كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    ارتفاع سعر الفراخ البيضاء وتراجع كرتونة البيض (أحمر وأبيض) بالأسواق الجمعة 26 أبريل 2024    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    حزب الله اللبناني يعلن تدمير آليتين إسرائيليتين في كمين تلال كفرشوبا    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    عبقرينو اتحبس | استولى على 23 حساب فيس بوك.. تفاصيل    رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة: «تحقق الحلم»    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    بث مباشر لحفل أنغام في احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية بعيد تحرير سيناء    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهاب مميش: لو أعطى «الإخوان» القناة ل«قطر» «كنت هضرب أى حد يقرّب بالرصاص»
نشر في إيجي برس يوم 31 - 08 - 2014


من النسخة الورقية للوطن
رئيس هيئة القناة يكشف ل«الوطن» تفاصيل وكواليس «مشروع القرن»: سأحمى المشروع ب«إيدى وسنانى»
كتب : مجدى الجلاد وحاتم أبوالنور
منذ 9 دقائق
الفريق مهاب مميش يتحدث ل«الوطن»
حفر القناة الجديدة أوقف التفكير فى إنشاء القنوات البديلة وأتمنى افتتاحها يوم «6 أغسطس» ليتوافق مع عيد ميلادى
«السيسى» يتابع كل صغيرة وكبيرة فى مشروع القناة.. ولو طلبت «شيئاً» يعطينى «عشرة»
نعود للخلف منذ سنوات.. وعلينا الاستفادة من أخطاء الماضى.. وحان الآن وقت التقدم للأمام
نستفيد من «العملة الصعبة» فى الاستيراد.. و9.2٪ من الإجمالى تذهب للأجور وعمليات التطوير
إيرادات القناة تحت رقابة «المركزى للمحاسبات».. وتدخل بالكامل إلى «البنك المركزى»
فى العهود السابقة كلام غير صحيح.. وهذه شهادة منى بذلك
تخصيص نسبة من إيرادات القناة لصالح رئاسة الجمهورية
مشروع القناة سيجذب استثمارات ب100 مليار دولار.. ويوفر مليون فرصة عمل مباشر
الرئيس اتصل بى مساءً.. وكنت أنتظر إشادة منه على فكرة المشروع.. لكنه قال لى: «ربنا يوفقك».. فشعرت بالإحباط
«السيسى» عاد واتصل بى فى السادسة صباحاً.. وقال: «أنا ما نمتش طول الليل علشان بفكر فى المشروع.. هات الورق وتعالى»
«لا صوت يعلو على صوت معركة التنمية والبناء فى محور قناة السويس وحفر القناة الجديدة»، ولمَ لا والمشروع سيوفر مليون فرصة عمل مباشرة للمصريين، وسيجذب استثمارات تقدر ب100 مليار دولار؟ هكذا قلنا، وهكذا قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، فى حواره الموسع مع «الوطن».
رئيس هيئة قناة السويس قال إن «إنشاء القناة الجديدة أوقف التفكير فى إنشاء قنوات بديلة فى المنطقة»، مؤكداً أن مشروع القناة الجديدة للمصريين فقط، أما مشروع تنمية محور قناة السويس فهو للجميع.
وأوضح «مميش» أن مشروعات المحور تشمل صناعة الإلكترونيات والسيارات وتكرير البترول والبتروكيماويات، والصناعات المعدنية الخفيفة، ومراكز التوزيع وإعادة التوزيع اللوجيستية، وتموين خدمات السفن وصناعتها وإصلاحها، بجانب تصنيع وصيانة الحاويات، والصناعات الخشبية وصناعة الأثاث، والمنسوجات والصناعات الزجاجية.
وأشار إلى أن توفير فرص عمل للشباب المصرى بالمشروع يتطلب بالضرورة إنشاء مدارس ومستشفيات وطرق لتوفير مناخ معيشى جيد لهم، مؤكداً العمل على هذه الخدمات فى الوقت الحالى وتسليمها للتحالف الفائز بالخطة الكاملة لمحور تنمية القناة، مؤكداً أن مصر فى الوقت الحالى تمتلك 6 موانئ وكيانات رائعة، لكن لا بد من تنميتها وربطها ببعض وتسويقها جيداً، ووضع بنية تحتية توفر للمستثمر المناخ المناسب للاستثمار.
الفريق مهاب مميش اعتبر أن قناة السويس الجديدة «حلماً جديداً للمصريين»، سيتم إنجازه بأيدٍ مصرية وإمكانيات وقوى وإدارة وطنية 100%، وهى مصرية خالصة.
وأوضح أن القناة الجديدة التى يتم حفرها ستزيد من القدرة الاستيعابية لعدد السفن التى تمر بقناة السويس لتصل إلى 97 سفينة يومياً بحلول عام 2023، بدلاً من 49 سفينة حالياً، وسترفع عائدات القناة بنسبة 259% لتصل إلى 13.226 مليار دولار، مقارنة بالعائد الحالى 5.3 مليار دولار.
قضايا وأسئلة مهمة أجاب عنها الفريق مهاب مميش بصراحة، ومنها كيف واجه الرئيس المعزول محمد مرسى.. فإلى نص الحوار:
■ أرى على ملامحك روح العزيمة والإصرار على إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة مع استمرار تطوير القناة الحالية، رغم ملامح الإرهاق البادية عليك؟
- نعلم أننا أمام مسئولية كبيرة جداً، أولها إتمام حفر قناة السويس الجديدة فى المدة التى حددها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، فضلاً عن العمل ليل نهار فى القناة الحالية لأن لدينا قوافل تمر فى القناة طوال اليوم، ومن تحليل الأحداث نجد أن قناة السويس الوحيدة الآن التى تضخ العملات الصعبة فى الاقتصاد المصرى، فلا يجوز بعد الأزمات التى واجهت قطاع السياحة، المصدر الثانى للعملة الصعبة فى الاقتصاد، أن يتراجع معدل العمل فى القناة، وكان لزاماً علينا أن نعمل ليل نهار لخدمة الاقتصاد المصرى.
