علي الرغم من الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر وتظهر أثارها في كل مناحي الحياة .. بشكل دعا حتي رئيس الدولة إلي حث المواطنين علي التبرع بجنيه لتخرج الدولة من عنق الزجاجة الضيق خاصة مع أزمة الدولار الرهيبة التي تكاد تعصف بأي أمل في إصلاح المستقبل . لكن علي ما يبدو أن مجلسي إدارة الأهلي والزمالك يعيشون في السويد ولا يشاهدون نشرات الاخبار ولا برامج التوك شو اليومية وتعاقدوا علي الفور مع أصحاب البرنيطة وأكلي الدولارات علي الريق .. مديرين فنيين أجانب علي الرغم من إثبات المدرب الوطني كفائته سواء كان عبد العزيز عبد الشافي في الأهلي أو محمد صلاح في الزمالك .. فكلاهما بحساب الأرقام يحققان نتائج لا بأس بها حتي مع التعادليين الأخيرين للمارد الأحمر . الأهلي تعاقد مع الهولندي المخضرم مارتن يول الذي يتقاضي ? وفقا لمصدر في الأهلي ? مبلغ 170 الف دولار شهريا هو وطاقمه .. بالطبع مبلغ ضخم لا يقارن بالملاليم التي يتقاضاها إبن النادي البار الوفي الكابتن زيزو علاوة علي أنها بالجنيه المصري وليس بالدولار . أما الزمالك فقد تعاقد مع الإسكتلندي أليكسندر ماكليتش بما يزيد عن 50 ألف يورو .. وطبعا أغلب الظن أن المدير الفني الأجنبي الجديد للقلعة البيضاء لن يحصل إلا علي راتب أول شهر بالإضافة إلي راتب شهرين علي الأقل شرط جزائي بعد أن يطرده رئيس النادي عند أول تعادل أو تشكيل لم يعجب سيادته .. وأهو كلها دولارات في الهوا . وعلي رأي حبيبنا المرحوم محمود بكر .. واحد يقولي ( هو يعني المدربين الأجانب للأهلي والزمالك هما اللي هيزودوا الأزمة الإقتصادية ) .. هنا أحيل قائل هذه العبارة إلي خطاب رئيس الجمهورية يوم الأربعاء المنقضي والذي أكد أن كل جنيه يخرج من جيب مواطن بسيط سيساهم في حل الأزمة . وبالرغم مما يقال أن رجال الأعمال سوف يتحملون جزء كبيرا من الرواتب خاصة راتب يول الخرافي حيث يخرج من خزينة الأهلي 50 ألف دولار فقط والباقي المقدر بحوالي 120 ألف دولار يدفعها طاهر ورجال الاعمال المحبين للنادي الأحمر .. إلا أن ذلك في رأيي المتواضع خيار أسوأ لأنه من باب أولي لهؤلاء ان يقومون بمسئوليتهم الإجتماعية المتمثلة في المساهمة في حل مشكلات فقراء الوطن بدلاً من المنظرة الفارغة بدفع راتب المدير الفني الأجنبي لنادي قمة طمعا في أن يردد أسمه الجماهير العريضة للنادي بإمتنان . كنت أتمني الصبر علي المدرب الوطني الكفء في الحالتين وعدم الإنجرار وراء وهج المدرب الأجنبي علي الأقل هذا الموسم فقط تماشيا مع حالة التقشف التي تعم البلاد حتي من باب المشاركة المجتمعية مع الناس الذين يعيشون علي حب ناديهم سواء أهلي أو زمالك ويعتبرونه أنتصاراته هي الملاذ الآمن لهم من وحش الهموم الذي ينهش فيهم تحت وطأة الأزمة الإقتصادية .