استمعت أكثر من مرة لصوت مطربة تتواري خلف خجلها ورغم امكانياتها المتميز وجودة الصوت الناضج انها مازالت بعيدة شعوراً منها ان المناخ في حالة سوء ما بعده سوء أحدثكم عن نيللي ليست الممثلة ولكنها والدة المطربة كارمن سليمان التي انتشرت ورغم ذلك لم تحصل علي القوة الاعلامية المناسبة لنجاحها المؤقت الذي لم يتفاعل معه الغالبية نيللي التي إن غنت ستجد من يلتف حولها نظراً لرخامة الصوت والاجدر انه صوت يمتلك الشخصية والوضوع في النبرات والاداء. الطرب الان ليس طرباً ولكنه آخر غناء تايواني أحياناً وصيني أحياناً أخري ليس له علاقة بالحسن رفيع المستوي لكنه غناء مرتبط بلدغة العقارب والثعابين التي تجعل هؤلاء يتنططون شمالاً ويميناً. نيللي ليست من هؤلاء الا أبالغ إذا قلت ان صوتها أفضل من أصوات شهيرة جداً.. وان امكانياتها تفوقهم كثيراً. وهذا يعني أن أجهزة الاعلام لها دور كبير في نجاح الاصوات وتقريبهم للجماهير التي تتعامل مع الغناء بما تقدمه لهم الشاشات والاذاعات باستمرار. تكثيف الشاشات يعني وجود هؤلاء المغنين علي خريطة الغناء.. وللاسف فإن الموجودين الآن هم انصاف المغنين الذين يمتلكون حنجرة هشة مشفرة بكلمات خائبة.. ولحن "عجين الفلاحة" وصوت مثل نقيق الضفادع.. هذا هو الحال. لذلك فإننا نحاول ان نستنشق موسيقي ناعمة ذات رائحة رومانسية افتقدناها.. نبحث عنها وسط هذا الغش بما تعقل فينا تلك القنوات التي تفرض علينا اشكالاً ليست بريئة ونوعاً رديئا من الغناء العبثي. نحتاج لخريطة جديدة ودماء أكثر نقاءاً هادفاً معنياً بأمر مجتمعاتنا التي تعيش قلقاً وتوتراً علي كافة الاصعدة. وبما اننا عطاشي للفنون التي تفرز فينا القيمة ليست المضافة ولكن القيمة الفنية الرائعة التي تجعلنا نردد خلف هؤلاء الجدد بما فيهم نيللي جملاً نحبها ونعشقها وعهد لنا وجوداً فنياً جديداً.