بدأ الناخبون صباح الاحد في تونس مهد "الربيع العربي التصويت بحرية للمرة الاولى في تاريخهم وسط توقعات بحصول الاسلاميين على افضل نتيجة، على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وبعد تسعة اشهر من الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي دعي اكثر من سبعة ملايين ناخب لاختيار 217 عضوا في مجلس تأسيسي، تعود بانتخابهم الشرعية لمؤسسات الدولة ولوضع دستور جديد "للجمهورية الثانية" في تاريخ تونس المستقلة. وتستمر الانتخابات من الساعة 07,00 الى الساعة 19,00 (06,00 الى 18,00 ت غ). وقال حسين الخليفي (62 عاما) الذي يصوت في مكتب انتخاب بوسط العاصمة الذي جاء قبل ساعة من موعد فتح المكتب "لم اغمض عيني طوال الليل. انا سعيد للتصويت في انتخابات حرة للمرة الاولى في حياتي". واضاف ان "تونس تهدي العالم باسره اليوم باقة حرية وكرامة". وقبل فتح مكتب الاقتراع الذي يحرسه ستة عسكريين وثلاثة شرطيين، اصطف ثلاثون شخصا ينتظرون بفارغ الصبر القيام بواجبهم الانتخابي. واعلن الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع انه سيقبل نتيجة الانتخابات "مهما كان الفائز" وانه سينسحب "نهائيا من الحياة السياسية" حال تسليم الرئاسة لرئيس يختاره المجلس التاسيسي المنتخب، وذلك في مقابلة تنشرها صحيفة الصباح التونسية الاحد. وتم نشر اكثر من 40 الف عنصر من الجيش وقوات الامن لتامين الاقتراع الذي يتابعه اكثر من 13 الف ملاحظ محلي واجنبي. وقالت سالمة الشريف (48 عاما) التي تصوت في ميتوال فيل قرب العاصمة "انه حدث عظيم وهي المرة الاولى في حياتي التي اصوت فيها. في السابق كانت الانتخابات مهزلة". واطلقت نساء زغاريد ابتهاج في احد مكاتب الاقتراع في مدينة بنعروس بالضاحية الجنوبية للعاصمة. وبعد نصف ساعة من بدء التصويت كان هناك اكثر من 300 شخص في مكتب الاقتراع في المدرسة الابتدائية ببنعروس. وهناك 2500 ناخب مسجل في هذا المركز الانتخابي. وقال توفيق بلخادم (50 عاما) "هذا يوم انتهاء الظلم والاستبداد في البلاد". اما فوزية (21 عاما) وهي طالبة فقالت في غبطة بادية "هذه اول مرة اعطي فيها صوتي، هذا يوم تاريخي وعرس بالنسبة لي". اما عثمان العباسي (96 عاما) فتذكر ما كان يحدث منذ اكثر من خمسين عاما في انتخابات تونس وقال "انتخبوا لي في الماضي وانا اليوم من ينتخب، اشعر بنخوة لا توصف". ومن الرهانات الاساسية في هذه الانتخابات النسبة التي سيحصل عليها حزب النهضة الاسلامي والمقربون منه وابرز قوى الوسط واليسار وهو ما سيحدد موازين القوى في المجلس التاسيسي وخريطة التحالفات فيه وبالتالي مستقبل السلطة والمعارضة في تونس. كما تشكل نسبة المشاركة في الانتخابات احد رهانات هذا الاقتراع واحد الغازه في بلد اعتاد منذ استقلاله في 1956 على انتخابات تعرف نتائجها سلفا، وتنظمها وزارة الداخلية خصوصا مع كثرة اللوائح المشاركة (اكثر من 1500) والتحولات الكبيرة التي شهدها المشهد السياسي التونسي.