■ خلال الفترة الماضية ورغم الظروف التى مر بها البلد لم يتأثر العمل فى قناة السويس، فما مدلول ذلك؟
- حرصت خلال الفترة الماضية على إرسال رسالة للعالم كله أن قناة السويس آمنة، لأنها محور مهم فى الاقتصاد العالمى، وأهم ميزة لدينا أننا لا نفرق بين علم دولة وعلم دولة أخرى، وكان مهماً جداً أن يرى العالم أن قناة السويس آمنة لكى نجذب باستمرار مرور القوافل التجارية خلال القناة، لأن ذلك يعود على الدخل القومى، ولذلك أنا سأحمى القناة «بإيدى واسنانى» علشان مصر.
وفى بعض الأوقات أقوم بالصعود على متن السفن التجارية لإرسال رسالة لهم أن مصر بلد الأمن والأمان، والجميع هنا فى القناة يعمل ليل نهار بسعادة بالغة، وأول اهتمام لى منذ أن تم تعيينى فى منصب رئيس هيئة قناة السويس هو أن أكون قريباً من المشاكل وأقتحمها وهو ما حدث بالفعل، فالجميع يعمل فى تخصصه والاحترام يحكم التعامل بيننا، فمن المهم قبل بناء المعدات بناء العلاقات بين البشر.
■ بصفتك قائداً عسكرياً سابقاً، هل تستغل تلك الخبرة فى تنفيذ مشروعين عملاقين مثل حفر قناة السويس الجديدة وتنمية محور قناة السويس؟
- بالفعل وجودى كقائد عسكرى داخل مؤسسة القوات المسلحة أفادنى كثيراً، فالقائد العسكرى الناجح هو إنسان وعلى علم وخلق، ومهما كنت كفئاً ولا توجد علاقة قوية بينك وبين اللى حواليك مش هتنجح.
وفى أحد الأيام خلال الاجتماع مع المشير حسين طنطاوى سألنا: إحنا ازاى نختار القادة؟ كان ردنا: اختيار القادة يكون على الانضباط والأمانة والخلق والعلم، فكان رد المشير: القائد هو من يفرض نفسه علينا، فالقائد هو بعمله وانضباطه فى عمل المهمة الموكلة إليه.
■ هل أسعدك استدعاؤك لمهمة قيادة أهم ممر ملاحى بعد التقاعد، أم شعرت أنك رجعت لأيام التعب والعمل من جديد؟ وكيف تم إبلاغك بالقرار؟
- بالطبع سعدت جداً، فهذه أول مرة أنتقل فيها من الحياة العسكرية إلى الحياة المدنية بعد 46 عاماً داخل الحياة العسكرية، وتم إبلاغى بالقرار عندما اتصل بى السكرتير الخاص يوم احتفالية ليلة القدر وكان سيحضرها «مرسى»، وقال لى: يا افندم شفت التليفزيون؟ قلت له: لأ، أنا نائم علشان عندنا احتفالية ليلة القدر، قال لى: حضرتك أُحلت للتقاعد، قلت: الحمد لله! رد سريع، وقال: بس حضرتك اتعينت رئيساً لهيئة قناة السويس، قلت: الحمد لله!
■ كيف تقيِّم الثلاث سنوات الماضية خاصة بعد ثورة يناير؟
- رجعنا للخلف كثيراً خلال الفترة الماضية، وكل الدول تنظر إلى حاضرها ومستقبلها، كان نفسنا نفتخر بالزمن الجميل لمصر الذى كان به قامات، أمثال «أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالوهاب»، والإنجازات التى كانت تتحقق فى تلك الفترات، ولكن فجأة الدنيا وقفت، ولكن لازم ننظر لمستقبلنا ونتعلم من أخطائنا ونضع نتائج الثلاث سنوات الماضية أمامنا على «الترابيزة» ونستعين بالمتخصصين فى مختلف المجالات وإدارة الأزمات، ونعرف لماذا حصل هذا فى مصر لتجنب تكراره فى المستقبل، ونعلم ما السلبيات ونقضى عليها ونعرف الإيجابيات وننميها، وإلا سيمر الحدث أمامنا ولن نتعلم شيئاً.
■ ما شعورك فور تحملك مسئولية إدارة هيئة قناة السويس؟
- تسلمت المهمة من الفريق أحمد فاضل، وكل الإجلال والتقدير لكل من سبقونى، ووجدت كمية مشاكل كبيرة وفكرت إنى أوقف القناة على رجليها الأول ثم أبحث كيف نطور من أدائها، واستطعنا السنة الماضية أن نحقق أعلى معدل دخل فى تاريخ الهيئة وسط أسوأ الظروف؛ أحداث «رابعة» وأحداث سيناء، والسنة الحالية تجاوزت إيراد العام الماضى بنسبة 14.4%، وهذا دليل على نمو حجم التجارة العالمية، التى لا بد أن يكون لقناة السويس جزء فيها وإلا سيظهر بديل ويحصل على جزء من نصيبى.
