أعلن النادي الأهلي عن اقترابه من التعاقد مع المدرب الهولندي مارتن يول مدرب فريق توتنهام السابق ، فيما أكد الزمالك أنه على أعتاب التعاقد مع المدرب الاسكتلندي ألكس ماكليش مدرب أستون فيلا السابق. ويسأل الكثيرين من جماهير الأهلي والزمالك عن الثنائي يول وماكليش ، وهل هما مدربين جيدين أم لا ، وهو سيحققان نجاحات مع الأهلي والزمالك أم لا. في البداية أود أن أؤكد أن كلا المدربين من الناحية الفنية مميزان جدا ، ويكفي أن كلاهما قام بالتدريب في الدوري الانجليزي الممتاز أقوى بطولة في العالم ، فماكليش سبق له تدريب أندية أستون فيلا وبرمنجهام ونوتنجهام ، كما درب أندية كبيرة في اسكتلندا مثل رينجرز وهيبرنينان ، أما يول فتولى تدريب فريق توتنهام هوتسبير القوي وفريق فولهام ، كما درب هامبورج في ألمانيا ، ودرب أياكس أمستردام ورودا في هولندا. كلا المدربين أيضا يمتلكان سجلا حافلا من النجاحات وحصدوا بعض البطولات ، فماكليش توج بالدوري والكأس في اسكتلندا مع رينجرز ، ويول توج بكأس هولندا مرتين مع أياكس ومع رودا. اذن فمن الناحية الفنية لا خلاف على كلا المدربين وأنهما جيدين جدا ، ويعتبرا من أفضل المدربين الذين جاءوا للتدريب في مصر على مدار التاريخ ويكفي انها دربا في الدوري الانجليزي الممتاز. ولكن مع اعترافي بقدراتهما الفنية يتبقى نقطتين سلبيتين هامتين جدا في التعاقد مع ماكليش ويول لتدريب الزمالك والأهلي. النقطة الأولى هي أن كلا المدربين لم يسبق لهما التدريب في مصر ، ولا في المنطقة العربية بالكامل ، ولا في قارة أفريقيا ، بل وحتى لم يخرجا خارج قارة أوروبا في أي تجربة من قبل ، فماكليش درب في 3 دول فقط هي انجلترا واسكتلندا وبلجيكا ، ويول درب في 3 دول فقط هي هولنداوانجلتراوألمانيا. وبالطبع فإن كرة القدم في مصر والوطن العربي وقارة أفريقيا تختلف تماما عنها في قارة أوروبا في كافة الجوانب والأمور ، من تنظيم إلى ملاعب إلى تحكيم إلى ادارة إلى مستوى لاعبين أنفسهم وقدرتهم على التأقلم مع فكر المدرب وتدريباته الفنية والبدنية ، وقد يواجه أي من المدربين أو كلاهما مشكلة في التأقلم مع طبيعة اللاعب المصري ، وكم من مدربين كانوا مميزين جدا في أوروبا ولهم اسماء كبيرة وجاءوا إلى مصر وفشلوا مثل الهولندي بونفرير والفرنسي هنري ميشيل. أما المشكلة الكبرى الثانية فهي التكلفة المادية الكبيرة لاستقدام كلا المدربين خاصة في ظل ارتفاع سعر الدولار في مصر وقلة وجوده ، فمارتن يول سيتقاضى شهريا 200 ألف دولار خالصة الضرائب أي ما يزيد عن 2 مليون جنيه مصري ، أما ماكليش فسيتقاضى 75 ألف دولار شهريا أي ما يقارب مليون جنيه مصري شهريا، وبالطبع فإنه لا يوجد أي مدرب في العالم يضمن النجاح ويضمن التتويج ببطولات مهما كان اسمه ، ولذلك فان التكلفة المادية كبيرة جدا خاصة في ظل تواضع مستوى الدوري المصري وقلة الجوائز المادية له ، وقلة الجوائز المادية لبطولات أفريقيا ، ولن أتحدث عن مخاطر فشل أي منهما وفسخ التعاقد معه ودفع شرطا جزائيا كبيرا جدا مثلما حدث مع جاريدو في الأهلي وباكيتا في الزمالك. في رأيي أن تواجد اثنين مدربين جدد على الكرة العربية والأفريقية وقدومهما في منتصف موسم هو أمر صعب وبه مخاطرة لأن كلاهما سيحتاج وقتا طويلا للتعرف على الفريق واللاعبين وقد لا تصبر عليهما الجماهير ، علما بأن فيريرا في الموسم الماضي نجح مع الزمالك لأن الدوري توقف 50 يوما بعد قدومه بسبب حادث الدفاع الجوي وهو ما أتاح له فرصة النجاح. رأيي الشخصي أنه كان من الأفضل للأهلي والزمالك التعاقد مع مدرب أجنبي له دراية وخبرة في الكرة المصرية وبراتب أقل كثيرا مما سيحصل عليه يول وماكليش ، والأمثلة كثيرة مثل البرتغالي مانويل جوزيه أو مواطنه جوسفالدو فيريرا أو البرازيلي جورفان فييرا وجميعهم كان سيمتلك فرصا للنجاح مع الأهلي أو الزمالك أكبر من يول وماكليش خاصة وأننا في منتصف موسم ، ولكن رئيسا ناديي الأهلي والزمالك دخلا في مكابرة وعند مع جماهير الناديين ورفضا عودة جوزيه أو فيريرا أو فييرا حتى لو كانوا سيتكلفوا مبالغ مادية أكثر كثيرا. وبخلاف الأجانب الثلاثة هناك مدربين مصريين كبار ومميزين كان من الممكن أن يتعاقد معهم الأهلي والزمالك براتب أقل كثيرا قد يصل إلى 10 % من راتب يول وماكليش ، ومنهم حسن شحاتة وطارق يحيي وحسام حسن وطلعت يوسف وطارق العشري ، وبالطبع كان بامكان الأهلي أو الزمالك توفير باقي رواتب المدربين الاجانب للتعاقد مع لاعبين مميزين لدعم الفريق سواء مصريين أو أفارقة كانوا سيكونوا اكثر افادة واضافة للفريق من المدرب باهظ الثمن.