يوما بعد الآخر تتعقد أزمة مجلس إدارة النادي الأهلي وصار هذا المجلس علي صفيح ساخن بسبب كثرة الأزمات بداخله وهو أمرا غريبا علي النادي الأهلي الذي اعتاد ألا تتخطي أزماته حدود غرفة مجلس الإدارة وتشهد الفترة الأخيرة خلافات حادة بين أعضاء المجلس وصلت إلي حد توجيه السباب في غرفة مجلس الإدارة وتمسك كل طرف برؤيته وعدم إظهار أي مرونة مع الطرف الأخر وهو ما جعل محمود طاهر رئيس النادي يقدم استقالته شفويا ويغادر النادي ومصر كلها في رحلة عمل خاص في الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم لندن. واتخذ المجلس في عدم وجوده بعض القرارات كان أبرزها التعديلات علي المنظومة الإعلامية وتشكيل قطاع الكرة المقدم من عبد العزيز عبد الشافي مدير القطاع الجديد وغيرها من القرارات. وكما ذكرنا في العدد السابق أن طاهر وصل لقرار الإستقالة الشفوية علي سبيل التهديد بعد أن نما إلي علمه وجود مخطط لتهميش دوره في المجلس يقوده د.أحمد سعيد نائبه وبعض الأعضاء المعارضين له والذين يروا أنه كان السبب في الإنتقادات الكثيرة التي وجهت للمجلس في الموسم الماضي بسبب الفشل في ملف كرة القدم الذي كان طاهر مفوضا بالإشراف عليه. وعلم طاهر أن هناك من يقف وراء هذا المخطط من خارج المجلس وتحديدا العامري فاروق وزير الرياضة السابق والذي عقد أكثر من جلسة مع سعيد بعد نشر تقرير علاء عبد الصادق الصادم الذي كشف فيه اسباب الفشل الكروي للأهلي الموسم الماضي بعد اقالته. ومن الملفات الجديدة التي شكلت خلافا ضخما داخل المجلس الحالي كان شعور معارضة محمود طاهر بأن النادي صار يدار من خارج أسواره وأن مركز اتخاذ القرارات للأهلي صار في نادي ¢هيليوبوليس ¢ وهو المكان الذي يتجمع فيه المسئولون السابقون سواء سياسيا أو رياضيا ورجال الأعمال وتتم فيه الجلسات بعيدا عن أعين الإعلام. وعلم أعضاء المجلس أن توصيات رئيس النادي في غرفة اجتماعات المجلس ما هي إلا قرارات تم اتخاذها في جلساته مع أصدقائه في هيليوبوليس ومن بينهم سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق والمستشار عبد المجيد محمود النائب العام الأسبق وغيرهما من الشخصيات المحبة للأهلي. وانفجرت هذه الأزمة مؤخرا مع تعيين كل من سمير عدلي مديرا للعلاقات العامة بالنادي ووليد مهدي منسقا لحقوق الرعاية بقطاع الكرة وهما المعروفين بأنهما من رجال سمير زاهر في فترة وجوده في اتحاد الكرة. وهو من طلب من طاهر تعيينهما في الأهلي بعد أن تمت اقالتهما من اتحاد الكرة في الفترة الأخيرة علي خلفية أزمة مباراة السنغال الودية التي تم الغائها. ولا يختلف أحد علي خبرات عدلي وقدرات مهدي لكن هذا القرار الذي وافق عليه المجلس بدأ يثير القلق داخل المجلس ويعزز فكرة التدخلات الخارجية لبعض الشخصيات وهو ما يضع المجلس في حرج أمام الرأي العام وأعضاء الجمعية العمومية للنادي. ثم كان القرار بإعلان الحرب علي أحمد شوبير كابتن الأهلي السابق والإعلامي الرياضي الشهير وهي خطوة أيضا غريبة علي النادي الأهلي فمهما بلغت الخلافات مع الإعلام في المجالس السابقة لم يصدر قرار بمقاطعة برنامج أو إعلامي لكن الأهلي فعل بدفع من حزب محمود طاهر رئيس النادي داخل المجلس فكان قرار مقاطعة شوبير ومنع أي مسئول أو لاعب في النادي بالظهور في برامجه. ثم قرار تصعيدي بمقاضاته بملف من تسجيلات برنامجه يؤكد - حسب وجهة نظرهم - بأنه يسعي لهدم استقرار النادي. ثم مؤخرا كانت التحركات لدي الشركة الراعية وصاحبة حق بث مباريات الفريق في الدوري ¢ بريزنتيشن ¢ لمنع ظهور شوبير في الأستديو التحليلي الذي يقدم مباريات الأهلي في الدوري والهدف المرسوم لطاهر وحزبه في المجلس أن بالسير علي خطي رئيس الزمالك الحالي عندما قام بمنع شوبير من الظهور التلفزيوني بحكم محكمة. لكن الحزب الثاني بقيادة أحمد سعيد رأي أن هذه التدخلات مرفوضة واشتموا رائحة حرب انتخابات الجبلاية القادمة في هذه التصرفات فسمير زاهر يرغب في التخلص من شوبير وقوته الإعلامية ودخول الأهلي حرب معه مستخدما جماهيره قد تكسر شوبير وتجعله يبتعد عن معركة الجبلاية التي من المنتظر أن يخوضها في قائمة هاني أبو ريده عضو المكتب التنفيذي في الإتحادين الأفريقي والدولي. أيضا كان الظهور الأخير لسمير زاهر علي قناة الأهلي للحديث عن الأهلي ومشاكل مجلس الإدارة وضرورة عودة محمود طاهر لمكانه كرئيس للنادي بطلب شخصي من زاهر وهو أمر غريب أيضا وكذلك تحركاته لعقد جلسة صلح مع الطرف الأخر واقترح أن تتم أيضا في هيليوبوليس.