وصل خالد إلي قريته وكله لهفه لمقابلة حسن لكي يحكي له قصته مع دعاء وعزمه علي الزواج منها فاستمع له حسن بكل إنصات وبعدها انتظر خالد سماع رأيه فيما قاله ولكنه فوجئ بحسن يسأله سؤالاً أزعجه: - هي دعاء آسف (طنط دعاء) مش صغيرة عليك شوية ياعمو !!!!!!! - يابني الحب مايعرفش صغير ولا كبير وبكره تعرف وبعدين أنا هانتظرها إلي أن تنتهي علي الأقل من عامين من دراستها الجامعية - ياعمو وليه تورّط نفسك في جوازة مؤجلة بالشكل ده وأنت ممكن تتجوز واحدة كبيرة شوية !!!!! وهنا غضب خالد غضباً شديداً من حسن وبادره قائلا: - أنا غلطان إني بتكلّم مع عيل زيك قوم وشوف انت كنت بتعمل إيه فتركه حسن وهو يضرب كفا بكف وساوره القلق من ردة فعل أبيه صابر عندما يفاتحه خالد في أمر هذا الزواج وصدق ظن حسن ففي المساء دخل خالد علي صابر وهو متردد في التحدث معه بشأن دعاء فاستحثه صابر علي الكلام فلملم شتات نفسه واستجمع شجاعته وبالكاد استطاع أن يتكلم فقد كانت أسنانه تصطك من شدة خوفه من ردة فعل أخيه وبالفعل حدث مالم يحمد عقباه فبمجرد إنتهائه من كلامه إذا بصابر يثور ويزبد ويرغي وكأن عقرباً لدغه وقال له: -إرحمني يارب أنا كل ما أقول أنك كبرت وعقلك كبر تخيّب ظني فيك يابني هو أنت مبتفكرش أبداً إلا بهواك ومزاجك وغرائزك يابني هيّه البنات خلصت ومش لاقي إلا بنت مفعوصة من دور تلاميذك وعاوز تجوزها وبعدين حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه أنت عارف الأوّل معني الحب إيه !!! وياابني البنات كتير وأنا متأكد إن أي بنت هتشوفها حتحبها مشكلتك ياخالد إنك ملكش تجارب سابقة وده كويس علشان كده لازم تفكر كثير قبل ماترتبط بأي بنت وبعدين قولي: انت عارف أبوها مين أمها مين ومين أخواتها ومين قرايبها يابني الجواز مش لعبة - قاطعه خالد قائلاً: كفاية بقي هو أنت مش إتجوّزت أم حسن عن حب ولاّ حلال ليك و حرام علي غيرك كفاية بقي دكتاتورية واستبداد وحب نفس - أنت قليل الأدب وبعدين أم حسن قريبتي وعارف أصلها وفصلها وياريت دماغك نص دماغي ولا تفكيرك نص تفكيري -بص ياصابر -صابر!!!!! - أيوه صابر - ومن النهارده أنت صابر وبس وكل واحد يعرف حجمه أنا أبويا مات وأنا كبير نفسي ومن النهارده محدش ليه كلام عليّه وعلي فكرة: - أنا هانقل مدرستي وحياتي كلها عند أختي صفاء - آه علشان المحروسة!!! ومين قالك إن النقل سهل كده دا احنا طلع عينينا لغاية مانقلناك من أسوان وابقي قابلني لو لقيت حد ينقلك - لأ - اطمّن لقيت- فأحد زملائي جاء أول تعيينه في بلد صفاء وعاوز يرجع لبلده بشرط وجود بديل وأنا البديل وهنا استشعر صابر الخطر علي أخيه فهّدأ قليلا من ثورته وقال له: ياخالد يابني: - أنت في الأول والأخر زي ابني وأنا مستعد أنسي كل الي قولتهولي دلوقت بس إدّي لنفسك فرصة للتفكير - أنا فكرت وخلاص وعلي فكره النقل هيكون خلال أسابيع ولما أدرك صابر أن كلامه بلا فائدة قال لخالد: -علي العموم يابني دي حياتك وأنت حر فيها بس أنا مليش دعوة بيك بعد النهاردة ومش أحضر فرحك واعتبرني مُت وخلص الكلام !!!!!!!!!!!!!!1 وتركه صابر وانصرف وقد كان جميع فرائصه ترتعد من كثرة الضغط العصبي عليها بينما خالد كان يبتسم ابتسامة الشامت المنتصر وكأنه كان في معركة حياة أو موت *وبعد أسابيع قليلة أتمّ خالد إجراءات نقله إلي المدينة التي تعيش فيها أخته صفاء وحبيبته دعاء واستلم عمله الجديد ويالا غرابة الأقدار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فلقد تم نقله إلي مدرسة دعاء نفس المدرسة التي ذهب إليها لكي يتقابل لأول مرة مع دعاء بحجة أنه ابن خالتها ..... *وكان لزاماً عليه أن يصارح دعاء بحبه لها ورغبته الصادقة في الإرتباط بها .... والحقيقة - أن أي بنت ليس لها أي تجارب عاطفية سابقة فإن أول من يقدم لها آيات الحب ويشعرها بأنوثتها ويوقظ قلبها ويلمس شغافه ويلعب علي أوتار مشاعرها ويُثبّت نظره إلي نظرها ويغوص بعينيه في أعماقها فسرعان ماتقع في حبه وتحنّ شوقاً إليه بل وتلتاع لغيابه ولو للحظات وتنسي كل شئ إلا هو فقد ملك عليها كيانها فإذا وجد في مكان فلا تري إلا هو ...... (حبيبها) فجاءت موافقتها عليه أسرع من طلبه منها وجاء الدور علي الأهل لإتمام بروتوكولات الخطبة وهنا أسقط في يدي خالد فأخيه صابر لم ولن يرض أن يكون معه لخطبة دعاء !!!!!!!! فصارح أخاه صفوت فوافق علي القيام بهذا الدور علي مضض فهو الآخر غير راض علي زواج أخيه بهذه الطريقة ولكنه لا يملك معارضة خالد خاصة أن فارق السن بينهما ليس كبيراً فضلاً علي أنه ليس له يد وفضل عليه كأخيه صابر وذهبا سوياً ليطلبا يد دعاء من أبيها وبعد أخذهما واجب الضيافة سألهما الحاج برعي والد دعاء عن العائلة وهل صفوت هو الأخ الأكبر لخالد فلما علم بأن صابر هو الأخ الأكبر و بمثابة الوالد لخالد فكان من الطبيعي أن يسألهما عن سبب عدم مجيئه بنفسه لطلب يد دعاء فتردّدا ولم يعطياه جواباً شافياً فوقف فجأة وقال لهما: - إذن الحاج صابرغير موافق علي هذا الإرتباط الزيارة انتهت يا حضرات ........... (ونكمل فيما بعد مادام في العمر بقية)