حوار الكابتن حسن حمدي الرئيس التاريخي للنادي الأهلي مع أحمد شوبير. حوار كاشف ومهم لمن يريد أن يعي ويفهم ويتعلم. حسن حمدي بغض النظر عن أي شبهات قضائية أثيرت ضده. هو رمز من رموز الإدارة الناجحة للمنظومات الرياضية. ولأن لغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمل فإن فترة حسن حمدي في القلعة الحمراء هي أخصب الفترات التي مرت علي النادي من حيث كم الإنجازات والبطولات التي حققها فريق الكرة. كلها لم تأتي من فراغ.. بالتأكيد كانت نتاج إدارة واعية رشيدة. تعرف قدر الصرح التي تديره ولا تتعامل معه بمنطق العزبة والشللية.. إدارة حسن حمدي بشهادة أعدي اعدائه كانت ناجحة وقائمة علي الشوري. لا وجود للقرارات الفردية. ولا مكان للديكتاتورية. المهام موزعة بدقة والأدوار معروفة للجميع. حتي في حالات الخلافات بين بعض عناصر المنظومة -نتيجة إختلاف طبيعي في وجهات النظر- كانت تلك الخلافات لا تخرج من وراء الأبواب المغلقة.. الكل ملتزم أخلاقيا بحماية سرية القرارات الإدارية. وإن وجد داخل المنظومة في أي وقت من الأوقات شخص ليس علي مستوي المنظومة القيمية للأهلي. كانت إدارة حسن حمدي تلفظه سريعا.. لا مكان داخل أهلي حسن حمدي إلا لمن يتشرب مبادئ الأهلي. بطولات الأهلي العظيمة كانت كلمة السر فيها هي مبادئ الأهلي التي ترسخت علي مر التاريخ عبر مجالس الإدارة المتعاقبة ولعل أبرزها بالطبع مجلس الأسطورة صالح سليم الذي عظم من دور مبادئ القلعة الحمراء علي حساب أي شئ حتي لو كان البديل هو خسارة بطولة مهمة أو لاعب نجم. ولعل أزمة جيل الأهلي 1985 خير شاهد علي هذه السياسة التي أصلت لقيمة الفانلة الحمراء ومبدأ الأهلي فوق الجميع.. وكان بطل هذه الواقعة الملهمة هو حسن حمدي نفسه أيضا. لكن من موقع المشرف العام علي الكرة وليس رئيس النادي. حيث أصر حينها علي لعب مباريات كأس مصر بالناشئين عقابا جماعيا للفريق الأول الذي حاول لي عنق الإدارة حينها. لكن حمدي القائم بأعمال مدير الكرة إستغل سلطاته المخولة له بحكم منصبه وأصر علي إيقاف اللاعبين المتمردين واللعب بالناشئين. وإنتصر حمدي بدعم من صالح سليم رئيس النادي وقتها لمبادئ الاهلي الراسخة مثلما إنتصرت مغامرته أيضا وفاز الفريق الناشئ حينها علي الزمالك والترسانة والأسماعيلي وتوج بالكأس الأغلي في تاريخ الأهلي لأنها كأس ممهورة بختم الإنتصار للأخلاق. حتي في حواره مع شوبير لم يتوقف حسن حمدي عن إعطاء درسا في مبادئ الأهلي عندما رفض أن ينجر إلي مهاجمة المختلفين معه وعلي رأسهم محمود طاهر رئيس النادي الحالي. وإن أراد حمدي أن يستغل الفرصة ويستل سكينه ليشارك في حملة تقطيعه المجانية. فما أسهل ذلك. لكن حمدي أبي إلا أن ينتصر لمبادئ القلعة الحمراء للنهاية. ورفض التعليق علي أدائه. مثلما كان يريد شوبير الذي كان يتوقع بالتأكيد كثير من الشطة والفلفل في رد الكابتن حسن حمدي علي سؤاله عن مجلس طاهر. عندما يتحدث حسن حمدي. فعلي الجميع السكوت والإنصات. لعل البعيد يفهم؟؟ وعجبي