بعد نحو أسبوع من العمليات العسكرية الفرنسية ضد المتشددين الإسلاميين في مالي, أعلن الجيش المالي أمس استعادة سيطرته علي مدينة كونا الاستراتيجية وسط البلاد بعد معارك ضارية مع المتشددين.
وذلك في الوقت الذي تواصلت فيه جهود الدعم الأمريكي والأوروبي للتدخل العسكري الفرنسي في مالي في حين استمر توافد القوة العسكرية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس إلي مالي للمساعدة في قتال المتمردين ووقف تقدمهم صوب الجنوب. وقال ديدير داكو القائد العسكري المالي عبر التليفزيون الرسمي قاتلنا لمدة24 ساعة قبل أن نستطيع دخول بلدة كونا, موضحا أن المعارك حول البلدة لا زالت مستمرة. وأعرب داكو عن أمله في تحقيق تقدم سريع, مضيفا أن قوات مالي في طريقها الآن إلي بلدة دوينتزا التي يسيطر عليها المسلحون. وأشار إلي وجود قوات أخري في بلدة نيونو, علي بعد نحو حوالي60 كيلومترا من بلدة ديابالي التي تحاصرها القوات الفرنسية والحكومية. وفي غضون ذلك, قال دبلوماسيون فرنسيون ودبلوماسيون آخرون في الأممالمتحدة إن الاشتباكات الأولية التي خاضتها القوات الفرنسية ضد المتشددين الإسلاميين في مالي أظهرت أنهم مدربون ومسلحون بشكل أفضل مما توقعت فرنسا قبل أن تشرع في تدخلها العسكري الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة أنباء رويترز عن الدبلوماسيين قولهم إن إدراك حقيقة أن القتال في مالي قد يكون أكثر دموية مما أشارت اليه التوقعات, ربما يجعل الدول الغربية أكثر احجاما عن المشاركة إلي جانب فرنسا, ومع ذلك فإن المسئولين الفرنسيين يأملون في حشد تأييد حلفائهم. جاء ذلك في الوقت الذي توافدت فيه القوة العسكرية الأفريقية التي تعهدت بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس, علي مالي بشكل تدريجي لدعم القوات الفرنسية والمالية في قتال المتمردين الاسلاميين. وفي تطور آخر, تنعقد اليوم قمة استثنائية لمجموعة إيكواس في أبيدجان عاصمة كوت ديفوار لبحث تطورات الأوضاع في مالي.ويشارك في القمة زعماء دول غرب أفريقيا كما يشارك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في أعمال القمة.
وعلي صعيد الدعم الغربي للعملية العسكرية الفرنسية في مالي, أعلن مسئولون أمريكيون أمس أن الولاياتالمتحدة وافقت علي طلب فرنسا بدعم الجسر الجوي إلي مالي لمساعدتها في نقل الجنود ومعداتهم وذلك في توسيع محدود للدعم الأمريكي في المعركة الفرنسية ضد المتمردين الإسلاميين هناك.