أصابتني العلاقات التي تسود الوسط الرياضي بالقرف والاشمئزاز للدرجة التي جعلتني أتقيأ من فرط لوعتي وهلعي وما تابعته من تلاسن وتراشق بالشتائم والسباب وتبادل الألفاظ الجارحة التي تمس الشرف والعفاف والأعراض وتناول الأمهات والآباء حتي بت أخجل من الجهر بانتمائي لهذا الوسط الذي غشيته الاوبئة الهابطة وتفشت فيه الفيروسات اللاأخلاقية التي تمزقت بفعلها الأواصر وتفتتت العلاقات وتدنت التعاملات وتبادل الجميع البهتان وافتقد الشباب الرياضي القدوة الصالحة التي يمكن أن يتأسوا بها ويقتفوا أثرها.. وفي ظل هذا الزخم الوضيع وهذا التواضع الشنيع لم أجد أفضل من الهروب من هذا الاختناق والتنفس ببعض النسائم العالمية المنعشة التي قد تعيد التوازن إلي خلايا النفيسه الممزقة وساقتني أقداري لمتابعة مباراة في الدوري الإسباني جرت مساء الأحد الماضي بين برشلونة وسلتافيجو باستاد الكامب نو ولعلي اعترف أن ما رأيته في المباراة انتشلني مما حاق بي وأنقذني مما أعانيه بل وبهرني.. لم يكن سيلتافيجو بالفريق الضعيف أو الذي يشكل لقمة سائغة لأصحاب الأرض بل كان نداً قوياً في بعض فترات اللقاء وإنتزع تعادلاً مستحقاً قبل أن ينجرف مع الطوفان الهادر وينسحق تحت وطأة الاعصار الغادر الذي شكله الثلاثي الخارق القاتل الذي قاده الداهية ليونيل ميسي والقناص سواريز والمنطلق نيمار ومن خلفهم الثنائي أنيستا وبوسكيت.. ولا أود أن اغض الطرف عن بقية عناصر فريق برشلونة لأنهم جميعاً أسهموا في تحقيق الفوز الغزير الذي توقف عند حد السداسية.. لكنني أردت فقط أن أخص الثلاثي الاعجازي.. ميسي الذي لا أتزيد لو اعتبرته أفضل من لمس الكرة بقدميه علي وجه البسيطة وتفوق علي كل منافسيه من كافة الأعمار والفترات أمثال قرينه الأرجنتني مارادونا وجاره البرازيلي بيليه من وابن عمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.. وهذا البرغوث كما يحلو لعشاقه أن يلقبوه يقدم وجبات فنية دسمه وشهية وممتعة في كل لمسة وفي كل حركة.. يسحر الألباب ويخطف الأبصار ويلفت الأنظار.. وليست الكرة التي مررها من ضربة جزاء تصدي هو لها ولم يسددها وجاء من خلفه سوايرز ليكملها داخل المرمي هي الوحيدة التي ابهرتني لانني سبق وأن تابعتها في الملاعب المصرية بين المرحومين صالح سليم ومحمود الجوهري وأنما بدا ميسي كأستاذ جامعي يحنو علي تلاميذه ويمدهم بفيض هادر من التعاون والتفاهم.. أما سواريز فهو يستحق لقب القناص الذي يصنع من أشباه الفرص أهدافاً جميلة ملعوبة وجاء نيمار ليكمل أضلاع مثلث الرعب والذي أبدع بادائه الرشيق ومراوغته المجدية وتحركاته السريعة ومهارته الفائقة.. وأتوقع أن يحتل نيمار خلافة ميسي بوصفه الأصغر والأقدر علي مواصلة المشوار بما يتمتع به من للكميات بدنية وجسديه.. وقبل أن اختم كلامي معكم أيها الأعزاء أتمني أن يخرجوا انفسكم من مستنقع الانحطاط والوضاعه التي تصدر من بعض القيادات والعناصر الرياضية وتهربوا مثلي إلي الدوريات الأوروبية التي تزخر بالجماليات والفنيات بل والأخلاقيات التي يندر وجودها في المحليات.