان روسيا والحلف لديهما بالفعل اتفاقا يلزم كلا منهما بالامتناع عن استخدام القوة ضد الاخر. وقال ميدفيديف الشهر الماضي انه سيسلح روسيا بصواريخ قادرة على مواجهة الدرع الصاروخية الامريكية وافتتح محطة رادار للانذار المبكر في كاليننجراد بمنطقة البلطيق التي تقع على حدود أراضي حلف شمال الاطلسي في مسعى للضغط على الولاياتالمتحدة لتقديم تنازل في النزاع. وفي الوقت نفسه قال ميدفيديف انه يمكن لحلف الاطلسي استخدام محطة الرادار في كاليننجراد كجزء من نظام الدفاع الصاروخي اذا جرى التوصل الى اتفاق للتعاون. وقال لافروف في مؤتمر صحفي في فلنيوس يوم الاربعاء انه يتعين أن تؤخذ مخاوف روسيا في الاعتبار. وأضاف ان وضع أسلحة في كاليننجراد الواقعة بين بولندا وليتوانيا لن ينتهك أي قواعد دولية. لكنه قال انه يجب ألا يقلق حلفاء الكتلة الشرقية السابقة الذين أصبحوا أعضاء في حلف الاطلسي الان مثل ليتوانيا. وقال "ما يقلقنا هو وضع أسلحة أجنبية وانشاء بنية تحتية عسكرية أجنبية حول الاتحاد الروسي في أراضي جيراننا" في اشارة الى خطط لنشر أجزاء من نظام الدفاع الصاروخي لحلف شمال الاطلسي في بولندا ورومانيا وتركيا. واتهم لافروف حلف الاطلسي بانتهاك اتفاقات تقضي بعدم تمركز قوات قتالية جوهرية بشكل دائم في أراض لاعضاء جدد كانوا جزءا من الكتلة السوفيتية.