لا أعرف حقيقة الخلافات التي نشبت بين أسامة نبيه مدرب المنتخب الوطني وبين كابتن الأهلي حسام غالي التي أدت إلي استبعاد مبدئي للكابيتانو من تشكيلة الفراعنة.. وفي مثل هذه المواقف نادرا ما تعرف كل التفاصيل الحقيقية للأزمة. لكن التصريح الخطير الذي استوقفني وأصابني بالفزع - وإن كنت لا أعرف مدي صحته - وهو أن غالي هدد بسحب لاعبي الأحمر من المنتخب علي إثر هذا الخلاف.. وهو كلام - إن صح - لو تعلمون عظيم. كنت كتبت في هذا المكان عن حسام غالي بعد خناقته الشهيرة في مباراة الإنتاج الحربي في الأسبوع ال12 وهي الخناقة التي لم يكن له فيها ناقة ولا جمل بل إنه كان يجلس علي الدكة عندما حدثت المشادة بين عماد متعب وأحد إداريي الأنتاج وتصاعدت الأمور وتصورت كغيري ان الكابيتانو سوف ينزل إلي أرض الملعب لتهدئة الأجواء.. لكنني فوجئت بغالي يدخل بمنطق ( إهبط ياااد لأشقك ) ورأي الجمهور كابتن نادي القرن ينزل وسط الخناقة (بالبونيات والشلاليت ) لا نعرف موجهة لمن تحديدا.. ذكرني بشخصية الفتوة الشهيرة في روايات الحرافيش لنجيب محفوظ الذي يشهر نبوته الغليظ في وجه أي معتدي علي الحارة التي يحكمها.. وليس في قاموسه حل الأزمات بالود والتراضي. وقلت حينها أنني من أشد المعجبين بحسام غالي لاعبا لكنني آخذ عليه عصبيته الزائدة في حل الأمور التي يتطلبها دوره ككابتن للفريق.. وقلت أن غالي يتعامل كما لو كان حامي حمي الديار الأهلاوية وليس كابتن فريق الكرة الأول بالنادي الأعظم في أفريقيا.. ما يجعل ردور أفعاله أكبر مما يحتمل الفعل نفسه. وفي إعتقادي ان هذا ما حدث فعليا في معسكر مباراة نيجيريا مع أسامة نبيه حيث تعامل غالي مع كل لفظ أو كلمة تخرج من فم نبيه نجم الزمالك السابق تجاه أي لاعب من لاعبي الأهلي في المعسكر وكأنها تعدي صارخ منه علي الكيان الأحمر تحيزا لناديه القديم.. دون ان يدرك غالي أن معسكر المنتخب الوطني - أي منتخب وطني - لابد أن تذوب فيه كل ألوان الفانلات لتظهر روح الوطن في لون واحد لكل اللاعبين.. وكان الأولي بغالي أن يقف أمام أي ظلم أو إساءة من مدرب المنتخب تجاه أي لاعب في المعسكر دون النظر لكونه يقع تحت عصمة الكابيتانو في الأهلي أو لا. لابد للكابتن الذي نقدر حبه الجارف لفانلة ناديه أن يقلل من حساسيته المفرطة والتحكم في الإنفعالات حتي لايصل الأمر إلي التهديد بسحب لاعبي الأهلي من معسكر المنتخب إذا لم يتم إتخاذ إجراء مع اسامة نبيه الذي يضطهد لاعبي الأهلي علي حد قوله وكأننا إزاء دورة رمضانية وليس معسكر أعرق منتخب في أفريقيا ومقبل علي تصفيات كأس العالم وقبلها كأسس الامم. أيها الكابيتانو العظيم رفقا بجهازك العصبي