افتتح السوق التجارى السياحى بكرداسة صباح الاثنين الماضي، محلاته لأول مرة منذ مذبحة الهجوم على قسم الشرطة والسجل المدنى الذى راح ضحيتها 15 شهيدًا من رجال الشرطة وشهدت إحراق القسم والسجل المدني. يقف أهالى كرداسة ينتظرون من يأتى ليشكون له ما هم فيه من أزمة خلقتها وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ولا تمس الواقع بصلة، فقبل ذهاب "المصريون" إلى كرداسة تردد شائعات عن أن هناك قناصات على بوابات المدينة ومتاريس ومسلحين وممنوع دخول الغرباء، وعند وصول "المصريون" التف حولها أهالى المنطقة يشكون أكاذيب الإعلام وسوء معاملة الغرباء لهم عندما يخرجون من المدينة، ويطالبون المسئولين بحل مشكلاتهم ومعاقبة الإعلام الكاذب، كما يشتكون من وقف حالهم التجارى فمعظم العاملين باليومية نالت منهم الأحداث بشكل مباشر . على يسار مدخل السوق التجارى، يبرز مسجد عيسى، والذى يغلب عليه اللون الأسود, أثر حريق ضخم، وأمامه مدرعتان و5 سيارات ترحيلات وسيارتان شرطة محروقتان مما يدل على بشاعة الحدث فى تلك الليلة، هناك أيضًا آثار لبقايا باب تمت سرقته من البلطجية شأنه شأن بقايا محتويات القسم والسجل المدنى لبيعه فى سوق الخردة حسب رواية شهود عيان، يتفرع بعدها المدخل إلى ممرين يتجه أحدهما إلى يمين القسم وآخر إلى يساره ، وتشهد أرض السجل المدنى بقايا من شهادات الميلاد وزجاج وسيدة تقف متحسرة على بشاعة ما حدث بعد أن كانت جزءًا من السجل حيث تعمل به .أما المدخل اليمين فله ممر طويل به 6 غرف للمحاضر والسلاحليك وغرف أخرى ، ثم يأتى سلم فى نهاية الممر أمام الباب الرئيسى حيث غرفة رئيس المباحث والمأمور ونائب المأمور فى الدور العلوى . وقال مواطن يسكن أمام القسم اسمه مصطفى (صاحب مغسلة ) ل " المصريون" : "هذه غرفة مأمور القسم محمد جبر، كان رجل مستقيم ومحترم يحبه أهل كرداسة، وهذه غرفة عامر بيه نائب المأمور الذى حاولت أن أدافع عنه أثناء ضربه ولكن ضربنى شخص ملتح بالحذاء على رأسى وحذرنى من الاقتراب ". وأضاف مصطفى "أثناء صعودى أعلى المبنى رأيت جنديًا يترك سلاحه ويقفز من الدور الثانى على أرض زراعية, خلف القسم ثم صعد اثنين وتصارعا على البندقية حتى أخذها بالقوى أحدهم وأطلق رصاصة على الآخر فى رأسه وتركه غارقا فى دمائه وعندما صعد باقى الإرهابيين إلى أعلى قالوا إن الشرطة قتلت صاحبهم وخرجت جنازة بأنه شهيد ". وقال شاهد عيان طلب عدم نشر اسمه : "عامر بيه كان من أطيب الضباط، يجلس معنا ويخدم الجميع ويحترمنا وأيضا كان يجلس ليشاركنا الفطار فى بعض الأوقات، ويوم الحادث قلنا له أنا وزملائى أصحاب المحلات أمن سيادتك القسم، ونحن قادرون على تأمين محلاتنا ". وقال شخص كان واقفا أمام القسم "لا يستحق عامر بيه ومصطفى بيه ما حصل لهما من قتل وسحل وضرب وختم كلامه حسبى الله ونعم الوكيل" . وقال مواطن آخر: "بعد مقتل عامر بيه . تم سحله و سحبه إلى ناهيا ووضعه على حمار والطوف به فى المدينة وترك السيدات يمثلن به ويضربن جثته ب"الشبشب " حتى تم الوصول إلى بيت أحد المتوفين فى أحداث رابعة ووضعوا الجثة أمام والد المتوفى مشيرين إلى أنهم أخذوا له حقه". وقال صاحب محل رفض ذكر اسمه" الإعلام صور كرداسة كأنها مدينة الموت من يدخلها مفقود وهذا غير حقيقى فنحن نعيش مأساه من خلال زيف الإعلام، فكرداسة مدينة صناعية بها 700 ورشة وحوالى 500 محل تجارى، فنحن نمد مصر والدول العربية بالعبايات والمصنوعات النسيجية فنمثل 10 % من الصناعات النسيجية المصرية فكيف نوافق على إغلاق مدينتنا ونتركها للبلطجية والمأجورين؟". وأضاف "هناك كثيرون من الإخوان والسلفيين بكرداسة مما هيأ الوضع للإرهابيين، وجميعًا هنا نعرف أن من جاء وفعل بالقسم هذا وأفراد الشرطة هم أهالى ناهيا الموالين لطارق الزمر ". وتابع صاحب محل آخر الحديث قائلا: " الإعلام أضر بكرداسة وأهلها فيقلون إن هناك قناصات على بوابات المدينة ومتاريس ومسلحين وممنوع دخول أحد، لإعلان كرداسة مدينة مستقلة وهذه أقاويل كاذبة فالمدينة هادئة وأهلها معروفون بالطيبة وحسن المعاملة لأننا تجار نعيش على الوافدين إلينا ". جدير بالذكر، أن هناك اتفاقًا بين أكثر من نصف ما قابلتهم "المصريون" على سلمية المدينة وارتباطهم برجال الشرطة فى قسم كرداسة، وغضبهم من الإعلام وحيث تم من تشويه صورتهم ووقف حالهم فأهالى كرداسة مهنتهم الأساسية التجارة، بينما همست أعداد محدودة ل " المصريون" "أن هناك أعضاء لجماعة الإخوان المسلمين وجهاديين من المدينة شاركوا فى اعتصامى رابعة العدوية والنهضة حيث لقى بعضهم الموت ".