أشعرتني القرارات الطائشة التائهة الضائعة التي أصدرها مجلس إدارة اتحاد الكرة في الفترة الأخيرة أن وراءها شخصية "راسبوتينية" تفضل ألا تظهر للرأي العام وتكتفي بإصدار تعليماتها من وراء أستار داكنة. فيهرع مجلس الجبلاية "الموقر" لتنفيذها وإخراجها إلي النور.. ولن يحتاج أحد لبذل أي جهد أو إعمال أي فكر للكشف عن هوية الشخصية الخفية.. فجميعنا نعلم أن الكابتن أبوريدة هو الحاكم بأمره في هذه المنطقة الهائجة المائجة التي تحتاج للإزالة الكاملة من علي الخريطة المساحية للرياضة المصرية.. ولطالما تدخل أبوريدة بتعليماته التحتية ليبادر رجالات الجبلاية بتحويلها إلي قرارات.. غير أن الفترة الأخيرة شهدت تدخلات عديدة في أمور متشعبة.. ولعل أعضاء المجلس أنفسهم لم يتمكنوا من تفهم تلك التعليمات. فخرجت القرارات مسلوقة ومبتورة.. وإذا كان أهل الجبلاية أنفسهم غير متفهمين أو هاضمين لتلك التعليمات.. فإننا بدورنا غير مقتنعين بهذه القرارات.. مثلاً مازلنا نفكر في قرار إشراف أبوريدة علي المنتخب الأول خلفاً لحسن فريد.. وإذا كان نائب رئيس الجبلاية قد فشل في المهمة فشلاً ذريعاً فإن أحد الأعضاء حتي لو كان أبوريدة. لن يحقق نجاحاً.. وحتي لو كان أبوريدة لديه عصا موسي. ونحن نعترف بقدراته الخارقة وإمكاناته الرائعة فكيف رضي أعضاء المجلس الموقر بأن يبتعدوا عن الساحة ويتركوها وهم يعلمون أن الأضواء ستنحسر عنهم. وسيتم تسليطها علي أبوريدة وحده؟!.. ثم جاءت القرارات الغريبة تتري من بينها استقالة إيهاب لهيطة من العضوية وقبوله بالتحول من العمل التطوعي إلي الوظيفة مدفوعة الأجر مع إضافة ثلاثة معاونين للأعمال الإدارية المختلفة بمرتبات قد تزيد علي عشرة أضعاف ما كان يحصل عليه د.علاء عبدالعزيز المقال. والنخبة التي أقيلت معه سمير عدلي وأنور صالح ووليد مهدي وطنطاوي.. وغيرهم؟!.. وكان أجدر وأفضل أن يقيلوا ثروت سويلم المدير التنفيذي الذي اكتفوا بتوجيه اللوم له مع تعيين مساعد لإعانته علي مهامه التي لا يقوم بها ليكتفي فقط بأن يظل كواجهة. ويحصل علي مقابل وقوفه في الفترينة علي عشرات الآلاف.. وللحقيقة فإن الكابتن أبوريدة مع احترامنا الشديد له وإقرارنا الأشد بقدراته الخارقة في السيطرة علي هذه النوعية من الرجال. أرهقنا لمعرفة الدوافع الحقيقية وراء قرارات الجبلاية الطائشة.. ولم نعد قادرين علي معرفة الخلفيات التي تصدر بسببها هذه القرارات.. ومن ثم وطالما أنه قادر علي إنفاذ ما يريده. وبلاغ ما يسعي إليه من خلال هؤلاء الشخوص. فنحن نطالبه ونناشده بأن يأمر هذه الزمرة المستسلمة بتقديم استقالتها والغروب عن سمائنا لأنهم لا يصلحون لإدارة دفة اللعبة الشعبية الأولي في العالم. بل لعلهم غير قادرين علي إدارة حضانة أطفال رضع.. ولعل هذا السلوك لو حدث من الطرفين. أبوريده وأعضاء مجلس علام.. سيكون بمثابة فاتحة خير للساحة الرياضية جمعاء.. وسيسدل الستار علي الفضائح العديدة التي جرت في الفترة الأخيرة. والتي لا يزال بعضها معلقاً ولم تنكشف أبعاده ولم تظهر معالمه.. ومما لا شك فيه أيضاً أن هذا السلوك سيباركه سيادة الوزير خالد عبدالعزيز. لأسباب عديدة منها أنه سيرتاح من عنت اتخاذ قرار الحل بنفسه. حتي لا يخوض غمار معارك قضائية قد يرفعها بعض الأعضاء الذين يتمسكون بالمقعد حتي آخر قطرة من دمائهم.. كذلك فهو يبارك أي إجراء أو رؤية تصدر من أبوريدة. لأنها عشرة عمر. وليس من السهل انفصام عراها مهما كانت التضحيات. حتي ولو كان مستقبل الكرة المصرية في المقدمة.. وعلاوة علي هذا وذاك. فإن ابتعاد هذه المجموعة عن سدة حكم دولة كرة القدم المصرية سيريح الجماهير المحبطة التي أرهقها متابعة المهازل والمساخر التي تجري دون أن نستطيع إيقافها أو التصدي لها.. ولعلني وبعد أن أوضحت رأيي في هذه المسألة لا أستطيع إلا أن أقول: كابتن أبوريدة.. إظهر وبان.. وعليك الأمان.