هيئة الإسعاف: نجحنا في نقل 30 ألف طفل مبتسر بشكل آمن خلال 2025    «التضامن» توافق على إشهار جمعيتين في محافظة البحيرة    صادرات مصر الزراعية تسجل 6.2 مليون طن خلال 7 أشهر    المدارس الثانوية تواصل تسليم استمارات النجاح لطلاب الثانوية العامة    "الفجر" ترصد لحظة وصول محافظ الدقهلية لموقع كسر خط المياه لمتابعة تنفيذ أعمال الصيانه    رئيس «جهار» يستقبل وفدا من منظمة دعم أداء النظم الصحية والابتكار العالمية    طريقة عمل الكرواسون، لإفطار خفيف وبسيط    التعليم العالي: تجديد الشراكة العلمية بين مصر والصين في مكافحة الأمراض المتوطنة    وزير العمل: التعليم الفني يشهد طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة بتعاون وجهود ملحوظة من القطاع الخاص    انتظار صدور حكم في قضية سرقة عملات ذهبية أثرية من متحف ألماني    رصيف محطة هاتشيسون رقم 1 بميناء السخنة يستقبل السفينة ZHEN HUA 36 المخصصة لنقل الأوناش الثقيلة    منتخب مصر يحدد موعد معسكر سبتمبر استعدادا لمواجهتي إثيوبيا وبوركينا    للطلاب المتقدمين لمدارس التكنولوجيا التطبيقية.. طريقة دفع رسوم الاختبار    بدء دخول شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة    الجيش التايلاندي يتهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار    رئيس الوزراء البريطاني يعقد اجتماعا طارئا لبحث مسار السلام في غزة    نقيب المهندسين ل طلاب الثانوية العامة: احذروا من الالتحاق بمعاهد غير معتمدة.. لن نقيد خريجيها    رئيس اتحاد طنجة: عبد الحميد معالي اختار الانضمام إلى الزمالك عن أندية أوروبا    كريم رمزي يعلق على ستوري عبد القادر.. ويفجر مفاجأة بشأن موقف الزمالك    ثنائي المصري أحمد وهب وأحمد شرف ضمن معسكر منتخب الشباب استعدادًا لبطولة كأس العالم بشيلي    بعد القبض على رمضان صبحي.. تعرف على موقفة القانوني ومدة الحبس وموعد الأفراج عن اللاعب    بيان جديد من الكهرباء بشأن «أعطال الجيزة»    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 29-7-2025 في البنوك    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الثلاثاء في شمال سيناء    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    "حرارة مرتفعة ورطوبة خانقة".. الأرصاد تكشف عن تفاصيل طقس الثلاثاء    عاجل.. الشرطة تلقي القبض على رمضان صبحي بعد عودته من تركيا    وزير التنمية المحلية: شركاء التنمية حليف قوي في دفع العمل البيئي والمناخي في مصر    سميرة صدقي: محمد رمضان وأحمد العوضي مش هيعرفوا يبقوا زي فريد شوقي (فيديو)    وزير الخارجية يلتقي بقادة مجموعة الحكماء The Elders الداعمة للسلام    ترامب: لا أسعى للقاء جين بينج لكني قد أزور الصين تلبية لدعوته    ارتفاع حصيلة ضحايا إطلاق النار فى نيويورك ل5 أشخاص بينهم ضابط شرطة    حملة «100 يوم صحة» تقدم 19.2 مليون خدمة طبية مجانية خلال 13 يوما    رابط التقديم الإلكتروني ل تنسيق الصف الأول الثانوي 2025.. مرحلة ثانية (الحد الأدني ب 6 محافظات)    يوسف معاطي: سعاد حسني لم تمت موتة عادية.. وهنيدي أخف دم كوميديان    ضياء رشوان: الأصوات المشككة لن تسكت.. والرئيس السيسي قال ما لم يقله أحد من الزعماء العرب    مصرع 30 شخصًا في العاصمة الصينية بكين جراء الأمطار الغزيرة    بفرمان من ريبيرو.. الأهلي يتراجع عن صفقته الجديدة.. شوبير يكشف    "بقميص الزمالك".. 