■ نجحتم فى إخفاء كافة تفاصيل مشروع قناة السويس الجديدة حتى يوم الإعلان، وكان هذا المشروع مفاجأة للجميع؟
- بالفعل، وهذا كان بناء على تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فعندما قال فى خطابه للشعب قبل عيد الفطر المبارك إن هناك مفاجأة بعد العيد للشعب المصرى كله، وإنه يتحدث مع المختصين فيها، فاحتراماً لكلمة الرئيس عملنا فى سرية تامة واستطعنا أن نحافظ على سر المشروع الجديد حتى يوم الافتتاح، فجميع من حضر الاحتفالية كان متوقعاً أن نتحدث عن مشروع تنمية محور قناة السويس، حتى جاءت لحظة إعلان الرئيس عن المشروع، بعد عدة اجتماعات مع مختلف الجهات فى المشروع والاتفاق على شكله النهائى.
■ متى تحولت فكرة قناة السويس الجديدة إلى واقع؟ ومتى بدأت الدراسة والتخطيط للمشروع؟
- بدأ التفكير منذ قرار تعيينى رئيساً لهيئة قناة السويس فى 12 أغسطس 2012 خلفاً للفريق أحمد فاضل وفهمت نظام العمل داخل القناة، وسألت نفسى: «هو ليه إحنا من سنة 1869 لحد الآن نعمل على اتجاه واحد بس فى القناة، ففى الصباح تسير قافلة الجنوب باتجاه الشمال، ثم تتوقف لنبدأ تسيير قافلة الشمال إلى الجنوب؟»، وكانت الفكرة هى أننا نريد أن نطور أنفسنا ونحقق معدلات أعلى فى الدخل القومى لمصر، فبدأت أنا وجميع قيادات القناة فى وضع الأفكار ونطبقها على أرض الواقع، ووضع دراسات الجدوى كاملة للموضوع، قبل أن نفاتح المسئولين فى المشروع.
ومع صدور قرار تعيينى تم إسناد مشروع تنمية محور قناة السويس إلى الهيئة مباشرة، وكنت دائماً أفكر فى تطوير العمل داخل القناة ونضع فكرة تدخل مصر من خلالها إلى العالمية، وفى أبريل الماضى أثناء زيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب، خلال اجتماع المجموعة الوزارية فى القناة قمت بعرض تقديمى عن إدارة قناة السويس، وفى نهاية العرض التقديمى سألت سؤالاً: ما دور هيئة قناة السويس فى المرحلة المقبلة؟ وأجبت أيضاً: تحسن خدمة الملاحة البحرية فى القناة، والبدء فى إعداد قناة جديدة، فرد رئيس الوزراء: «إنت بتتكلم بجد؟ ده يبقى مشروع القرن لمصر ويجيب عائد كبير جداً»، وكان ردى: «إن شاء الله»، فقال لى: «جهز الدراسات والأوراق، وتعالى نعرض الأمر على الرئيس».
■ وكيف علم الرئيس عبدالفتاح السيسى بمشروع قناة السويس؟
- الرئيس يتابع يومياً العمل فى القناة بالاتصال، وفى نفس اليوم الذى عرضت فيه فكرة المشروع على المهندس إبراهيم محلب، فوجئت بالرئيس يتصل بى ليلاً بخصوص موضوع آخر، وسألته هل عُرض عليه المشروع، قال لى: ربنا يوفقك وشد حيلك، شعرت بعدها بالإحباط وكنت أنتظر إشادة من الرئيس بالمشروع، وأيقنت أن الرئيس لم يوافق على المشروع ودخلت نمت.
وفى تمام الساعة السادسة صباحاً من اليوم التالى، وجدت اتصالاً تليفونياً من الرئيس قال فيه: «أنا ما نمتش طول الليل علشان بافكر فى المشروع اللى انت قلت عليه»، قلت له: «ده مشروع كبير ويدخل مصر العالمية»، قال لى: «هات أوراق المشروع وتعالى»، ذهبت للرئيس واجتمعت مع هيئة عمليات القوات المسلحة وقيادات كافة الأفرع فى القوات المسلحة، وتم تبادل الأفكار والمباحثات، فممثلو الهيئة يعرضون الأفكار من الناحية الملاحية والاقتصادية والقوات المسلحة من الناحية العسكرية، ووضعنا حلولاً لكافة المشكلات.
■ كان هناك اقتراحان لمشروع القناة الجديدة، وتم اختيار المقترح الحالى، ما كواليس اختياره؟
- بالفعل كان هناك اقتراح متعلق بهيئة قناة السويس والاقتراح الثانى كان رؤية الرئيس السيسى، وهو أن تكون المسافة بين القناتين 6 كيلومترات، بهدف خلق مجتمع عمرانى بين القناتين وخلق فرص عمل للشباب، وأكد ضرورة موافقة القوات المسلحة، خاصة فى الناحية العسكرية، وعقدنا عدة اجتماعات مع القوات المسلحة وتم عرض المقترحين ودراسة الاقتراحات بكل أبعادها وبكل أمانة، والإجابة عن كافة الأسئلة والتجهيزات الكاملة للمشروع، حتى تلقيت اتصالاً من الرئيس عبدالفتاح السيسى، قال لى: «إحنا اخترنا مقترح هيئة قناة السويس، واشتغل على المقترح الخاص بالهيئة»، شعرت وقتها أن الرئيس قدم نموذجاً للقائد الحقيقى فهو لم يتمسك بمقترحه، وهذا هو فن القيادة أنك لا تكون متمسكاً برأيك وأن تكون مستمعاً جيداً جداً، وأنه عند اختياره للمشروع راعى مصلحة مصر ومصلحة القوات المسلحة من الناحية العسكرية.
