شرف وآمال المصريين

علن رئيس مجلس الوزراء المصري عصام شرف، أن الانتخابات النيابية لاختيار أعضاء مجلسي الشعب والشورى ستجرى في موعدها، مؤكداً أنه لا يجد سبباً واحداً لتأجيلها، خصوصاً أنها انتخابات مفصلية في تاريخ مصر، فيما اكد محامي اسرة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، فريد الديب، أن ال340 مليون دولار التي عثر عليها في سويسرا باسم نجلي الرئيس المخلوع هي اموال «شرعية»، وذلك في حديث لمجلة «فورن بوليسي» الاميركية، ودعا المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي شباب مصر إلى إعادة روح الثورة خلال فترة الانتخابات النيابية المقبلة، عبر المشاركة في مراقبتها ومساعدة كبار السن والمعاقين على الإدلاء بأصواتهم.
وأكد شرف، في مؤتمر صحافي عقده بمجلس الوزراء، الليلة قبل الماضية، أن قانون إفساد الحياة السياسية سيصدر قبل إجراء الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء انتهى من إعداد صيغته النهائية وأحالها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف «من الطبيعي أن يشعر المواطنون بالقلق إزاء احتمال تأجيل الانتخابات بسبب الأوضاع الأمنية أو بسبب ما يثار على الساحة السياسية من خلافات، غير أن قوات الشرطة والجيش قادرة على تأمين مقار الانتخابات».
ورأى أن هذا القلق يعتبر مسألة إيجابية «لأنه يوضح مدى اهتمام المواطنين بإجراء العملية الانتخابية في موعدها، ويشير إلى ثقتهم بأنها ستكون نزيهة وستجرى بشفافية كاملة»، مشيراً إلى أن المواطنين «لم يهتموا في السابق بالانتخابات التشريعية لعلمهم بأنها تتعرض للتزوير».
وحول ما إذا كان يخشى من عودة فلول الحزب الوطني (المنحل) إلى البرلمان الجديد، أعرب شرف عن ثقته الكاملة بوعي الناخبين وقدرتهم على الفرز بين العناصر الصالحة وغيرها.
واعتبر أن الضجة المثارة حالياً بين القوى والتيارات السياسية والخلافات بينها تعكس صورة الديمقراطية وحرية التعبير التي أصبح يتمتع بها الشعب المصري بعد الثورة.
في سياق متصل، أكد شرف أن الحكومة تعمل على تنفيذ حكم المحكمة الخاص بتمكين المصريين في الخارج من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، لافتاً إلى أن الحكومة شكلت لجنة لدراسة التعديلات التشريعية والإجراءات الإدارية والفنية اللازمة لتنفيذ الحكم.
وحول آخر التطورات الخاصة باستعادة الأموال المصرية المنهوبة بالخارج، قال شرف «إن هناك لجاناً قضائية تشكلت لهذا الغرض، وسافرت إلى دول عدة لحصر الأموال، وهناك جهود كبيرة تبذل في هذا الصدد، كما أن هناك آمالاً كبيرة في استرداد هذه الأموال بالكامل». وكانت هيئة الكسب غير المشروع التابعة لوزارة العدل قدرت في منتصف اكتوبر الماضي ثروة جمال وعلاء مبارك في بنوك سويسرا، المجمدة حاليا، ب340 مليون دولار.
في هذا السياق، قال فريد الديب للمجلة التي تصدر هذا الاسبوع ان الهيئة «لم تكتشف شيئاً. فأنا الذي اعطيتها المفتاح والمستندات التي تثبت ان هذه الاموال وردت في بيانات الذمة المالية لجمال مبارك اعوام 2003 و2008 و2011».
وأضاف ان «الأموال المودعة في هذه الحسابات بعد سنوات من الفوائد (المتراكمة) تجاوزت ال300 مليون دولار. هل يوجد عيب في ان يحقق رجل ارباحا قانونية؟»، مؤكدا ان هذه الاموال جاءت من عمل نجلي مبارك ك«مستشارين ماليين».
من جهة اخرى، اكد فريد الديب ان سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق «لا تعيش سوى على المعاش الشهري (لزوجها) الذي يصل الى 93 الف جنيه مصري (نحو 15 ألفاً و500 دولار)». واضاف ان «نفقات علاج مبارك في المستشفى تتكفل بها الحكومة، كما ينص القانون بالنسبة لرئيس حالي او رئيس سابق». وردا على سؤال بشأن منع وسائل الاعلام من تصوير المحاكمة، اعتبر الديب ان وسائل الاعلام المصرية «يجب ان تعاقب بالإعدام، لانها لم تعد اداة اعلامية، انما أداة لنشر الاكاذيب».