شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة غير مسبوقة في ملاعبنا علي مدار عقود طويلة من الزمن تتلخص في ظهور عدد كبير من اللاعبين الموهوبين. الذين حرموا انديتهم والمنتخب الوطني من قدراتهم الفنية وموهبتهم التي لا يختلف عليها احد. نماذج متعددة من اللاعبين النجوم اصحاب القدرات الخاصة. خصوصا من الذين خاضوا تجارب احترافية غير كاملة. ولكنهم للاسف لم يقدموا كل ما لديهم. بسبب حالة الانفلات التي عاشوها أو الصدمات الكثير والمتكررة مع المدربين والجماهير بل والاعلام في البعض الاحيان. لاعبون ظلموا انفسهم وخنقوا موهبتهم الفطرية بعدم التركيز والانسياق وراء رغبات مجنونة. علي طريقة الراحل اسماعيل ياسين. " أصل أنا عندي شعرة ساعة تروج وساعة تيجي". هذه الشعرة هي التي قصمت ظهر البعير ومنعت هولاء اللاعبين من الوصول الي المكانه التي يستحقونها. فأصبحت لديهم مشاكل كثيرة ومتعددة مع الاجهزة الفنية والجماهير. هؤلاء اللاعبوم علي الرغم من كفاءتهم الكروية الا انهم لم يتمكنوا من تقديم كل ما يملكون من مخزون المهارات والموهبة التي تميزهم عن غيرهم من اللاعبين. ولنا في احمد حسام ميدو لاعب نادي الزمالك السابق اسوء في واقعته الشهيرة مع المعلم حسن شحاتة في نهائيات كاس الامم الافريقية 2006 بالقاهرة عندما خرج عن النص واعترض علي مدربه بشكل سافر لمجرد استبداله في الشوط الثاني بزميله عمرو زكي. وله ايضا مواقف في ملاعب اوروبا قصرت مشواره الاحترافي. ايضا الموهوب شيكابالا لاعب الزمالك قارب علي الثلاثين من عمره ولم يقدم للمنتخب الوطني ما يوازي موهبته الفنية الكبيرة. وسبق له واعترض بشكل سافر علي حسن شحاتة أيضا لكن مع الزمالك هذه المرة بجانب رفضه المستمر الانضمام لصفوف المنتخب الوطني وفشله في اكثر من تجربة احترافية. وحازم امام الذي القي بفانلة المنتخب علي الارض وحسام غالي لاعب الاهلي صاحب السوابق في ملاعب مصر واوربا. وآخرها ازمته مع حكم مباراة الاهلي مع حرس الحدود وقبلهم ابراهيم سعيد لاعب الاهلي والزمالك والمنتخب السابق الذي اضطر الراحل محمود الجوهري ترحيله من كأس الامم الافريقية عام 2002 بتونس. بسبب سوء السلوك خارج معسكر المنتخب مع زميله احمد صلاح حسني. بعد يومين فقط من وصول البعثة المصرية هناك. وغيرهم من اللاعبين المتميزين الذين غابت شمسهم عن الملاعب في ظروف غامضة. وهي الظاهرة التي نتناولها في هذه السطور. طه الطوخي : الأخلاق أهم من الموهبة! پ أكد طة الطوخي الخبير الكروي أن من النعم التي أنعم بها الله علي اللاعب هي "الموهبة" ولكن عليه أن يحافظ عليها و لايهملها وان يكون قدوة حسنة لزملائه من اللاعبين بالاضافة الي " ألاخلاق" بجانبپ الموهبة لان ما يميز الرياضة هي أخلاقها و يجب علي اللاعبين الالتزام بها داخل "المستطيل الأخضر" وخارجها سواء أثناء التمرين او مع اللاعبين او الجهاز الفني ولدينا مجموعة كبيرة من اللاعبين يتمتعون بأخلاق رياضية عالية جدا أمثال " الخطيب "وهناك فارق