وطالب الرئيس أن يكون المقترح جاهزاً بعد 15 يوماً وأنه سيأتى لإعلانه، فطلبت منه أن يؤجل الزيارة إلى يوم 26 يوليو تاريخ تأميم شركة قناة السويس من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فضلاً عن أنه نفس التاريخ الذى منح فيه الشعب تفويضاً للرئيس عبدالفتاح السيسى لمحاربة الإرهاب.
والرئيس عبدالفتاح السيسى صمم أن يحضر الأطفال والشباب حفل إطلاق مشروع قناة السويس، لكى تكون رسالة لهم أن هذا المشروع هو للأجيال المقبلة ويجب أن يحافظوا عليه.
■ تلقيت مفاجأة على الهواء مباشرة فى الحفل من الرئيس بتنفيذ المشروع فى عام واحد، رغم أن التقدير كان فى 3 سنين؟
- تعلمنا فى العسكرية المصرية أن تكون جاهزاً لأى فعل ورد الفعل، وأن تكون سريعاً فى ردك، لأنك لو تأخرت فى رد الفعل وأنت قائد ستحدث بلبلة بين الأفراد، فعندما قال الرئيس: «المشروع سينفذ فى سنة»، كان ردى سريعاً: «تنفذ يا فندم» بصيغة الماضى. وعقدنا اجتماعات لإعادة تقييم المشروع حتى يتم تنفيذه فى عام كما أمر الرئيس، خاصة أنه قال: «بأمر الشعب المصرى»، ولا نستطيع أن نتأخر عن أمر الشعب.
■ هل تخفيض مدة إنشاء المشروع من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة يؤثر على كفاءة المشروع؟
- إطلاقاً، لأن المسئولين فى قناة السويس لديهم إرادة وتصميم على إنجاز المشروع، فقمنا بزيادة عدد الشركات التى تعمل فى المشروع وزيادة عدد العمال وزيادة قدرات العمل، ولكن لا بد من إرادة وتصميم على التنفيذ، فوفقاً للمخطط التنفيذ على ثلاث سنوات كان متفقاً على الاستعانة ب17 شركة واليوم وصلنا إلى 50 شركة تعمل فى حفر قناة السويس الجديدة، وهو ما ساعد على خلق فرص عمل للشباب، وتقريباً تم الانتهاء من عملية الحفر على الناشف فى غالبية أرض القناة الجديدة، وبدأنا منذ يومين ندخل بالكراكات فى حفر قناة السويس لأن عملية الحفر على الناشف وصلت إلى مستوى سطح البحر وبدأت المياه تظهر، وأمس السبت دخلت كراكة أخرى من ناحية الشمال فضلاً عن وجود قنوات عرضية لدخول الكراكات من القناة القديمة إلى القناة الجديدة، و«إن شاء الله هننجح».
■ هناك محاولة مغرضة من البعض للتشكيك فى المشروع والترويج لحدوث أزمة فى الحفر، بعدما ظهرت المياه أثناء الحفر الجاف؟
- لم تظهر معوقات فى المشروع، وطبيعى جداً أن تظهر المياه فالحفر الجاف وصل إلى مستوى سطح البحر فلا بد أن تظهر المياه، ومن أجل ذلك تم الاستعانة بالكراكات لأنها بتعمل بالحفر داخل المياه، والهيئة مستعدة للمشروع بكافة الدراسات، والمشروع لا يوجد فيه مفاجآت أو معوقات، وكل ده إشاعات مغرضة هدفها التقليل من المشروع.
■ ما شعورك مع بدء عملية الحفر؟ وكيف تتابع عملية حفر القناة الجديد؟
- كنت أشعر بسعادة غامرة وفخر عندما أعطى الرئيس إشارة البدء فى حفر قناة السويس الجديدة ومعه الأطفال وشباب المستقبل، لحفر المجرى الملاحى الجديد، وطلب «السيسى» من الأطفال والشباب البدء فى الحفر ليعلن للعالم أن القناة الجديدة من دماء الأجداد إلى حلم الأطفال والشباب، فأنا فخور بمصر والشعب المصرى وفخور بجميع العمال بالقناة، فالهيئة يعمل بها 25 ألف عامل مصرى ولا يوجد عامل أجنبى واحد، يقومون بإدارة أهم ممر ملاحى عالمى، ومنذ أن قدمت للعمل فى الهيئة وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز، وأتذكر أجدادنا الذين مات منهم 120 ألف شهيد فى حفر قناة السويس، وكان عدد السكان وقتها 4 ملايين نسمة، فيما شارك مليون مواطن فى حفر قناة السويس أى أن أكثر من 10% من المشاركين فى الحفر توفى أثناء حفر القناة.
رئيس هيئة قناة السويس يعرض مشروع القناة الجديدة
وعندما أتابع عملية الحفر فى الشرق «قناة السويس الجديدة»، أحس بفخر واعتزاز أكثر وأحس بمصريتى وأننا نكمل مسيرة أجدادنا، وإن شاء الله الأجيال المقبلة تبدع وتصب مجهودها فى مصلحة الوطن.
■ هل الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع العمل فى قناة السويس الجديدة؟
- الرئيس على اتصال دائم للاطمئنان على سير عملية الحفر فى قناة السويس الجديدة، ومتابع لكل صغيرة وكبيرة فى المشروع، وداعم قوى للمشروع، وعندما أبلغه بأن المشروع محتاج شىء مثلاً يقول لى: «هات عشرة مش عايزين حاجة توقف المشروع»، فضلاً عن أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ترسل معدلات الحفر يومياً، فضلاً عن رسائله الداعمة لكافة العاملين فى القناة، فهو قائد يدعم كل من يعمل تحته.