15 صورة لرقص شيكابالا في حفل زفاف شقيقته    من «ظلمة» حطام غزة إلى «نور» العلم فى مصر    اليونسكو: الإسكندرية مدينة الانفتاح والإبداع وعاصمة فكرية عالمية    تحت عنوان «إتقان العمل».. أوقاف قنا تعقد 126 قافلة دعوية    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «حواديت» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    مرشح الجبهة الوطنية: تمكين الشباب رسالة ثقة من القيادة السياسية    النجاح له ألف أب!    صراع على السلطة في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 29 يوليو    اليوم.. «الأعلى للثقافة» يعقد اجتماعه ال 72 للتصويت على جوائز الدولة لعام 2025 (قوائم المرشحين)    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    أخبار 24 ساعة.. انطلاق القطار الثانى لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    لجنة للمرور على اللجان الانتخابية بالدقهلية لبحث جاهزيتها لانتخابات الشيوخ    «النادي ممكن يتقفل».. رسائل نارية من نصر أبوالحسن لجماهير الإسماعيلي    6 مصابين في حريق شقة سكنية بالمريوطية بينهم شرطي (تفاصيل)    لها مفعول السحر.. رشة «سماق» على السلطة يوميًا تقضي على التهاب المفاصل وتخفض الكوليسترول.    مي كساب بإطلالة جديدة باللون الأصفر.. تصميم جذاب يبرز قوامها    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اهالى كرداسة بين الحقيقة والكذب الاعلامى
نشر في منصورة نيوز يوم 03 - 09 - 2013

span style=\"color: rgb(0, 0, 255);\" لا وجود ل«المتاريس» أو «الحواجز» أو تفتيش الزائرين عند مداخل المدينة
الأهالى غاضبون من وصف الإعلام لهم بالإرهاب.. ويؤكدون: نحن سلميون
سائق «توك توك»: لا علاقة لأهالى المدينة باقتحام القسم.. وفوجئنا بهجوم إعلامى «غير مبرر»
محام: نطالب المنظمات الحقوقية التوجه إلى كرداسة للتأكد من سلمية أهلها قبل وقوع كارثة واقتحام قوات الأمن لها
المأمور للأهالى قبل الحادث: «كرداسة ليس بها رجال وهنلبسكم طرح إن شاء الله»
الأقباط: نعيش مع المسلمين والإخوان منذ عشرات السنين.. ولا صحة لتهجيرنا من بيوتنا
كرداسة.. تلك المدينة التى نالت مساحة لا بأس بها من الاهتمام الإعلامى والشعبى خلال الأيام الماضية بعد مذبحة قسم الشرطة التى راح ضحيتها 11 شخصا من ضباط وأفراد القسم، وذلك على خلفية قيام قوات الأمن الانقلاب بفض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة.
الأحداث والروايات الكثيرة دفعت «الكثير من الصحفين» التوجه إلى القرية، للتأكد من حقيقة الوضع هناك والاقتراب من الواقعة أكثر والتعرف على الأسباب التى أدت إلى أحداث العنف هناك، خاصة بعد تحذير بعض القنوات التلفزيونية من خطورة الأمر، وأن أهالى القرية يقومون بتهجير الأقباط واضطهادهم ومعاملتهم معاملة سيئة.
غضب شعبى
ملخص الحقائق التى توصلت إليها بعض الصحفين من خلال اللقاءات مع جميع الأطراف «أقباط ومسلمين - كبار وصغار وشبان - عاملين وأصحاب محال.. إلخ» أكدت أن الروايات التى خرجت على المدينة وأهلها فى بعض وسائل الإعلام كانت أقرب إلى فيلم هندى تقوم ببطولته وسائل إعلام «فلولية»، هولت من حقيقة الأمر على طريقة فيلم «الجزيرة» لأحمد السقا، لكن معظم الأهالى رافضون للانقلاب الدموى الذى قام به الفريق عبد الفتاح السيسى ورافضون أيضا للمجاز التى قامت بها قوات الأمن مع المتظاهرين العزل.
حالة من الغضب تسيطر على أهالى كرداسة من الأخبار التى تتناقلها وسائل الإعلام عن انفصال المركز عن مصر وتكوين جمهورية مستقلة يسيطر عليها الإسلاميون، رافضين اتهامهم بالإرهاب أو العنف، مطالبين الحكومة وأجهزة الإعلام بتحرى الدقة وعدم توجيه الاتهامات لهم بالباطل.
