لمن لا يعلم ما هى قناة استاكيوس فهى جزء من أذن الإنسان وهى المسئولة عن حالة الإتزان بمعنى ان أى خلل فيها يؤدى لإضطراب الإتزان. أما قناة السويس ....فكلنا نعلم جيداً ما هى قناة السويس .......قناة السويس هى ذلك الممر المائى الذى ارتبط مع المصريين بذكريات حفرها التاريخ فى ذاكرة كل مصرى سواءاً عاش الحدث أم حكاه له الأجداد ام تغنت به كتب التاريخ . أما لماذا قمت انا فى عنوان المقال بذكر القناتين معا فذلك لوجود ارتباط غريب بين قناة السويس وانجازات الشعب المصرى بها وبين قناة استاكيوس المسئولة عن الإتزان لدى اعداء مصر فكلما قام شعب مصر بعمل ما مرتبط بقناة السويس أثّر ذلك بالسلب على قناة استاكيوس المسئولة عن اتزان اعداء مصر وترنحوا من هول الصدمة . فكلنا نعلم جيداً ديليسبس واقناعه لمحمد سعيد باشا والى مصر باعطاؤه امتيازاً لشق قناة تربط بين البحرين الأبيض والأحمر, وكلنا درسنا فى كتب التاريخ كيف كانت حفلة افتتاح تلك القناة , وكلنا سمعنا من اجدادنا كيف كان العمال المصريين يساقون قسراً لحفر تلك القناة والتى إغتصبها منا الإستعماريون وإغتصبوا دخلها واعطونا الفتات , وعندما عزّ ذلك على احد حكام مصر وهو الخديوى اسماعيل عندما راى أن مصر هى من تحملت بكل المسئوليات فى الحفر والإنشاء ثم عندما جاء الحصاد القوا لنا بالقليل ونهبوا الباقى وقتها قام اسماعيل باشا باللجوء للتحكيم وجعل من امبراطور فرنسا حكماً !!! وطبيعى ان ندرك ما كان حكم الإمبراطور الفرنسى ! فقد انحاز لذويه من الإستعماريين ولم ينصف مصر. وظلت القناة جزءاً منهوباً من مصر حتى جاء الراحل جمال عبد الناصر ليعلن فى لحظة لن ينساها التاريخ البشرى عن استرجا ع مصر لقطعة من مصر وبعلن تاميم قناة السويس وهنا هاج اللصوص وماجوا وتأثرت قناة إستاكيوس لديهم وفقدوا الإتزان ودبروا لنا العدوان الثلاثى لكى يقوموا بتركيع مصر لكن الله رد كيدهم فى نحرهم وخرجت مصر منتصرة رافعة راسها عالياً تاركة هؤلاء اللصوص يلعقون جراح هزيمتهم السياسية وقتها . ويدور الزمن لياتى على مصر وقت ابتلاها الله فيه بان حكمها من تاجر بالدين ليصل للدنيا ووقتها ارادوا ان يفصلوا قناة السويس عن مصر بحجة مشروع ظاهره التنمية وباطنه النهب والسرقة , لكن الله قيّض لمصر وقتها رجالا لبّوا نداء الشعب الذى لفظ تجار الدين وارتضى الشعب لوطنه قائداً رأى فيه الوطنية , وبالطبع لم يعجب هذا خفافيش الظلام فبدأوا فى الكيد لذلك الشعب ليعرقلوا مسيرته لكنهم والله لن يصلوا لشىء . وتظهر قناة السويس مرة أخرى فى المشهد لنرى قائد مصر يعلن عن مشروع جديد لإنشاء وحفر قناة جديدة ويطلب من المصريين المساهمة , وهنا تضحك الشياطين ملء شدقيها مراهنين على ان شعب مصر لن يدفع شيئا وبداوا فى الدعاية لذلك حتى يجعلوا المصريين يحجمون عن المساهمة لكن المصريين ابدا لا يخذلون من وثقوا به وصدق معهم ويتم جمع المبلغ المطلوب فى اقل من اسبوعين رغم ان كبار المصرفيين توقعوا ان اقل مدة لجمع المبلغ هى ثلاثة أشهر. لتلتهب قناة استاكيوس لدى خفافيش الظلام ويفقدوا إتزانهم مرة أخرى وقد راوا تفويضاً جديدا من شعب مصر لمن وثقوا فيه وصدقهم القول ولكن كان التفويض هذه المرة باموالهم ومدخراتهم , بالله عليكم هل هى صدفة ان يتم جمع الملبغ المطلوب فى تلك المدة وان يكون يوم اكتمال المبلغ هو نفسه المتمم لمدة 100 يوم من حكم رئيس مصر والذى وثق فيه شعب مصر وصدق هو فى قوله مع ذلك الشعب ؟ ان شعب مصر يعطى للعالم كله رسالة مفادها ...نحن شعب مصر قادرون على اى شىء وكل شىء طالما معنا من يصدق فى القول ونثق به. لبيت ندائنا فإخترناك , وصدقتنا القول فإتمنّاك.