■ إلى أى مدى وصل العمل داخل قناة السويس الجديدة حتى الآن؟ وما الدور الذى ستقوم به الهيئة؟
- بدأنا فى أعمال التكريك فى القناة، وبعد ذلك ستقوم الهيئة بعمليات التكسيات لجانبى القناة الجديدة، لأن الحفر الجاف يوصلنى لنقطة الصفر ومن ثم أنزل بمعدلات الحفر إلى 24 متراً تحت سطح البحر بواسطة الكراكات، لأنه يجب أن تصل مواصفات القناة الجديدة لنفس مواصفات القناة القديمة، فضلاً عن عمليات «التدبيش» والتى تبلغ مسافتها (100 كم) ثم سنقوم بفتح المياه فى القناة الجديدة، ومن ثم ستقوم الهيئة أيضاً بوضع العلامات البحرية، فضلاً عن كافة مستلزمات العمل الملاحى، وإنشاء محطات مراقبة السفن ومحطات ردارات السفن والخرائط الملاحية للقناة الجديدة ويتم توزيعها ونشرها على كافة المنظمات الملاحية العالمية، ومنحنا المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قرار التعامل بالأمر المباشر فى كل شىء متعلق بالقناة الجديدة من تجهيزات وأدوات.
■ وما دور القوات المسلحة فى قناة السويس الجديدة؟
- الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تشارك فى تدعيم مشروع الحلم المصرى وتحويله إلى أرض الواقع، وشاركت معنا فى إعدادات المشروع وتطهير جميع مناطق الحفر من الألغام ومخلفات الحروب، والاشتراك فى عمليات الحفر وإنشاء أنفاق أسفل المجرى الملاحى للقناة وتنفيذ البنية الأساسية للمشروع من طرق ومرافق، ومشروعات التطوير والدراسات الخاصة بالقناة لا تتوقف.
وهناك مشروعات مستقبلية لا تزال تحت الدراسة تهدف إلى زيادة أعماق التفريعات الحالية للسماح بعبور السفن العملاقة، وكذلك إنشاء تفريعات إضافية لزيادة طول الأجزاء المزدوجة من القناة وإنشاء 7 أنفاق أسفل المجرى الملاحى 3 منها فى بورسعيد بينها 2 للسيارات وآخر للسكة الحديد، وفى الإسماعيلية 4 أنفاق 2 للسيارات، وواحد للسكة الحديد، وآخر للمرافق، ما يجعل سيناء أكثر تطوراً وتقدماً فى المستقبل القريب إن شاء الله.
■ ما الأثر المتوقع لحفر القناة الجديدة على مشروع تنمية محور قناة السويس؟
- حفر قناة جديدة للمجرى الملاحى للقناة، من الكيلو 60 وحتى الكيلو 95 الهدف منه أيضاً أن يكون أحد أهم عوامل نجاح المشروع القومى لتنمية إقليم القناة، ولتحقيق أعلى عائدات للاستثمار فى مصر، وستوفر القناة الجديدة أعلى نسب لفرص العمل بالنسبة للشباب فى مصر، وذلك بخلاف زيادة دخل القناة الذى سيزيد من الدخل القومى للبلاد بالعملة الصعبة، وسيخلق أطول مساحة من ازدواج مجرى القناة وزيادة بنسبة 50% من طول المجرى الملاحى للقناة، وهو ما تترتب عليه زيادة طلب التوكيلات والشركات الملاحية على المجرى الملاحى المصرى ليتم رفع تصنيفه فى العالم، لتتحول المنطقة إلى مركز تجارى عالمى ولوجيستى، ويزيد ذلك من جذب السفن العابرة للقناة.
■ وما انعكاس المشروع على حياة الإنسان المصرى البسيط والاقتصاد الوطنى؟
- المؤشرات الأولية للمشروع تؤكد قدرته على جذب استثمارات صناعية وخدمية تقدر ب100 مليار دولار، ويوفر مليون فرصة عمل مباشرة تتمثل فى الصناعات المغذية من المكون المحلى والخدمات الداعمة، وتلك المؤشرات هى نتائج للأبحاث والدراسات السابقة على مساحة المشروع المخططة فى جميع المراكز، فضلاً عن أن الهدف الأول للمشروع هو إحساس المواطن المصرى بالرخاء، فلا يجوز أن تمتلك مصر مقومات الدولة الحديثة ولا نستفيد منها، مثلاً لدينا نهر النيل وقناة السويس والسد العالى والسكك الحديدية وثلث آثار العالم والبحر الأحمر والبحر المتوسط، لا بد أن نخطط للمستقبل، ويكفى أننا نعود للخلف منذ سنوات، لا بد أن نتقدم للأمام ونكون ضمن الدول المتقدمة اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً.
■ متى سيشعر المواطن البسيط أن مشروع قناة السويس أحدث نقلة نوعية فى حياته؟
- العائد سيكون تدريجياً لجميع العاملين بالمشروع العملاق من أبناء القناة وغيرهم ومن سيناء ولهم الأولوية، نظراً لحجم المعاناة التى شهدها شعب إقليم القناة وسيناء وقت الحروب والظروف الصعبة التى عاشوا فيها حتى أعادوا هذه الأراضى الغالية بأرواحهم ودمائهم الزكية.
والمشروع سيزيد من عائدات قناة السويس بنسبة تصل إلى 259% خلال عام 2023 لتصل إلى 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالى الذى يصل ل5.3 مليار دولار، ما يؤدى إلى نمو الاقتصاد المصرى وتوفير العملة الصعبة، مع رفع التصنيف العالمى للمجرى الملاحى لقناة السويس نتيجة لزيادة معدلات الأمان فى عبور السفن وذلك لوجود قناة موازية.