قبل توجهنا إلى المدينة شعرنا بجانب من الخوف والقلق لما سمعناه عن المدينة، ومزاعم وجود إرهاب بالمنطقة، لكن فور اقترابنا من المدينة لم نجد أية صعوبة فى الدخول، ولم نرمشاهد لمتاريس أو حواجز أو تفتيش دقيق لمن يدخل القرية كما تحدثت عن ذلك بعض وسائل الإعلام.
مجرد دخولنا إلى المدينة استقلينا «توك توك»، وبدأنا فى استقصاء الوضع وطلبنا منه التوجه إلى ناحية القسم «مسرح الجريمة»، وسألنا السائق «شابا» عن أخبار المدينة؟ وما الذى حدث فى قسم الشرطة؟.. فأجاب وبنبرة حزن: فور سماع دوى إطلاق النار أمام قسم كرداسة تجمهر الأهالى لمعرفة ما يحدث، ورأينا أفراد الأمن يسبحون فى دمائهم، وقمنا بإبلاغ الإسعاف، ولم نستطع إنقاذ أى منهم.
ويضيف الشاب العشرينى: "المسألة ليست لها علاقة بالإخوان المسلمين، بل هى أكبر منذ ذلك، فما يحدث داخل المدينة ووصف أهلها بالإرهابيين هى ذريعة لاقتحام المدينة وترويع أهلها المسالمين، فأهالى البلدة - مسلمين ومسيحيين- يعيشون معا منذ عشرات السنين ولم تحدث بينهم أية مشكلات أو خلافات بالدرجة التى تهولها وسائل الإعلام حاليا».
على بعد خطوات من مركز الشرطة «المحترق»، وفى الجهة المقابلة من الشارع، تجد لافتة كبيرة مكتوباً عليها الجمعية الشرعية بكرداسة، توجهنا إلى المبنى، والتقينا الحاج سعيد رمضان –أحدالعاملين بالجمعية–والذى قال: «أهالى كرداسةطيبين على خلاف مايصورهم الإعلام»، مؤكدا أن الأهالى قد حذروا المأمور والعساكر عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، من رد الفعل، وكان رد الفعل أنه نزل إلى البلد وقال للأهالى: "كرداسة ليس بها رجال وهنلبسكم طرح إن شاء الله، ونصحه الأهالى أن يغادر هو والعساكر ولكنه أبى وقال إن لديه القوة والمدرعات، وأضاف «رمضان»: «كان فاكر إن العملية سهلة».
وفيما يتعلق بحادث اقتحام مركز شرطة كرداسة، قال «رمضان» :«جاءنا أشخاص من خارج كرداسة واقتحموا المركز وحرقوه وقتلوا الضباط، والأهالى ليس ذنب فى شىء، فلماذا يصورنا الإعلام بهذه الصورة».
وأضاف: «كرداسة بها أكثر من 100 جامع وكنيسة واحدة، وقد قام البلطجية بحرقها وسرقة جميع محتوياتها»، مؤكدا أن أهالى كرداسة يعيشون الآن حالة من الرعب بعد تهديد الجيش لهم باقتحام البلد، قائلا:«بلدنا مظلومة من زمان منذ أيام عبدالناصر، ومواقف أمن الدولة معانا سيئة من زمان».
للتعرف على حقيقة الوضع وعملية الدخول والخروج من وإلى المدينة، التقينا سائقى الميكروباص، وأكد نصر حسن –سائق ميكروباص بخط كرداسة / الهرم: «الحالةفى كرداسةمستقرة،ولاتوجدمشكلات، مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود أزمة فى البنزين أيام الدكتور محمد مرسى فإن الحال لم يقف كما هو الآن فالأيام الحالية أصعب أيام تمر بها كرداسة».
وقال «حسن»: «الإعلام يكذب ويضلل فى كل ما يذكره عن المدينة من أن هناك متاريس وأبراجا وترسانات أقامها الأهالى على مداخل البلد، فكرداسة لا يوجد بها شخص يحمل شومة، لكنها ترفض الانقلاب العسكرى على الشرعية».
وأضاف: «لقد كنت موجودا ساعة اقتحام مركز الشرطة ورأيت اثنين من العساكر يخرجون علينا من القسم وقال أحدهم لى :«حوش عنى يا أسطى أنا معملتش حاجة»، ثم جاء أحد البلطجية وضربه على وجهه بآلة حادة وجاء آخر وضربه ضربة أخرى، وعندما دخلت حجرة عامر عبدالمقصود نائب المأمور وجدنا «عسكرى ميت ومتخشب ولون بشرته مختلفا تماما ما يعنى أنه ميت منذ فترة»، وهو ميت برصاصة فى بطنه وأخرى فى رجله، وفى حجرة السلاح عثرنا على عسكرى آخر ميت ولكن جسده لا يزال ساخنا أى ميت حديثاً برصاصة فى البطن».
