كتب - أحمد أباظة مساحه اعلانيه هل يعقل أن يفوز فريق مهما بلغت قدراته الهجومية بدون دفاع؟! بالطبع لا، فحتى لو كان هذا الفريق قادر على تسجيل 6 أهداف كل مباراة، تظل دون جدوى لو تلقى 7، هذا باختصار ما حدث لبرشلونة الليلة، سجل هدفين وكان قريب من التسجيل فى فترات أخرى، ولكن فيما يفيد الهدفان إذا تلقيت ثلاثة؟!! أين الخلل؟ إجابة هذا السؤال تكمن فى تحديد المسئول عن الخسارة، الخسارة يتحملها الدفاع، ولكن من المسئول عن الدفاع؟ لا، ليس اللاعبين فقط، فالجزء الأكبر من أى منظومة دفاعية يقع على عاتق المدرب، وهذا ما اقترفته الليلة أيدى لويس إنريكى. 1- مارك أندريه تير شتيجن برز كحارس سيئ ومهزوز خاصةً فى لقطة الهدف الثانى لباريس، للحظة ظننته يراقب راكيتيتش! وكلاوديو برافو احتفظ بنظافة شباكه على مدار 6 مباريات فى الليجا؟ سيد إنريكى .. هل هناك مبرر واحد على وجه الأرض لهذا القرار فى هذا التوقيت وفى مواجهة بتلك الصعوبة خارج الكامب نو؟! 2- دانى ألفيس، مباراة مزرية تماماً على الناحية الدفاعية، تائهة على الناحية الهجومية اللهم إلا عرضية طائشة وصلت لنيمار وأسفرت عن هدف، كل ما فعله ألفيس هو التقدم ولعب العرضيات بلا أدنى هدف .. أتحرق شوقاً لمعرفة غرضه الحقيقى منها ! 3- على الرواق الآخر جوردى ألبا الذى أخفق فى استغلال العنصر المميز له وهو السرعة فى درء مخاطر لوكاس وأحياناً باستورى حينما يتبادل الجناحان مراكزهما، وأصبحنا نشاهد مجدداً ألبا وألفيس وهما يتقدمان بلا فائدة تاركين مساحات شاسعة مستباحة لأجنحة باريس عالية السرعة حولت كل هجمة مرتدة للفريق الفرنسى إلى انفراد شبه تام بالمسكين شتيجن .. عزيزى إنريكى .. أهلاً بك مجدداً ! 4- أخيراً قلبى الدفاع ولاعب الارتكاز الدفاعى، خافيير ماسكيرانو البقعة الوحيدة المضيئة فى ثوب مكتمل السواد، لولا ماسكى ورعونة كافانى لخرج البلوجرانا بفضيحة، ماثيو أدى مباراة متوسطة، لكن سلسلة لقطات كافانى على وجه التحديد وهو يراوغه كانت طويلة بما يكفى للتغطية على أى لمحة متميزة قدمها، وأخيراً بوسكيتس الذى نسى كيف يوقف هجمة مرتدة. 5- إن كان الهجوم قد بدا مشلولاً بعض الشئ اليوم، فهذا يعود لقوة وتماسك دفاع باريس سان جيرمان وليس لافتقاد الحلول، إنه الشئ الوحيد الذى لم يخطئ به إنريكى اليوم لأنه لا مجال للخطأ به أصلاً. فلاش باك: 2012، عندما بدأت أزمة دفاع برشلونة تطفو على السطح، ثم التردى الذى حل به فى 2013، قبل أن تتحول الأزمة لكارثة كلية فى 2014، حل هوس قلب الدفاع بالفريق، وتم شراء ماثيو وفيرمايلين (شفاه الله وعافاه ووقاه شر الإصابة حتى نهاية الأسبوع !)، إلا أن الإدارة التى انتظرت 3 أعوام لحل تلك الأزمة، لم تلتفت إلى ثغرة أخرى تكشفت الموسم الماضى وهى الظهير الأيمن، دانى ألفيس هبط بدنياً ودفاعياً وبات من لاعباً من معدومى المستوى الثابت، بحيث باتت خطورة ألفيس على البارسا تكمن فى استحالة توقع متوسط لأداءه لا يقل عنه مهما ساءت الأوضاع، فهو قد يؤدى مباراة كأحسن ظهير أيمن فى العالم، وقد يلعب مباراة كتلك التى لعبها الليلة. برأيكم، كم عام سيتطلب الأمر حتى تلحظ الإدارة أن هناك ثغرة فى الظهير الأيمن، وكم عام سيتطلب الأمر حتى تلحظ ذات الإدارة أن ما قامت به فى قلب الدفاع لا يعدو كونه مجرد مسكنات، بربكم، ماذا تحتاجون أكثر من أن يسجل فى مرماكم لاعب طوله 165 سم بالرأس ! أعزائى مشجعى برشلونة .. أغمضوا عينيكم لدقيقتين وتخيلوا معى ما كان ليحدث لو لعب زلاتان إبراهيموفيتش الليلة ! بعد هذا الكم من الاستهجان، هناك على الطرف الآخر من المعركة من يستحق كل التحية، باريس سان جيرمان بالكامل. 1- لوران بلان المدير الفنى لفريق العاصمة الفرنسية نجح فى ضرب كل ثغرة متاحة بالدفاع الكاتالونى، وحقق غرضه الكامل من المباراة دون أى مخاطرة بأسلوب دفاعى بحت ومتقن، فهجوم كالذى يمتلكه برشلونة يكاد يستحيل إيقافه. 2- ديفيد لويز قدم مباراة رائعة، خط الوسط نجح فى تشكيل خط دفاع ثانى، خافيير باستورى لعب واحدة من أفضل مباريات حياته وكان أن يكلل كل تلك الجهود بالتسجيل، لقد استغل طرفى باريس لوكاس وباستورى أمتار النجيلة الشاسعة التى تركها ظهيرى البارسا خير استغلال. 3- نقطة وحيدة سوداء فى رداء باريس الليلة وهى إدينسون كافانى، لو وضع نصف تركيزه فى التسجيل عوضاً عن مراوغة ماثيو بسبب وبدون بسبب ربما لسجل هاتريك الليلة.