والمصريون مقبلون على حقبة اقتصادية جديدة فى تاريخ مصر تعتمد على أمانة وصدق وشرف وحسن القيادة وشجاعة المواجهة واتخاذ القرار وقوة وصلابة الشعب المصرى فى التحمل من أجل بناء الدولة المصرية الحديثة دولة الأمن والأمان والرخاء، وملامح هذه الحقبة تنطلق من منطقة قناة السويس، فالإعداد لمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس يتم بأسلوب علمى سليم تحت إشراف اللجنة الوزارية للمشروع برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، واشتراك التحالفات الوطنية والأجنبية ومكاتب الخبرة العالمية.
وارتباطاً ودعماً لهذا المشروع العملاق سيتم إنشاء قناة السويس الجديدة الموازية للقناة الحالية بإجمالى أطوال 72 كيلومتراً منها 35 كيلومتراً حفراً جافاً و37 كيلومتراً توسعة وتعميقاً.
■ هل للشباب دور فى قناة السويس الجديدة من خلال فرص العمل؟
- الشباب هم أمل البلاد فى مشروع محور تنمية قناة السويس ولابد من وضع خطط لمستقبلهم واستغلال طاقاتهم، وبالأخص شباب سيناء ومدن القناة، خاصة أنه تم توفير فرص عمل للشباب المصرى الراغب فى العمل بالمشروع، خاصة أن قناة السويس الأصلية عند إنشائها لم تكن مدن القناة موجودة ولكنها ظهرت بعد بدء تشغيل القناة، والقناة حياة وفور بدء اكتمال المشروع سيساعد هذا على جذب الكثافة السكانية من القاهرة والمدن الكبرى والخروج من حدود ال6.5 بالمائة المستغلة من مساحة مصر الكلية.
■ ما طول القناة الجديدة وتأثيرها على الملاحة فى القناة؟
- طول القناة الجديدة الموازية يبلغ 35 كيلومتراً، بالإضافة لتوسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كيلومتراً، ليصبح إجمالى طول المشروع الجديد 72 كيلومتراً، يبدأ من الكيلو 50 حتى الكيلو 122، وفكرة إنشاء قناة جديدة هدفها تعظيم الدور الكبير الذى تقوم به القناة كأول وأفضل مجرى ملاحى عالمى يربط العالم، ولكى تكون قناة السويس قادرة على استقبال الزيادة المنتظرة فى حجم السفن العابرة للمجرى الملاحى وزيادة حجم التجارة العالمية.
الفريق مهاب مميش يتحدث ل«الوطن»
■ وهل هناك تأثير سلبى على المشروع فى حال حفر قناة جديدة فى المنطقة؟
- المشروع يجعل من إنشاء قنوات جديدة فى المنطقة بديلة عن «السويس» مسألة صعبة جداً، ويقلل من فرص نجاحها مع تحقيق معدل عبور 45 سفينة فى كلا الاتجاهين الشمالى والجنوبى، مع تقليل زمن العبور ليصل إلى 11 ساعة بدلاً من 18 ساعة، ليصبح انتظار السفن للعبور أقل ليصل إلى 3 ساعات بدلاً من 8 ساعات لقافلة الشمال، مع توفير إمكانية عبور السفن حتى غاطس 66 قدماً فى جميع أجزاء القناة.
■ قلت لى أثناء تقديم قيادات هيئة قناة السويس «دول وحوش وأسود»؟
- بالفعل رجال هيئة قناة السويس أسود بالفعل، فعندما تنظر لما حدث فى البلاد خلال الثلاثة أعوام الماضية، وقناة السويس لم تتوقف عن العمل ساعة واحدة، وحققت أعلى إيرادات وأدخلت 5 مليارات دولار السنة الماضية، وحققنا أعلى معدل فى يوليو 2013 فى تاريخ الهيئة، وجميع العاملين فى الهيئة يعملون ليلاً ونهاراً فى المجرى الملاحى بكل حب ووفاء للمكان الذى يحمل اسمه، والغريب أنه فى ظل دعوات العصيان المدنى لشعوب مدن القناة لم يستطع أحد أن يقترب من القناة، لأنهم يعشقونها، علاوة على تأمين القوات المسلحة للمجرى الملاحى، فضلاً عن أننا رفعنا سعر العبور فى المجرى الملاحى مرتين منذ أن تم إسناد المهمة لى.
■ لماذا لم يستخدم الاكتتاب الشعبى فى تمويل القناة وأصبحت شهادات استثمار؟
- تم التراجع عن الاكتتاب لأنه عبارة عن أسهم والسهم يعتبر ملكية فى المنشأة نفسها، وهذا لا يجوز فى قناة السويس، فضلاً عن أننا لا نريد أن نرى أحد المستثمرين ذا اتجاه سياسى معين، وهذا معناه أنه سيكون له رأى فى الإدارة، وهو ما رفضناه وصممنا على المحافظة على الهوية المصرية لقناة السويس، فلا يجوز أن تكون قناة السويس ملك أسرة معينة أو تيار معين، ولذلك فكرنا فى السندات كما فكرنا فى شهادات الاستثمار.