ومن جانبه أكد خالد محمد عوض - محامى - أن الإعلام المضلل يهول الأمور فى كرداسة لعمل غطاء إعلامى للمجزرة التى يهدد الجيش بارتكابها فى كرداسة، وفى حق أهاليها الطيبين، مشيرا إلى أن كرداسة مدينة سياحية مشهورة بالغزل والنسيج، ويأتى إليها السياح من كل مكان فى العالم، كما أنها تقيم المعارض الدولية فى العديد من الدول فى مجال الملابس وأشهرها «جلاليب وعبايات كرداسة».
وأضاف :«لا أنكر أن كرداسة لها ميول دينية حيث يوجد بها أكثر من 100 مسجد وبها الكثير ممن ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، والذين من خلال علاقتنا بهم وجدانا أنهم طيبون وناجحون ومحترمون، وأن الشخص الفاشل منهم يصبح طبيبا أو مهندسا»، وأشار إلى أنها ونظرا لطبيعتها المتدينة فكانت نسبة التصويت فى انتخابات الرئاسة أكثر من 90% للدكتور محمد مرسى، فى حين حصل المرشح أحمد شفيق على 150 صوتا وهم من الفلول ووقفنا بقلب كبير فى الانتخابات، حيث إن البلد كانت محرومة من حقها فى الانتخاب وأهلها ممنوعون من الانضمام للكليات العسكرية منذ عام 1965.
وقال إنه فى انتخابات مجلس الشعب قبل ثورة 25 يناير كانت قوات الأمن تغلق جميع المحال والمداخل التى تؤدى إلى لجان الانتخابات فالبلاد بها خوف من الأنظمة القمعية منذ عهد عبدالناصر وحتى عهد المخلوع، ومع أحداث 25 يناير تفاءل الأهالى وشعروا بالتغيير، وقد استشهد فى 25 يناير أربعة من كرداسة قتلوا برصاص الشرطة وعندما بدأت المحاكمات كان الضابط المتهم بقتلهم يأتى إلى الجلسة ثم ينصرف بعدها إلى منزله، فى حين تقوم قوات الأمن الآن باعتقال الناس بدون وجه حق، ثم كانت المفاجأة فى مسلسل البراءة للجميع الذى أشعل النار بداخل الأهالى الذين أهدرت الشرطة دماؤهم وبرأت قاتليهم، وأنه عندما وقع الانقلاب العسكرى الدموى غضب الأهالى غضبا شديدا، وخاصة بعد حادث فض الاعتصام الذى راح ضحيته 10 من كرداسة، و10 من قرية ناهيا منهم واحد من عائلة أبوسنة وعائلات أخرى، ومن شهداء كرداسة: إسلام أشرف الزندحي، وكمال زلط، ومحمود شحات الصعيدى، ومحمود محمد حسن عزازى.
وتابع: «فى أحداث اقتحام المركز سمعت دوى انفجارات ورصاص، وخرجت رأيت تجمع الكثير من أهالى البلد كحب استطلاع ورأيتهم بجوار المدرسة التى تحت منزلى وهى أمام المركز وكنت أخشى عليهم من البهدلة وهم أبرياء لأنه كانت هناك كاميرات تصور وهم لا ذنب لهم فى شىء، فهم مسلمون وليس لهم فى المشكلات، وكانوا خائفين من القتل، إضافة إلى أن القسم كان مسيطرا على الوضع إلى أن تم حرقه من قبل الملثمين وبدأ الضباط فى الخروج من المركز لعجزهم عن مقاومة الانفجار، ولم يتأخر الأهالى عن مساعدتهم، ومن الذين ساعدوهم على الهروب الحاج أحمد عبدالسلام صاحب مول تجارى بالشارع السياحى، والذى قام بإيواء أكثر من 25 عسكريا وأمين شرطة، كما قاموا بالاتصال بالمقدم أيمن الرفاعى الذى لم يكن موجودا حينها وقالوا له لا تأتى خوفا عليه من القتل».
