منذ أعلن المدرب المصري حسام البدري استقالته المفاجئة من تدريب المريخ السوداني، ولم تكف الصحافة السودانية بنقادها ومحلليها وخبرائها عن تناول الموقف وتطوراته وأسبابه ونتائجه، ورغم إختلاف الطرح دائماً إلا أنه يوجد إتفاق بين الجميع على إنتقاد موقف المدرب المصري بشكل لاذع، نتيجة للطريقة التي فضل الرحيل بها عن جدران القلعة الحمراء بالسودان. وكان الكاتب السوداني إبراهيم عبد الرحيم أحد الذين تناولوا الأزمة بزاويته "في وجه الريح" على صحيفة كفر وتر، حيث حمل بشدة على البدري، واصفاً إياه ب"ضعيف الشخصية"، و"الفقير" في تجاربه التدريبية الذي تناسى فضل المريخ عليه، بعدما أنقذ شخصيته من الإحتراق بعد تجربته مع الأهلي المصري. وبدأ المقال بحديث ساخر عن إنتظار مسئولي المريخ لاستقالة رسمية من المدرب على الرغم من كل ما فعله، حيث قال :" العديد من التصرفات أشارت بوضوح ل(اللف والدوران) الذي يتمتع به هذا المدرب، الذي إستغفل مجلس المريخ ورئيسه بتأكيداته بعدم تركه للمريخ، وهو الذي كان يبطن خلاف ما يظهر حتي ظهر(المستخبي) .. إنه لم يضع أي ذرة إحترام لمجلس المريخ ورئيسه، ولجماهير المريخ بهذه التصرفات التي أتى بها، والتي لا يأتي بها إلا من لا يثق في نفسه وإمكانياته وقدرته على المواجهة، بل لا يأتي بها مدرب يحترم التعاقدات والشرائع، ولكن من ينظر لفقر تجربة حسام البدري في عالم إحتراف التدريب لن يندهش، لأنه لم يسبق له تدريب أي فريق سواء داخل أو خارج مصر، مكتفياً بفترته مدرباً عاماً ومساعداً للبرتغالي مانويل جوزيه في تدريب الأهلي المصري." وأضاف "إن ضعف مقدرات هذا المدرب لم يقتصر على التدريب والتعامل مع اللاعبين، وإنما إمتد لطريقة تفكيره وعدم إحترامه لمؤسسة وكيان كبير مثل المريخ .. كان عليه أن يكون شجاعاً ويتخلى عن جبنه الذي إشتهر به، معلناً الأسباب الحقيقية التي دفعته لهذه التصرفات." ووجه الكاتب حديثه لمجلس إدارة المريخ، قائلا" "هل بعد كل الذي فعله البدري، والذي وصل لمرحلة عدم إحترامكم تنتظرون منه إستقالة رسمية.. هل تظنون أنه بعد كل الذي حدث في اليومين الماضيين يمكن أن يعود البدري لتدريب المريخ مرة أخرى؟.. وهل في مقدوره ردم الهوة الكبيرة بينه وجماهير المريخ والثقة التي إنعدمت فيه تماماً.. فمن لا يحترم المريخ لا مكان له فيه حتى ولو كان أفضل مدرب في العالم.. ولو كنت مكانكم لتعاملت مع الأمر بواقعية.. ولإعتبرت البدري فعلاً مستقيلاً.. وإن لم يكن مستقيلاً.. لقمت بإقالته حتي ولو كان هناك شرطاً جزائياً يصب في مصلحته." وأشار الكاتب إلى أن سماح مجلس المريخ لنفسه بالموافقة على منح البدري راتب إضافي خاص بعمله الإضافي كمدرب لياقة فيه تفسير واضح لتجاهل أمر مدرب اللياقة، ورفض البدري الاستعانة بمدرب لياقة برتغالي، وعاد الكاتب ليؤكد أن المريخ بتعاقده مع البدري أنقذه من مرحلة كادت أن تحترق فيها شخصيته بعد تركه الأهلي، ولكنه لم يحفظ ذلك، وتعامل مع المريخ بإستعلائية، والدليل طريقة تقديمه إستقالته. واختتم الكاتب مقاله قائلاً "البدري لم يحترم المريخ، ولكن مجلس المريخ لازال يحترمه بإنتظار تقديمه إستقالة رسمية، والإنتظار سيطول!!