■ كيف يتم التعامل مع إيراد قناة السويس؟
- الإيرادات تدخل حساب قناة السويس فى البنك المركزى المصرى، لأنه يكون بالعملة الصعبة، ويستفاد من هذه العملة فى عمليات الاستيراد من الخارج لصالح الاقتصاد المصرى، ويعطينى مقابله بسعر اليوم من الجنيه المصرى، ويتم تحويل المبلغ إلى وزارة المالية، وتعطينى من الإجمالى 9.2% وهو ما يستخدم فى دفع أجور العمال والمرتبات وعمليات الصيانة والتطوير، وتتم هذه العملية تحت رقابة صارمة من الجهاز المركزى للمحاسبات والبنك المركزى المصرى.
■ روج البعض الكلام بأن هناك نسبة مخصصة من دخل قناة السويس لصالح رئاسة الجمهورية فى العهود السابقة هل هذا صحيح؟
- لم يثبت أى شىء من صحة هذا الكلام، وهذه شهادة منى بذلك، كل شىء يتم فى إيراد القناة تحت رقابة الجهاز المركزى للمحاسبات.
■ ما المستهدف مستقبلاً لعدد السفن المارة بالقناة بعد تشغيل المجرى الجديد؟
- يزيد المشروع من القدرة الاستيعابية لعدد السفن التى تمر بالقناة يومياً لتصل إلى 97 سفينة يومياً بحلول عام 2023 حيث يصل عددها حالياً ل49 سفينة، وذلك لمواكبة تطور حجم التجارة العالمية التى تزيد باستمرار.
■ هل تتوقع أن شراء المصريين لشهادات الاستثمار سيقوم بتغطية تكلفة المشروع؟
- يغطى ويزيد على المطلوب بإذن الله، لأن حلم المصريين سيكون حقيقة وواقعاً خلال عام واحد فقط، كما طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأن التكلفة ستصل إلى أكثر من 60 مليار جنيه، وذلك بعد أن أمر الرئيس السيسى بتقليل المدة الزمنية سنة واحدة فقط، ما يجعلنا نزيد من حجم العمالة والمعدات والشركات العاملة فى المشروع، وسيتم الحفر الجاف على مساحة 35 كيلومتراً بحجم أعمال يصل إلى 258 مليون كيلومتر مكعب بتكلفة تصل إلى 4 مليارات جنيه، وأعمال تكريك وتعميق للمجرى الملاحى ل37 كيلومتراً بإجمالى 242 مليون متر مكعب تصل تكلفتها نحو 15 مليار جنيه، فضلاً عن أعمال التكسيات، وأحواض الترسيب ومرافق ومعديات عبور تصل تكلفتها 10 مليارات جنيه، بينما تقوم القوات المسلحة بتجهيز المرافق للقطاع الهندسى وإنشاء طرق وروابط للمعابر بطول 100 كيلومتر لتصل إلى 2.10 مليار جنيه.. وأؤكد لك أن الشعب المصرى يظهر وقت الشدة، والمصريون أنفسهم يفرحون ويظهر ده لما بتشوف الناس اللى مقبلة من معظم محافظات مصر لمساندة العاملين فى المشروع وتتفاجئ لما تلاقى ناس قعيدة عايزين يشاركوا فى الحفر.
■ هل شعرت أن الشعب المصرى من الصعب أن يكسره أحد؟
- جداً، ولما تراجع التاريخ المصرى تجد أن الحروب التى خاضها كانت فى قناة السويس، فنجد أن حرب 56 كانت فى قناة السويس، وكذلك حرب 67 وحرب الاستنزاف والعبور فى حرب أكتوبر 73، ولكن المعركة المقبلة فى قناة السويس ستكون معركة تنمية لشعوب القناة وسيكون هذا هو العبور الثالث لنا؛ فالعبور الأول كان حرب 73 والثانى ثورتا 25 يناير و30 يونيو، ومشروعا قناة السويس الجديدة وتنمية محور القناة سيكون بمثابة العبور الثالث إلى المستقبل.
■ هل ستكون الحرب على الإرهاب فى سيناء عامل قلق بالنسبة لك خاصة فى ظل معركة التنمية؟
- إطلاقاً، فالإرهاب فى سيناء قل بفضل القوات المسلحة ولا يجب كمصريين أن يؤثر فينا هذا الإرهاب، ولكننا لا نغفل أى تهديد، ومصر أقوى من أن تخاف على تنفيذ مشروع بهذا الحجم من أى عمل إرهابى، والقوات المسلحة لا تخاف من أى تنظيمات، وكذلك الشعب المصرى وحرب 73 تثبت ذلك بعد أن كانت أرضنا محتلة لمدة 6 سنوات وحررناها، ولكن أرى معركة التنمية أهم من المعارك العسكرية التى مرت بها مصر لأننا نبنى لمستقبل أبنائنا وأحفادنا.
■ ما حقيقة المواجهة التى تمت بينك وبين المعزول «محمد مرسى» خلال زيارته لقناة السويس؟
- عندما حضر كان طبعاً الحديث وقتها عن أن قطر تسعى للسيطرة على قناة السويس من خلال الاستثمار فى المنطقة، وكان فى برنامج التقديم كلمة لى قلت فيها: «قناة السويس قناتنا إحنا كمصريين وقناة أبنائنا وده وديعة الآباء للأبناء، ولن نفرط فى حبة رمل ولا نقطة مياه فى القناة ولو على جثثنا، وإن قناة السويس للمصريين فقط، ومش ممكن أى حد يفكر إنه يقرب من قناة السويس، إلا تراب مصر» لدرجة أنه قام بعد ما خلصت خطابى وسط ذهول الحاضرين وقال: «مش هنفرط فى قناة السويس».. وهذا كان بعد أن توليت مسئولية الهيئة بشهر واحد.