وأكد أن البلدة التى يعيش بها نحو 650 ألف نسمة، تعيش حالة من الرعب والخوف والهلع من التشويه الإعلامى المستمر لهم ، فما ذنب كل هؤلاء، ولماذا العقاب الجماعى وأخذهم بذنب غرباء غيرهم لا ينتمون إليهم؟
وقال: «نرجو توصيل الرسالة لأصحاب القرار بألا يندفعوا فى اتخاذ القرار باقتحام كرداسة والاعتداء على الآمنين ما يسبب كارثة بكل المقاييس، لأنه سيسبب خسائر فى الأرواح والممتلكات وإرهاب المواطنين».
وعن اضطهاد المسيحيين فى كرداسة الذى يروج له الإعلام بصفة مستمرة، قال:« الأقباط منذ زمن نبيع لهم ونشترى منهم ونسكن معهم ويمتلكون فى كرداسة البازارات ومحال الملابس والطيور ولا توجد معهم أية مشكلات من أى نوع، وفيما يتعلق بحرق الكنيسة، فقد سمعت البلطجية والمسجلين خطرا عندما نزلت إلى الشارع يقولون :«عالكنيسة عالكنيسة» منتهزين فرصة الغياب الأمنى وذهبوا على الكنيسة وسرقوا محتوياتها».
وفى نهاية كلمته، طالب خالد منظمات حقوق الإنسان أن تهتم لأمر كرداسة قبل أن يموت الأبرياء وعليهم أن يأتوا إليها ليتأكدوا من سلمية أهلها ومن هذه الكارثة.
وفى شارع سعد زغلول أو شارع السياحة«2»، قال الحاج سعيد محمود الزنارى - صاحب سوبر ماركت بكرداسة - إن كرداسة بها مؤيدون للانقلاب وكذا معارضون فهناك حرية الرأى لكن دون منازعات بين مؤيد ومعارض، وكانت هناك سيارات تتجه إلى رابعة، كما كان هناك من يتجه إلى التحرير دون اشتباك بينهم ولكن الأغلبية كانوا معارضين للانقلاب، وقبل مجزرة فض الاعتصام كانت الدنيا هادئة، إلا أن الأحوال ساءت بعد ذلك، وكما هو معروف فكرداسة هى المركز وكل القرى تابعة لها وتتجمع بها.
وأضاف «الزنارى»: «يوم اقتحام المركز قمت بإخفاء ما يزيد على 28 عسكريا وجمعناهم هنا بداخل السوبر ماركت، وأهل الخير جابولهم أكل وشرب، كما عالجنا المصابين منهم، وبدلنا لهم ملابسهم خوفا من أن يتعرف عليهم أحد فيؤذيهم، فالأهالى هنا لا يعرفون العنف ولا يريدونه»، مشيرا إلى أن من قاموا باقتحام المركز وسرقته لم يكونوا من أهل البلد ولكنهم غرباء ولا نعرفهم.
واستنكر «الزنارى» التضليل الإعلامى وتصوير أهالى كرداسة على أنهم إرهابيون، مطالبا الإعلاميين بتحرى الصدق والدقة فى كل ما ينقلونه وألا يضعوا البنزين على النار، وأن يعملوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"فليقل خيرا أو ليصمت».
كما أشار «الزنارى» إلى أن كرداسة أصابها حالة من الركود فى المصانع والشركات والمحال بسبب التخويف والترهيب من أهالى كرداسة، فأصبح مندوبو الشركات والمحال يخافون من الدخول إلى كرداسة بعد الهجمة الإعلامية الشرسة على أهلها، إضافة إلى خوف الأهالى من الخروج من كرداسة خوفا من بطش قوات الأمن واضطهادهم لأهالى كرداسة، فعندما يدخل أى فرد من كرداسة على الشهر العقارى أو السجل المدنى أو أية مؤسسة حكومية يتعنتون معه بمجرد معرفتهم أنه من أهالى كرداسة.
وقال «الزنارى» إن رجال الشرطة والحكومة أيام الرئيس محمد مرسى إذا ذهب إليهم أحد فى شكوى كانوا يقولون لنا:«أنتم انتخبتوه تحملوا، نحن فى أجازة لمدة أربع سنوات»، مؤكدا أنه لا يعقل أن يكون أفراد من جماعة الإخوان المسلمين هم من قاموا بالاقتحام أو قتلوا الأبرياء لأننا نعرفهم جيدا فلم نر منهم سوى كل خير.
