هو أديب يصنع من الحروف عالمًا خاصًا يشارك به قرّاءه انطلاقًا من مقاربته، وقراءته، ونقده، وتأمله للمحيط الذي يعيش فيه، أو الّذي يتخيّله. وانطلاقا من كتابته المحصورة في صناعة نصوص قصصية قصيرة،او المقال المُتناول لقضيّة إنسانيّة كونيّة تجدُ أبعادها في السلوك الإنساني، يؤدّي دوره في المجتمع، ولذلك فهو أشبه ما يكون برسولٍ يحملُ رسالةً نبيلة طيّبة، يحاول من خلالها إلى أقصى حدّ ممكن، أن يفرغ في إبداعه القصصي كلّ تصوراته الإنسانيّة الرّاقية، هادفًا في خضمّ عمله إلى خلق صور إيجابيّة يُقيّم بها اعوجاج السّلوك الإنسانيّ، عاملًا على زرع بذور القيم والمبادئ النبيلة لتحصده المشاعر الدّاخلية لدى المتلقّي، موظّفًا في ذلك كلّه أسلوبًا راقى، ولغة مهذّبة، وقالبًا فنّيًا جميلًا، ليجد عمله الإبداعي طريقًا مباشرًا إلى قلب القارئ الذي يتجاوب مع أفكار، وتصورات، وقيم، ومبادئ القصّاص المبدع. هو الاديب الاستاذ (رضا محمود عجور) صالحب مقال الام الضعفاء كم ضيعت من العمر واليكم نص المقال. "كثيرا مايتألم الإنسان دون أن يدرى سببا لآلامه نبكى عند الموت ونأسى عند الفشل ونحزن عند المصاب هذا طبيعى لكننا فى أوقات كثيرة نعيش حالة التيه ونمارس الاكتئاب وندور فى فلك الصمت والأحزان دونما سبب وعندما تُسأل عن سبب لحزنك تجزم لاأعرف سببا لذلك لحظات نحياها كثيرا فنتقوقع فيها حتى اليأس والحقيقة أن الألم لايتمكن من النفس إلا لأسباب عديدة يغيبها العقل بإرادة منه كى يعيش الحالة التى يتبدى فيها شهيدا مظلوما أمام نفسه وأمام الناس إنها حالة من استمراء العذاب والدموع ومن الأمور النفسية الخطيرة أن يحيا الإنسان هذه الحالة متوهما أن الدنيا كلها تقف ضده وضد مصالحه وعواطفه وأنه مستهدف وأنه لم تكن الدنيا فى يوم معه ولم يكن القدر والنصيب فى صالحه هى حالة من العبث الذى يعيشه بعض الأفراد ليخرجوا بأنفسهم من تحت طائلة اللوم والمساءلة وليس أعجز من الإنسان الذى يدخل فى دائرة الاكتئاب دون أن يدرى أسبابه ودون أن يرصد ظواهره فلايحاول أن يسترد عقله ودينه فيقوم سلوكه ويواجه مشكلته بإيمان وثقة فى الله إنها حالة من الهروب ولذا فإن الواقع فيها لايحاول أن يواجه نفسه وأن يتحدى عجزه كم يعيش الإنسان مسلوب الإرادة فيضيع يومه ويقتل وقته ويبدد ملكاته ويميت فكره وينهى أيامه فيما لاطائل منه إلا أن يستمر معذبا ومتألما حتى النهاية بكل تأكيد لم يصنع الألم السلبى حياة الأفذاذ ولم يوجه سلوكهم ولم ينه أخطاءهم ولم يكن حالة نستطيع أن نبدأ منها أقوياء بل صرنا أسرى له نعيش عبيدا ونموت منكسرين أذلاء ابتسم فجدية النفس ورجولة الأفكار لاتمنعان الإنسان القوى من الابتسامة إن احتفاظ الإنسان بمشاعره وممارسته لغرائزه الطبيعية لاتنافى القوة ولاتناقض العقل فلامانع من بكاء الرجل وحزنه ولامانع من الاعتراف بوجود الضعف الإنسانى فينا فقط فلتكن أحزاننا على قيمة ولتكن إرادتنا أقوى من أحزاننا تلك التى لاتجعل الإنسان يستهلك نفسه بحسرة تأكل فى فؤاده دونما سبب خاصة أن تداعيات واقعنا لايكفيها البكاء ولاالتقوقع السلبى الذى يقتل فينا الحياة