يبدو أن كامل أبو على يسير على خطى الراحل السيد متولي رئيس المصري الاسبق في ظاهرة تغيير المدربين وعقد الصفقات المدوية للفريق لارضاء الجماهير البورسعيدية العاشقة لكرة القدم. ففي أقل من موسم قام السيد كامل أبوعلى بتغيير القيادة الفنية للفريق في خمس مناسبات بعد أن تعاقد مع الكابتن مختار مختار المدير الفني الحالي لفريق الوحدة السعودي في مستهل الموسم خلفا للكابتن محمد حلمي. وفي مفاجئة أدهشت الكثيرين قرر أبو على رحيل مختار عن الفريق بالرغم من أن الامور كانت تسير نحو موسم متميز للفريق البورسعيدي ليتولى الكابتن علاء ميهوب المدرب العام السابق للنادي الاهلى مهام الرجل الاول خلفا لمختار وما هي الا ثلاث جولات وإذا بقرار التعاقد مع السويسري الان جيجر المدير الفني السابق لفريق شبيبة القبائل الجزائري. ويبدو أن ما لفت نظر كامل أبو على لجيجر نتائجه أمام الاهلى في دوري أبطال افريقيا بدوري المجموعات النسخة الماضية عندما فاز عليه ذهابا في الجزائر 1/0وتعادلا في القاهرة بنتيجة 1/1 وهي الطريقة ذاتها التي دفعت الراحل الحاج سيد متولي في التعاقد مع عدد من المدربين نظرا لاسمائهم مثل الانجليزي الان هاريس والالماني اتوفيستر والمجري هيديكوتي والالماني تسوبيل نظرا لكونهم تولوا تدريب اندية الاهلى والزمالك وحققوا بطولة الدوري معهم. ليصبح جيجر المدير الفني الثالث لفريق المصري هذا الموسم ولمدة أقل من الشهر فقد تولى المهمة بداية من الاول من يناير. وما أن إندلعت ثورة 25 يناير في ربوع مصر وتوقف النشاط الرياضي لفترة ثلاث شهور وتعالت الاصوات المطالبة بتجميد النشاط الكروي هذا الموسم نظرا لحالة الانفلات الامنى ليحزم الان جيجر حقائبة تاركا بورسعيد رافضا العودة حسب اتفاقه مع ابوعلى ليجد كامل أبوعلى فريقه بلا مدير فني قبل عودة انطلاق الدوري بأقل من أسبوع ليسارع بالتعاقد مع طارق الصاوي المدرب العام في جهاز جيجر ليتولى مقاليد الرجل الاول في الجهاز الفني للمصري البورسعيدي الا أن هذه المهمة لم تستمر طويلا فما هي الا أربع جولات فشل الصاوي في تحقيق أي انتصار بعد أن تعادل مع طلائع الجيش والجونة والاهلى قبل أن يسقط بهزيمة قاسية أمام الاتحاد السكندري صاحب المركز الاخير بجدول المسابقة. لتتعالى أصوات الجماهير الغاضبة بسبب نتائج الفريق مطالبة بالاطاحة بطارق الصاوي ولم يتأخر كامل أبوعلى وعلى الفور وفي أقل من 24 ساعة من هزيمة المصري أمام الاتحاد يتعاقد مع الكابتن طه بصري المدير الفني الاسبق لفريق انبي لتولى المسئولية الفنية للمصري حتى نهاية الموسم. ليتقمص كامل أبو على شخصية الراحل سيد متولى الرئيس الاسبق والتاريخي للمصري المتوفي في عام 2008 فالراحل سيد متولي هو صاحب براءة الاختراع في الاستعانة بأكثر من مدرب في موسم واحد الا أنه يتفوق على كامل أبوعلي أنه كان يفضل الاجنبي في الكثير من الاحيان ففي موسم 93/94 كان موسم الأجانب في بورسعيد استقدم متولي ثلاث مدربين اجانب اولهم الفرنسي فيليب ريدون واستمر لمدة مباراة واحدة وتولي بعده البرازيلي راؤول ادوارد ولم يستمر طويلا ثم جاء متولي ببرتي بيشكي واستمر مع المصري لنهاية الموسم. لم يكن هذا كل شئ من سيد متولى رحمه الله للتدليل على عشقه لفريق المصري البورسعيدي، ففي بداية عهده مع المصري عندما تم تعيينه عضوا بمجلس ادارة المصري عام 1979 أبرم عقدا مع المجري بوشكاش لتولى تدريب النادي المصري. وعندما تولى رئاسة النادي المصري عام 1980 عقد العديد من الصفقات المدوية للفريق بالتعاقد مع جمال جودة ومجدي امام وأينو واستعان بلاعبين من أيران في واقعة نادرة في الدوري المصري وهو من تعاقد مع أسامة خليل بمبلغ خيالي في حقبة الثمانينات قدر ب120 الف دولار وهو ما قرر ابو على تكراره عندما تعاقد مع عبدالسلام نجاح وهاني سعيد وتحويل وجهتهما عن الاهلى والزمالك ومعهما محمود عبد الحكيم وأحمد مجدي. ولعلنا نتذكر الموسم الماضي عندما طالب كامل أبو على بحكام أجانب لادارة مباريات فريقه بالدوري ما كان الا استمرارا لما استحدثه سيد متولي عندما أحضر حكام أجانب للمرة الاولى في تاريخ الفريق لادارة مباريات الموسم وكان ذلك موسم 1982 تحديدا أمام النادي الاهلى. وواصل الراحل مغامراته وفعل كل ما هو جديد عندما قرر الاستعانة بمدربين مصريين من خارج بورسعيد للمرة الاولى في تاريخ النادي بالتعاقد مع الكابتن بدوي عبد الفتاح عام 1989 كأول مدير فني مصري من خارج المدينة الباسلة وأستعان في موسم 90/91 بهاني مصطفى لمدة ثلاث مباريات فقط ليطيح به للاستعانة المدرب البولندي وزراك. وأثناء فترة رئاسة الراحل سيد متولى للمصري عام 1997 حدث خلاف حاد حول مسمى ملعب المصري ودخل متولى في خلاف حاد مع المسئولين نتج عنه حل مجلس الادارة وهي الازمة التي أثيرت مؤخرا حول ملكية الاستاد للنادي وحدثت اعتراضات بالجملة لتعيد للاذهان تصدي متولى لهده المحاولة. الا أن أمام أبو على التعاقد مع مدير فني بحجم الجوهري الذي تعاقد معه الراحل موسم 91/92 وقاد بالفعل معسكر اعداد الفريق الا أن قرارا جمهوريا بعودة الجوهري لتدريب المنتخب الوطني حال دون اكتمال حلم الحاج سيد متولي الا أنه رحب فورا بعودة الكابتن الجوهري للمنتخب. وان أراد أبوعلى مزيدا من التطابق فعليه الاتجاه لاحد الدول الاوربية وامتلاك نادي بها والاستعانة بمدربيها كما كان يفعل الحاج سيد عندما قام بشراء ناد تيرانا الالباني وكثيرا ما استعان بعدد كبير من المدربين بل واللاعبين وربما كان يستخدمهم لإخماد أي تمرد في صفوف المصري فهل أبوعلى يسير في هذا الاتجاة وسنسمع قريبا عن هذه الخطوة؟