رغم كل ما يتردد عن رفض وزارة الداخلية عودة الدورى العام فى موعده المحدد ..إلا ان الداخلية قررت توصيل رسالة ذات مغزى نتيجة 8 وقائع متفرقة خلال الأيام القليلة الماضية أدت لصدمة رفض تأمين المباريات هى كالتالى: أولا:اقتحمت جماهير ألتراس الأهلى مران فريقها وسبت اللاعبين والادارة بدعوى أنهم تجاهلوا حقوق الشهداء..رغم أن الدعوى القضائية ما زالت فى سيرها الطبيعى أمام محكمة جنايات بورسعيد. ثانيا:قرر مجلس الأهلى التصعيد ضد الألتراس ورفض دعوتهم لحضور الاجتماع الذى عقده مع أهالى الشهداء ..رغم أن الأهلى كان حريصا طوال الفترة الماضية على فتح باب الحوار مع "كابو " الألتراس ..وكان حريصا أيضا على اقتراح تكوين إدارة للألتراس يقودها النجم الكبير طاهر الشيخ ..لكن الاقتراح تجمد دون سبب مفهوم رغم أن الاشتراطات العشرة التى أقرتها النيابة ودعمتها وزارة الداخلية لاعادة النشاط الرياضى كانت تتضمن ضرورة انشاء إدارات رسمية داخل الأندية لإدارة الروابط والسيطرة عليها. ثالثا:تفشى الانفلات الأمنى بشكل موسع فى مدينة بورسعيد التى شهدت مجزرة الأربعاء الأسود 1 فبراير ورغم أن اللواء سامح رضوان مدير الأمن واللواء أحمد عبد الله محافظ الاقليم حاولوا احتواء الموقف إلا أنهم عجزوا عن ذلك ما أدى لتظاهرات احتجاج تطالب بإقالة كلا الرجلين ومحاكمتهما ..وهو أمر أدى لاحتقان جديد داخل أروقة وزارة الداخلية لاسيما وأن المجزرة الدامية فى فبراير أدت لاحالة مدير الامن السابق اللواء عصام سمك للمحاكمة وتحميله مسئولية المجزرة ..والمشهد يعنى أن أى صدام بين الداخليةو المواطنين يعنى مباشرة إدانة رجل الأمن ..إما بتعديه على الخارجين على القانون ..أو باتهامه بالتقصير والتورط فى تسهيل انفلات أمنى ..كما قالت حركة 6 أبريل فى بيان لها تعليقا على أحداث الانفلات الأمنى فى بورسعيد..والمعروف أن 6 أبريل لعبت دورا بارزا فى تسييس الألتراس وتحويلهم الى قوى فاعلة فى الملعب السياسى وليس الرياضى فقط. رابعا:قرر ألتراس وايت نايتس التدخل بدوره فى المعادلة المعقدة وأصدر بيانا غاضبا عن رفض الأمن حضور أكثر من 20 شخصا فقط من مسئولى الأهلى والزمالك فى المبارة المرتقبة المقرر اقامتها يوم الأحد 22 يوليو الجارى ضمن مباريات الجولة الثانية لدور المجموعات الأفريقى ..ما يعنى أن اقامة أى مباراة محلية بدون جمهور يعنى حدوث صدام لا محالة بين الأمن والجماهير. خامسا:تزامنت كل هذه التطورات مع الأزمة التى فجرها محافظ الاسكندريةاللواء أسامة الفولى أكد فيها عدم تعاون مديرية أمن الأسكندرية معه بقيادة اللواء خالد غرابةبأعادة الأنضباط الى الشارع السكندري واصفا موقفهم بأنهم يخشون على أنفسهم من المساءلة القانونية فى حالة إضطرارهم لإستخدام القوة فى تنفيذ القانون أو المجازفة بأرواحهم فى مواجهة العنف والبلطجة ..وهو متغير خطيربالنسبة لتأمين المباريات فى العاصمة الثانية بإعتبار أن هناك عدد غفير من الأندية السكندرية تمارس النشاط الرياضى بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص منها على سبيل المثال لا الحصر الاتحاد السكندرى وسموحة وحرس الحدود والاوليمبى وسبورتنج. سادسا:عدم تنفيذ الاشتراطات العشرة التى طالبت بها النيابة وأبرزها تركيب بوابات معدنية كاشفة للألغام والمفرقعات وعدم تركيب كاميرات فى الملاعب ولعل أبرزها ستادات تشهد بالفعل مباريات كبيرة مثل ستاد المقاولون العرب والسكة الحديد وستاد الفيوم الذى يستضيف مباريات نادى المقاصة ..إضافة إلى أن هناك ملاعب لم تقم بأى اشتراطات من أى نوع مثل الترسانة وطنطا ومعظم أندية الأقاليم. سابعا:كان من المضحك المبكى أن يعلن اتحاد الكرة عن تشكيل لجنة لأمن وسلامة الملاعب يتولاها حازم الغريب مدير العلاقات العامة السابق باتحاد الكرة ..الذى ترك موقعه لعلاء عبد العزيز بعد خلعه من المنتخب الأولمبى..لكن الغريب ظل بلا صلاحيات ولم يقم بأى تحرك يذكر وكأنت تعيينه كان مجرد حركة تغييرات وظيفية بدليل أنه لا أحد يعلم صلاحيات هذه اللجنة ولم تقم بأى تواصل مع أى ناد من الأندية. ثامنا:ظل الدكتور عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة مكتوف الأيدى ولا يستطيع أن يحرك ساكنا رغم أنه وفر 70 مليون جنيه لتوفير اشتراطات النيابة وكلف المحافظين بمتابعة التجهيزات فى الملاعب ..لكن التغيير الوزارى جعله ينكمش ويغل يده ..ومعه بالتبعية اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية ..وتجمد الموقف لحين تشكيل الحكومة الجديدة. وهكذا تتعقد الأمور وتنتهى المعادلة إلى تقديم برقية عزاء فى الدورى وتوجيه عتاب لكل من تسبب فى هذه التركيبة ولاأراكم الله أهل الداخلية ومعشر شباب الألتراس مكروها فى عزيز لديكم!