وأخيراً تساءل «الزنارى»:«هل كرداسة تتبع دولة أخرى غير مصر؟ وهل نحن فى دولة بوليسية؟ ولماذا يتم إهانة أى ملتح أو مسلم أو منتقبة فى الشارع ؟، وأضاف: «ليس لها من دون الله كاشفة».
ومن جانبه قال أحمد حمدى –محام- إن مايحدث فى مصرالآن هو صناعةأمريكيةبأيدى الجيش،مشيراإلى أن القنوات الخاصةبالتلفزيون المصرى كلهاموجهة ويقومون بكل ما كانوا يقومون به أيام ثورة 25 يناير و«الجزيرة» التى يشتمونها الآن هى التى كشفتهم وفضحتهم، مشيرا إلى أن حكومة الببلاوى «الرجل الميت» ليس لها طموح سوى الكرسى والفلوس.
كما أضاف «حمدى» أنه عندما كان ينزل المؤيدون للجيش فى الشوارع فهذا ليس من الصعب فالجيش من السهل جداً أن يحشد العساكر وينزلهم لتأييده فى الميادين، وتابع:«لى قريب فى الجيش أكد لى أن جنود الجيش لا يشاهدون فى التلفزيون وقناة الفراعين وغير مسموح بغيرها من القنوات ما يعنى أن هناك عملية توجيه لعقول الجنود».
وأعرب «حمدى» عن أمله فى أن يظل الإخوان والناس صامدين فى سبيل الحق، حتى لا تنجح عملية اختطاف ثورة يناير وترجع عمليات الإبادة لكل من يتلفظ بالحق وهو ما يحدث الآن مع شباب الثورة وغيرهم، إضافة إلى رمى كل من يعترض من رجال الجيش فى السجون، كما أعرب عن أمله فى سقوط الأقنعة الزائفة أمام الشعب الذى يفهم قيادات الجيش خطأ، فالجيش يريد الشعب دائما عبيد للبيادة ولكن هذا لن يحدث إن شاء الله.
وأفاد «حمدى» إن الأفراد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فى كرداسة هم قلة ولم يحملوا السلاح طوال حياتهم، وأنهم لو كانت لديهم الثقافة القتالية لكانوا حملوا السلاح أيام اعتصام رابعة أو استخدموه فى الدفاع عن أنفسهم، ولكن التظاهرات التى خرجوا فيها كلها سلمية، وأمن الدولة كان يعلم ذلك.
وأشار «حمدى» إلى أن ما يحدث فى مصر الآن المقصود به هو إحباط الشعب المصرى، كما أن قيادة البلد من حكومة أو قيادة الجيش يقضون على الناس بحجة القضاء على الإرهاب، والأمن منعدم ويتم إطلاق النار عيانا دون رادع، فالجيش والحكومة يفكرون فى الكرسى وكلما ضغطوا عليه ضغطوا على الشعب، ونحن الآن نعيش صورة مبهمة لا نعلم معناها، كما أننا نعيش مرحلة غربلة للأفكار بين من يريد التكملة مع الفلول ومن يريد التكملة مع الثورة، والسؤال الآن:«البلد رايحة فين؟ والجيش هيودينا على فين؟.
وقال الحاج أحمد عبدالسلام –أحدالأهالى- إن كل الإعلاميين الذين ينادون ليل نهاربحرق كرداسة ويقولون إن أهلها بلطجية وحرامية يستحقون الحرق،فالأهالى هم من تولواحماية الضباط والعساكر الذين فروا من مركز الشرطة بعد حرقه، وأحضرنا لهم الملابس والطعام ثم أخرجناهم واحدا تلو الآخر ومعه أحد الأهالى حتى لا يؤذيه أحد.
وأكد «عبدالسلام» أن البلطجية كانوا يأتون فى رمضان قبل أذان المغرب ويصعدون على سطح المركز لترويع الأهالى دون رد فعل من رجال الأمن، وأضاف: إن اللواء عامر عبدالمقصود جاء إليه أحد البلطجية فى أثناء اقتحام المركز وهو خارجه وضربه على رأسه وقام يجرى ثم ضربه البلطجى مرة أخرى إلى أن مات.
