ولدت جميله بوحيرد فى حى القصبه بالجزائر العاصمه عام1935 ، ولدت لسبعه من الاخوه الشباب وتلقت تعليمها فى مدرسه فرنسيه حيث فرضت قوات الاحتلال الفرنسى فى الجزائر على شعبها اللغه الفرنسيه والتعليم فى مدارس ادارتها فرنسيه ، انضمت جميله الى الاف المناضلات الجزائريات لمقاومه سلطات الاحتلال الفرنسى ، كانت جميله هى الذراع الايمن ل(باسيف السعدى)فى جبهه التحرير الجزائريه ، سقطت جميله فى مطارده لها من قبل القوات الفرنسيه نالت خلالها رصاصه فى كتفها مما افقدها الوعى ولم تدرك ذلك الاوهى فى المستشفى حيث بدءت الاستجوابات فى حينها والتى استمرت اكثر من سبعه عشر يوما متواصله وكانت الاعترافات تنزع منها تحت وطئه التعذيب بالكهرباء وفى مناطق حساسه من جسدها النحيل مما ادى الى فقدانها الوعى اكثر من مره حتى نقلت الى سجن (باربدوس ) والذى اشتهر على مر التاريخ بان به اشد انواع التعذيب البدنى والنفسى * قدمت جميله للمحاكمه العلنيه وكان من اشهر من دافعو عنها هو المحامى الفرنسى الشهير(مسيو فرجيه)والذى هدد بالانسحاب كثيرا لما لاقاه من تعنت المحكمه والاسرار على تلفيق التهم جذافا لموكلته خاصه عندما اعترفت سجينه كانت تزامل جميله فى محبسها عليها مدعيه ان جميله حرضتها على القاء قنبله على مقهى كان يجلس فيه حنودا فرنسين مما دعا المحامى فرجيه الى طلب عرض المدعيه على طبيب نفسى وذلك لهذيانها بكلمات غير مفهومه اثناء ادلائها بشهادتها امام المحكمه وكذلك شهاده جميله نفسها على المدعيه انها كانت تعذب معها فى المعتقل وينزع منه الاعترافات قهرا ،
حكمت المحكمه على جميله بالاعدام نظير ارتكابها خمس جرائم وهى فى الاصل جرائم لم ترتكبها جميله وهنا ضحكت جميله ضحكه مائت القاعه الصامته وقالت(أيها السادة، إنني أعلم أنكم ستحكمون علي بالإعدام، لأن أولئك الذين تخدمونهم يتشوقون لرؤية الدماء، ومع ذلك فأنا بريئة، ولقد استندتم في محاولتكم إدانتي إلى أقوال فتاة مريضة رفضتم عرضها على طبيب الأمراض العقلية بسبب مفهوم، وإلى محضر تحقيق وضعه البوليس ورجال المظلات وأخفيتم أصله الحقيقي حتى اليوم، والحقيقة أنني أحب بلدي وأريد له الحرية، ولهذا أؤيد كفاح جبهة التحرير الوطني. إنكم ستحكمون علي بالإعدام *
لهذا السبب وحده بعد أن عذبتموني ولهذا السبب قتلتم إخوتي بن مهيري وبو منجل وزضور، ولكنكم إذ تقتلوننا لا تنسوا أنكم بهذا تقتلون تقاليد الحرية الفرنسية ولا تنسوا أنكم بهذا تلطخون شرف بلادكم وتعرضون مستقبلها للخطر، ولا تنسوا أنكم لن تنجحوا أبداً في منع الجزائر من الحصول على استقلالها.)خرجت صرخه جميله لتنادى كل احرار العالم وفى شتى بقاع الارض فانهالت النداءات على سكرتير الاممالمتحده وقتها (داج همر شولد)التى تقول له انقذ جميله بوحيرد من حكم الاعدام ، وهنا اندفع المحامين الذين وصلو بالدفاع عن جميله الى كل انحاء العالم ينادون بقضيه جميله مما دعى السفاح (لاكوست) الحاكم العسكرى للجزائر الى طلب العفو من الرئاسه الفرنسه لجميله ولكن الرئاسه الفرنسيه تعنتت حتى انها اخفت ميعاد تنفيذ حكم الاعدام على جميله عن العالم وكانت وقتها قد تم ترحيل جميله الى سجن(ريمس) ولكن بعد ضغوط دوليه تم الافراج عن جميله مع افراج عن المعتقلين بعد ان تكبدت فرنسا خسائر فى الافراد والعتاد مما دفعها لعقد اتفاق استقلال الجزائر عن فرنسا عام1920 لتعود الحياه الى المناضله الشابه بعد ان كانت قاب قوسين او ادنى من حكم الاعدام ،
بعد خروجها بشهور قليله تزوجت محاميها الفرنسى لتضرب اروع الامثله للعالم عن فكره التعايش مهما كانت درجه العداء بين البشر ،تولت جميله بعدها رئاسه اتحاد المرأه العربى ولكن لم تدوم رئاستها طويلا حتى اعلنت اعتزالها العمل السياسى وحتى الظهور الاعلامى كانت ترفضه لتقول مقولتها (ان تحرير الجزائر كان غايتى وها انا قد حررت كل بلاد العالم من الاستعباد للمحتلين والمستعمرين ) عاشت الجزائر وعاشت جميله الجزائر ومات المحتل واندحر الجلادون تعلم العالم ماجدوى النضال
..والطريف ان الحكومة الفرنسية قدمت لها عرضاً بالعلاح على نفقتها في باريس فقالت :كيف أعالج بأموال الدولة التي حاربتها؟". واستفحل مرضها وعجز جسمها كما عجزت يدها عن تحمله فكانت وفاتها يوم امس 4/11 وسبقها محاميها الفرنسي وزوجها السابق جاك فرجاس...المثير للجدل وهو محاميها في المحاكم الفرنسيه في الستينات فقد توفى في 18/8 الماضي
واستقلت كل الشعوب التى ناضلت من اجل نيل استقلالها * اليوم ماتت جميله العرب(جميله بوحيرد ) عن عم ناهز الثمانون عاما *