كانت تصريحات عزمي مجاهد عضو لجنة تسيير أعمال اتحاد الكرة المصري الماضي بإعتزام شركة أديداس العالمية الاعتذار عن رعاية مهرجان رياضي لتهويد القدس برعاية إسرائيل دليلا دامغا على أنه لا مفر من توقيع العقد مع شركة أديداس المثيرة للجدل..بعد أن طالبت اللجنة التي يترأسها أنور صالح من عمرو وهبي مدير التسويق باتحاد الكرة تجهيز مسودة التعاقد وإلقاء قنبلة اللهب في ملعب الجهة الإدارية المتمثلة في المجلس القومي للرياضة برئاسة الدكتور عماد البنانى. ورغم كل مبررات الرفض التي ساقها المجلس القومي، إلا أن الضغوط الرهيبة التي يتعرض لها بسبب عدم وجود بديل، وارتفاع المقابل المادي إلى حد غير مسبوق "17 مليون يورو" سيؤدى إلى خنوع المجلس القومي للرياضة في نهاية الطاف وعدم التزامه بقرارات وزراء الشباب العرب، التي نادت بعدم التطبيع مع أديداس ورفض التعاون معها بعد موقفها الداعم لتهويد القدس.. لاسيما وأن دولا عربية كبرى ترتدي ملابس أديداس مثل المغرب والجزائر.. وأخيرا كانت العراق التي واجهها المنتخب الوطني منذ أيام قلائل في الإمارات، وارتدت ملابس من نفس الشركة.. ما يعنى أن قرارات وزراء الشباب والرياضة العرب مجرد حبر على ورق وليست ملزمة وتعكس وهنا شديدا لواضعي سياسات الرياضة العربية. ورغم أن اللجنة الاولمبية المصرية بذلت جهدا واضحا في تأييد اتحاد الكرة ودعمت موقفه أمام الجهة الإدارية ..إلا أن هناك أيد خفية لعبت الدور الأكبر في إتمام هذه الصفقة المثيرة للجدل كان أبرزها على الإطلاق هاني أبو ريدة نائب رئيس اتحاد الكرة المستقيل وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم.. والمرشح الأوحد حتى الآن للحصول على منصب رئيس اتحاد الكرة في الانتخابات المقرر إجراؤها في غضون عدة أشهر قليلة. ولمن لا يعلم فإن هاني أبو ريدة هو أحد أبرز فلول الحزب الوطني المنحل وكان عضوا لمجلس الشعب المزور في انتخابات البرلمان التي عجلت باندلاع ثورة 25 يناير ..وشغل منصب رئيس لجنة الشباب في البرلمان المنحل ..وتم ترشحه للبرلمان عن دائرة بورسعيد.!! ولأن أبو ريدة لا يظهر إلا في الوقت الذي يحدده بعناية فائقة فقد قرر التخفي خلف رجاله في اتحاد الكرة ..وترك أعضاء اللجنة التنفيذية في اتحاد الكرة يلعبون دور البطولة في مناصرة أديداس بينما كان يخطط هو كعادته لطبخ كل كواليس التعاقد من وراء الستار ..مع رفيقه وحليفه الدائم ورجله الأول في اتحاد الكرة عمرو وهبي مدير التسويق ،الذي كان الأكثر دفاعا عن موقف اتحاد الكرة في قضية التعاقد مع أديداس وضرب أمثلة ولا أروع تحبر أي شخص على أن يعيد النظر في موقفه المناهض للتعاقد مع أديداس.. خاصة عندما تساءل عن عدم مهاجمة ناديي الأهلي والزمالك رغم "أن كلا الناديين متعاقد بدوره مع أديداس وهى حقيقة تستحق أن نتوقف أمها طويلا جدا ..إذ أن أحدا لم يتطرق لارتداء اكبر ناديين بمصر لملابس أديداس و تم اختزال الأزمة في المنتخبات الوطنية وحدها رغم أن الناديين الكبيرين غضا الطرف عن هذه الأزمة في وقت كانت فيه لأندية عربية آخري مواقف محترمة مثل الأهلي السعودي الذي لوح بفسخ التعاقد مع أديداس لأنها قامت برعاية مهرجان إسرائيلي في القدس كان وهبي وباقي أعضاء المجلس يتحدثون ويضغطون على البنانى ورفاقه في المجلس القومي للرياضة بأسانيد كان لها في الحقيقة مبررات من الصعب تجاهلها ..لكن هؤلاء جميعا كانوا أشبه بالماريونيت التي يحركها بين أصابع يديه بحنكة بالغة الدهاء الثعلب الغائب والمختفي مؤقتا هاني أبوريدة ..لعلمه الشديد أن ظهوره الآن على مسرح الأحداث قد يؤدى لإفساد الطبخة كلها وسيؤدى لغضب عارم من وسائل الإعلام ما يعنى تشكيل رأى عام لامناهض لإتمام الصفقة التي بذل جهدا كبيرا لإتمامها..وأقنع بعلاقاته المتشعبة في المجتمع الدولي الكروي كل القائمين على دائرة صنع القرار في الشركة العالمية "أديداس "بضرورة رفع المقابل المادي للتعاقد مع المنتخبات الوطنية المصرية إلى رقم خرافي قياسا إلى الظروف الحالية التي تمر بها الكرة المصرية في الأوقات الراهنة حيث يصل إجمالي العقد إلى 13 مليون يورو في 7 سنوات في وقت قرر فيه اتحاد الكرة الضغط على الدولة لتنفيذ العقد أو تعويضه عن الإلغاء ودفع المديونيات المتأخرة على عدة جهات حكومية يأتي في مقدمتها التليفزيون المصري المديون بمبلغ7.5 مليون جنيه ..وتلويح الاتحاد بإشهار إفلاسه لعدم وجود أي موارد مالية في ظل تجميد النشاط الرياضي ورفض وزارة الداخلية استئنافه إلا قبل توفير اشتراطات الأمن والسلامة لمنع تكرار مجزرة بورسعيد. هذا التكييف المحبوك كان كله من قريحة رجل المرحلة المقبلة الذي يلعب الدور الحقيقي في كل تصرفات اللجنة المؤقتة باتحاد الكرة ..ولن يفعل عمرو وهبي جديدا لأن صيغة العقد مع أديداس جاهزة للتنفيذ والإيحاء بأن القومي للرياضة سيتسلمها الاثنين المقبل مجرد أكلاشيه لإكمال معالم الطبخة ..ويبقى التساؤل : هل سينجح هاني أبوريدة في إتمام الصفقة دون أن يظهر في الصورة ؟..وهل ستركع الجهة الإدارية في نهاية المطاف لاسيما وأن مسئوليها لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا؟..أما السؤال الأبرز عن الأهلي والزمالك فإجابته معروفة وسيخرج علينا من يبرر التعامل مع أديداس بأن العقد ساري من بداية الموسم ولا يجوز فسخه الآن .!!