تحولت الثورة المصرية إلي ثورة دينية ... تلك هي الحقيقة ..... ولكل ثورة في التاريخ ثورات مضادة ...... والثورة الدينية إذا لم تكن ثورة هادئة وعاقلة .... هيجت القوى غير الراغبة فيها ... وهيجت الديانات الأخري إذا شعرت بخطر الثورة الدينية عليها .... والحماس الديني غير المنضبط قد يهلك المجتمع كله ... فهو وبال علي صاحبه .... وعلي غيره ... بل وعلي الدين نفسه ..... ولعل الثورات المعارضة الآن من القوي السياسية .... والمسيحية .... والحزب الوطني المنحل .... خير دليل علي ما نقول ..... وعواقب ذلك وخيمة علي المجتمع بأثره وعلي الدولة .... ومن صفحات التاريخ تعلمنا ذلك .... فقد فشلت الكنيسة في أوربا أن تفرض سيطرتها علي أوربا بل أحجبت الفتن
والحروب طوال العصور الوسطي وحتى القرن العشرين .... ومن التاريخ المصري قاد إخناتون ثورة دينية دعت إلي توحيد الآلهة في مصر فكانت أقدم دعوة إلي التوحيد .... وعبد إخناتون إلهه ( آتون ) فاستعدي الآلهة الأخري ... وتدهورت أحوال البلاد وانتشر الفساد ..... وقامت ثورة مضادة من كهنة الآلهة الأخرى أطاحت بنظام إخناتون وإلهه آتون .... وعادت الآلهة الأخرى .... وعاد النظام القديم كما كان .....
ولذلك فإني أناشد القوى السياسية ..... والدينية .... أن تعتدل في خطابها .... وأن يرعى رئيس الجمهورية حوارا حقيقيا يجمع جميع القوى ما صغر منها وما كبر دون تسميات ودون إطلاق مسميات تسمم الأفكار في العقول .... لنتخطي المرحلة ومخاطرها .... لنحول مظاهرات 25 يناير إلي يوم التآلف والتآخي ..... بدلا من الفرقة والانقسام فوطننا مصر يسعنا جميعا بالحب والمصارحة ولم الشمل .... حفظ الله مصر كما حفظ القرآن الكريم ..