وقد طلب الأهالى من رجال الأمن أن يتركوا المركز على أن يقوموا بعمل لجان شعبية لحمايته من أى اعتداء خارجى، ولكن رجال لأمن والداخلية يتملكهم شعور أنهم أسياد الناس وعمرهم «ماهيتعدلوا»، وأضاف:«أتمنى من الله أن يسترها مع د.محمد مرسى وكنت أتمنى أن يكمل».
ومن جانبه قال مكرم أنيس - أحد الأقباط الذين يقطنون كرداسة - إن البلدة طبيعية ولا يوجد بها أى قلق وإن ما يقال عن المتاريس والأبراج غير حقيقى، وتابع:«احنا بقالنا سنين فى كرداسة ولم نر أى خلاف بين المسلمين والمسيحيين والعلاقات بيننا مستقرة دائما، وكل ما يقال عن اضطهاد الأقباط فى كرداسة من قبل البعض غير صحيح وكذب».
وأضاف:«نريد الأمان لكى تعرف الناس تعيش حياتها الطبيعية، فبدون الأمان لا يوجد شغل».
وقال أحمد حسن –صاحب محل بشارع السياحة- إن أكبردليل على أن كرداسةبلدمتفتح على العالم وأكبردليل على ذلك السياحة،وبسبب السياحة،فكرداسة من كبريات القرى التى يدخل إليها السياح فى مصر، وأن ما يقال عن الأهالى بعد حادث اقتحام المركز هو كذب وافتراء، فالمركز ليس ملك كرداسة فقط ولكن يتبعه أكثر من 28 قرية.
وأضاف: إن العديد من الدول العربية والأوروبية يأتى أهلها إلى كرداسة لشراء منتجاتها التى تختلف عن غيرها كما تقوم كرداسة بإقامة المعارض فى الدول العربية والأوروبية لعرض منتجاتها، قال «حسن» إن طبيعة المصرى الأصيل توجد فى كرداسة.
كما أكد د.محمود حسن –صيدلى- ان ما تداوله فى الإعلام المصرى، والذى أثر فى العمل فى كرداسة، مشيرا إلى أنه لا توجد محاصرات لأى شىء كما يقول الإعلام، وأبدى حسن« تعجبه» من غموض الجيش الذى يهدد بضرب كرداسة وأهلها فالكل هنا يعيش حالة من الرعب ولا ندرى ما الذى سيحدث.
وإيهاب مجدى بشرى –صاحب محل فى شارع السياحة وأحد الأقباط –والذى أكدأن جميع مايتداوله الإعلام فيما يتعلق بالانشقاق وأشار «بشرى» إلى الوضع المؤسف الذى تمر به المدينة وأهلها قائلا:«احنا بنعيش أيام سودة، نافيا وجود أية فتنة داخل البلد بين المسلمين والمسيحيين، وأن كل ما يقال فى الإعلام الكاذب من اضطهاد الأقباط وتهجيرهم عنوة من قبل الأهالى وأن من يظل فى البلد سيتم أخذه كرهينة هو أيضا كلام كاذب من إعلام كاذب فكلنا هنا إخوة ولا يوجد بيننا ذلك.
وتابع «بشرى»:«بعد حريق المركز لم أخرج من بيتى لمدة 4 أيام خوفا من ازدياد سوء الأوضاع آنذاك، فقد كان من الجائز أن يحدث أى شىء، مشيرا إلى أن من قاموا بحرق الكنيسة ليسوا من جماعة الإخوان المسلمين ولكنهم متطرفون وغير أسوياء.
كما أشار «بشرى» إلى أن حادث المركز قام البلطجية انتقاما من الضباط ولكى يسهل لهم مخالفة القانون بعد ذلك دون أن يردعهم أحد وأن معظمهم من تجار المخدرات الذين أصبحوا الآن يمارسون تجارتها أمام الجميع دون خوف بعد أن انتقموا من ضباط المركز، موضحاً أنهم ليسوا من أهالى كرداسة ولكنهم من خارجها.
وقال «بشرى» عن كرداسة إنها مشهورة بالعبايات وإن هذه العبايات تتم صناعتها يدويا على ماكينات يبلغ عددها نصف مليون ماكينة وكل واحدة منها يعمل عليها فرد واحد وهذه الأفراد معظمها من خارج المدينة والذى انقطعوا الآن عنها خوفا من الدخول إليها بسبب ما يروجه عنها الإعلام، وأضاف:«أريد أن أطمئن الناس وأقول لهم إن الحالة مستقرة وأهل كرداسة طيبون ولا يعرفون العنف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.