■ حديثك فى هذا التوقيت كان من «قائد عسكرى» أم رئيس هيئة قناة السويس؟
- مهاب مميش القائد العسكرى هو من كان يتحدث فى ذلك التوقيت، وكنت أوجه لمرسى رسالة عسكرية بوضوح، وكان الكلام واضحاً وقاطعاً، وكان داخلى دافع أن أقول له «أنا ابن الجيش المصرى وإننا كعاملين داخل قناة السويس لن نسمح بأن يقترب أى شخص من القناة ولو حتى بالاستثمار».
■ ولو تحققت التوقعات وأعطت «جماعة الإخوان» مشروع القناة لدولة قطر؟
- كنت هضرب أى حد بالرصاص يقترب من قناة السويس بصراحة، لأن القناة شرف مصر وعرض مصر وكرامة مصر مش ممكن نبيع شرفنا أو عرضنا لأى حد.
■ هل كان هناك عتاب على خطابك أمام مرسى؟
- كان هناك بعض الأشخاص يسعون لإيقاف الأعمال لنا «بس على مين ماحدش يقدر يوقفلنا حاجة»، ففى هذه السنة حققنا ربحية عالية ونجحنا فى عدم تسييس قناة السويس، ونجحنا فى الحفاظ عليها كهيئة مستقلة تضخ العملة الصعبة فى الاقتصاد، وعملت على زيادة الدخل فى القناة لكى يقف الاقتصاد المصرى على رجليه، وينعم الإنسان المصرى بحياة مستقرة ويجد قوت يومه ويجد الدواء، وأصبح هدفى اقتصادياً من الدرجة الأولى.
■ ما الفرق بين مشروع إقليم قناة السويس ومشروع محور قناة السويس؟
- الإقليم.. المشروع الخاص بالرئيس السابق، ولو كان نفذ كان هتبقى كارثة لأنه منح رئيس الإقليم صلاحيات واسعة، وضم إلى الإقليم أراضى تابعة للقوات المسلحة وهو بذلك يعتبر دولة داخل دولة، وتنمية محور قناة السويس هيتم بدون أن نستعين بمتر واحد من أرض القوات المسلحة.
■ ستعود التنمية فى محور قناة السويس وإنشاء القناة الجديدة على مدن القناة الثلاث فقط أم على سيناء؟
- ستعود على مصر كلها، ولكن ستكون الأولوية لأبناء سيناء، إحنا عايزين نرجعهم تانى للوطن، ونضمهم تانى، ونربط سيناء بمحافظات الدلتا ب6 أنفاق، ونطور ميناء العريش لزيادة قدرته الاستيعابية ل80 ألف طن وخلق فرص عمل للشباب السيناوى، فضلاً عن إنشاء وادى التكنولوجيا الذى سيحول المنطقة كلها إلى معامل مجهزة والاستفادة من أفضل التكنولوجيا الحديثة، فسيناء ستعود ولكن هذه المرة بالتنمية فعلاً وليس قولاً.
■ متى سيكون افتتاح قناة السويس الجديدة؟ وما شعورك وقتها؟
- أتمنى أن يكون يوم 6 أغسطس 2015 إن شاء الله وسيكون هذا يوم عيد ميلادى، لأن خلال الفترة المقبلة حتى يوم الافتتاح سيكون هناك تجريب للمجرى الملاحى، وتدريب المرشدين على العبور من هذا المجرى، بعد استيفاء كافة الشروط المحددة مسبقاً، وسأشعر وقتها بعظمة الشعب المصرى وأطلب من ربنا أن أحضر ذلك اليوم، وسأقول وقتها إن مصر بها قائد وقف فى ظهر كل من عمل فى هذا المشروع هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحكومة وافقت على كافة المطالب بكل مرونة، «وعمرى ما طلبت من حد حاجة واتأخر عليا»، وسيكون فخراً بالجيش المصرى العظيم، فنجاح المشروع نجاح للمنظومة كلها من أول الرئيس حتى العامل.
■ سؤالى هذه المرة متعلق بك وألمح على وجهك الإرهاق.. بتنام كام ساعة؟ وألا تخاف من التعب؟
- حد أقصى 4 ساعات.. وبالعكس أجد المتعة والحياة فى العمل، وأنتظر النهار بفارغ الصبر لكى أذهب إلى متابعة العمل فى القناة، لدرجة أن اجتماعات مجلس الإدارة تكون فى الساعة السادسة صباحاً، وأكون أول الحاضرين، لأن العمل عبادة، ويجب أن نعطى مصر الكثير لأنها تحتاج جهد الجميع، وإن شاء الله مصر ستكون فى الأيام المقبلة أحسن بكثير من السنوات الماضية و«مش هيوقف مصر على رجلها إلا المصريين».
■ وعلى الجانب العائلى للفريق مهاب مميش، كيف توفق بين العمل والجانب العائلى؟
- عائلتى مقيمة فى الإسكندرية، وأنا أغلب وقتى فى العمل وليس بمفردى، وكل العاملين فى القناة كذلك، ولكن عائلتى فى ذهنى، وأستغل الفرصة وأحيى عائلتى جداً لأنهم وقفوا بجانبى كثيراً وأنا لدى ابنتان و5 أحفاد، وساعات أحصل على إجازة أزور أحفادى وأرجع تانى.
■ سمعت أنك تنازلت عن أجزاء من مرتبك؟
- الأموال ليست كل شىء، وأنا تنازلت عن أشياء كثيرة لأن الأهم هو الرضا عن النفس، وبسمة العامل فى موقع الحفر تسعدنى، فالأهم أنك تكون سعيداً ومرتاح البال.
المصدر : الوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.