أخفق أعضاء اللجنة النيابية الأمريكية المكلَّفة بإيجاد الأماكن التي سيُقتطع من نفقاتها مبلغ 1.2 تريليون دولار أمريكي بالتوصل إلى صفقة بشأن المهمة الموكلة إليهم، الأمر الذي يعني أن التخفيضات المحددة في مشروع القرار الذي أُنشئت اللجنة بموجبه هي التي سيتم تنفيذها ابتداء من عام 2013. فمع إغلاق بورصة نيويورك للأوراق المالية الاثنين، أكَّد أعضاء اللجنة، ستة جمهوريين وستة ديمقراطيين، أن عملهم في اللجنة قد انتهى دون التوصُّل إلى نتيجة. ففي بيان مشترك أصدراه الاثنين، قال كل من السناتور الديمقراطية، باتي مواري، والنائب الجمهوري في الكونغرس، جيب هينسارلينغ: بعد أشهر من العمل المضني والمداولات المكثَّفة، توصَّلنا إلى نتيجة مفادها أنه لن يكون ممكنا بالنسبة لنا الوصول إلى أي اتفاق بين الحزبين يمكن إعلانه للجمهور قبل الموعد النهائي المحدَّد للجنة. وأضاف البيان قائلا: نحن سنظلُّ متفائلين بأنه بوسع الكونغرس أن يبني على عمل هذه اللجنة، وبإمكانه إيجاد طريقة لمعالجة هذه القضية بطريقة تخدم كلا من الشعب الأمريكي واقتصادنا. وقد تزامن ذلك مع الإعلان بأن الدَّيْن القومي الأمريكي قد ارتفع فوق حاجز ال 15 تريليون دولار أمريكي. كما يأتي أيضا مع ازدياد خيبة الناخبين الأمريكيين من سياسة الإدارة في البيت الأبيض. ويقول الديمقراطيون إن الجمهوريين مسؤولون بشكل كامل عن فشل عمل اللجنة، وذلك لأنهم استبعدوا رفع الضرائب على الأغنياء الأمريكيين. بدورهم، يقول الجمهوريون إن الديمقراطيين لم يكونوا أبدا جادِّين بإجراء تخفيضات على نفقات البرامج والخدمات الموجَّهة إلى المسنِّين والفقراء. من جهته، يقول مراسل بي بي سي في واشنطن، ستيف كينغستون، إنه من المحتمل أن يتواصل كيل الاتهامات وتبادل إلقاء اللوم على الآخر بين الحزبين، وذلك حتى موعد الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس، وذلك مع تزاحم السياسيين على توجيه اللوم لبعضهم البعض. يُشار إلى أن السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، جون ماكين، وزميله السناتور ليندزي غراهام عن ساوث كارولاينا يعملان حاليا على تشريع يُبطل التخفيض التلقائي لنفقات الدفاع، واستبدال ذلك بإجراء تخفيضات في كافة نواحي الحكومة الفيدرالية. كما حذَّر وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، يوم الجمعة الماضي من أن التخفيضات سوف تؤدي إلى وجود قوَّة جوفاء . يُشار إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد أعلن في شهر سبتمبر/أيلول الماضي ملامح خطته لتخفيض العجز في الميزانية، إذ دعا الكونغرس للموافقة على الخطة التي تهدف إلى توفير ثلاثة تريليونات دولار خلال السنوات العشر القادمة. وقال الرئيس الأمريكي إنه في حال لم تتحرك الحكومة لمعالجة العجز فسيقع عبء الديون على كاهل أجيال المستقبل . وقد تم تشكيل اللجنة المذكورة لبحث سبل توفير 1.2 تريليون دولار قبل نهاية العام الحالي، وذلك لمعالجة العجز الحاصل في الميزانية الأمريكية. وكان قد تم التوصُّل إلى اتفاق بين البيت الأبيض والكونغرس في أغسطس/ آب الماضي بشأن إجراء تخفيضات بقيمة 917 مليار دولار.