كبير من بين لاعب لدية موهبة وأخلاق رياضية ولاعب لديه موهبة بدون أخلاق هذا النوع من اللاعبين يقدم مشاكل كثيرة اثناء تدريبه و مع زملائه ومدربه حاليا اصبح لا قيمة الي كلمة "أخلاق" . أضاف الطوخي ان التربية هي العامل الاساسي للظاهرة سواء كانت في المنزل او داخل النادي او في المدرسة فكل شق من العوامل مهم لان التربية من المنزل تعلمه التعامل مع جميع البشر والنادي تعلمة حب زملائه من اللاعبين وان يكون قدوة حسنة لهم وايضا المدرب يعطي انطباعا للاعب في سلوكه فاذا كان المدرب يسئ الي اللاعب ويخرج الفاظا غير لائقة فلا ينتظر من اللاعب. الا الاساءه الي الآخرين. وهناك العديد من المدربين يعطون ايحاء الي اللاعبين بأنهم مهمين داخل الفريق ولا يمكن الاستغناء عنهم. فيعطي انطباعا اللاعب "بالغرور" يبدء اللاعب في التأخر عن ميعاد التدريب. وهنا لا يعاقبه المدرب لانه عنصر مهم داخل الفريق وهذا الانطباع ينتقل الي الفريق الثاني من الشباب وفي الفترة الاخيرة اصبح الصغار يقلدون الكبار في كل ما يفعلونة سواء داخل "المستطيل ألاخضر" أو خارجة أحمد سليمان: السلوكيات تحدد مصير اللاعب أشار احمد سليمان مدرب حراس المنتخب وعضو مجلس ادارة نادي الزمالك السابق أن ألاخلاق هي التي تؤدي الي الفوز ويجب علي الأجيال القادمة. ان يضعوا في اعتبارهم أن "الرياضة أخلاق قبل ان تكون بطولات". ويجب علي اللاعبين بجانب المدرب ان يقدموا التهنئة الي الفريق المنافس سواء في حالة الفوز او الهزيمة بروح رياضية عالية. واعتقد ان هناك بالفعل نماذج من اللاعبين الاكفاء الذين لن تستفيد منهم الكرة المصرية بالشكل المطلوب. مع الكابتن حسن شحاتة شاهدت أكثر من واقعة للاعبين كبار لم تكن لديهم الغيرة أو الرغبة في الاداء بشكل جيد. أناشد اللاعبين الكبار ان يكونوا اكثر التزاماً والبراعم الآن اصبحت تقلد لاعبي الفريق الاول حتي في السلوك غير الأخلاقي ومن السلوكيات الخاطئة لدي اللاعبين هي عند احراز هدف يقوم اللاعب بنزع "الفانلة" والقائها علي الملعب وهذه من ألاخطاء التي يرتكبها كبار الموهوبين تؤدي بالسلب علي الشباب والبراعم وعلي المديرين الفنيين تجني هذه الظاهرة أو وضع عقوبه للاعب الذي يقوم بهذا الفعل غير الاخلاقي.پپ قال سليمان ايضاً ان اللاعب الذي يواجه مشاكل نفسية فعليه ان يبتعد عن الملاعب قليل الي حين ان يهيئ نفسه مرة اخري والمدير الفني هو الذي يستطيع تقدير هذه النوعية من اللاعبين لانه يستطيع ان يوجههم ويمنحهم نصائح ويساعدهم علي حل تلك المشاكل. وعلي اللاعب ان يصرح بالمشاكل التي تواجهها حتي في حياته الخاصة الي مدربه مشيرا الي ان بعض اللاعبين يوجهون اساءة الي الحكام عن طريق ألفاظ خارجة بسبب الضغط العصبي والنفسي داخل الملعب والذي يؤدي الي الهزيمة او أرتكاب أخطاء داخل "المستطيل ألاخضر". پ طه إسماعيل: نفقتد ثقافة الاحتراف والغرور سم قاتل.! پ يقول الشيخ طه أسماعيل لا نستطيع تعميم الظاهرة لانه يوجد لاعبون ملتزمون رياضيا و أخلاقيا أمثال : "الخطيب وابوتريكة وبركات " وهذه الظاهرة تعتبر عند البعض قلة ثقافة. لان هناك بعض اللاعبين احترفوا في الخارج. وكانت لديهم الفرصة ان يحققوا انجازات ولكن ارتكبوا بعض الاخطاء. كان من المفروض عدم ارتكابها وفي ملاعب ومع فرق كبيرة وماذا سيفعل المحترف اذا كان لم يستطع ان يلتزم في الخارج ! هل يستطيع ان يلتزم في ناديه ؟ , اضاف: الاحتراف والالتزام ثقافة وسمعتنا الاحترافية سيئة جدا لاننا غير معتادين علي حياة الغربه. ولا علي نستطيع التعايش في الاجواء الاخري ,ولكن قليلين جدا الذي استمروا في الاحتراف في الخارج وكان السبب هو الالتزام و الانضباط في المواعيد . أوضح الشيخ طه ان هناك ثقافة رياضية و قواعد يجب التمسك بها پوهي ان استطيع التأقلم بها سواء داخل المجتمع. او مع الزملاء من اللاعبين او المدرب و المنافسين و الجماهير والاعلام كل هذة الامور يجب ان يتمتع بها اللاعب ولكن البعض ليس لديه هذه الثقافة. ولديهم الغرور لأنه يشعر ان الافضل في الفريق ويرتكب الكثير من ألاخطاء. بل ويوجد بعض صغار اللاعبين عندما يشعرون انهم الافضل والاحسن يبداءون في التاخر عن ميعاد التدريبات. أضاف الشيخ طه ان اسباب الظاهرة ترجع الي التربية التي اصبحت شبه معدومة بسبب عدم الرقابة ووسائل التربية هي البيت. وعليها عامل أساسي في تكوين أخلاقيات اللاعب في المعاملة مع الآخرين وايضا المدرسة لأنها تعلمه السلوكيات الصحيحية وتبعده عن الخاطئه منها والنادي له دور كبير لأنه يعلمه كيفية التعامل مع اصدقاءه من اللاعبين داخل وخارج البساط الاخضر بالاضافة الي الاعلام اذا كان هادفا إلي في تقويم سلوك اللاعب أو اشهار نجوميته. واوضح الشيخ طه ان الموهبة بدون أخلاق لا تعني شيئاً وكلما التزم اللاعب اخلاقيا في حياته قدم الافضل داخل وخارج الملعبپوعلت نجوميته اذا كانت تربيته صحيحة. پ رأي علم النفسي: الضغوط تدفع البعض للغضب والانفلات التصور العقلي.. والاسترخاء يعفينا من الأخطاء! پ وحول ظاهرة تمرد اللاعبين كان للطب النفسي رايا في هذه القضية. ويقول وائل رفاعي استاذ علم النفس الرياضي. ان هؤلاء اللاعبين لا يوجد لديهم سمات شخصية للبطل الرياضي ومن اهمها الثبات الانفعالي وكيفية تحمل الضغوط داخل "المستطيل الاخضر" مثل هتافات الجماهير وضغوطات المنافسين. اضاف كل هذه الضغوط تستفز اللاعب وتدفعه للغضب ويبدأ في الخروج عن الاخلاق الرياضية وهذه السمه لها تدريبات نفسية في الملعب حتي يتحكم في انفعلاته بالاضافة الي سمة عدم تحمل المسئولية وهنا اللاعب المفلت لا تكون لديه القدرة علي مواجهة نفسه بالأخطاء ولا يعترف بها ثم يبدأ في الانفعال والصوت العالي حتي لا يظهر بصورة سيئة أمام جهازه الفني واللاعبين لانه لا يملك الشجاعة في مواجهة اخطاءه والاعتراف بها مشيرا الي ان اغلب اللاعبين المصريين لا توجد لديهم الثقافة التنافسية تعني ان اللاعب يلعب علي طريقة "الشوكة و السكين" ويأتي دور الاعلام الرياضي و الجمهور. في تقييم اداء اللاعب عن طريق احتفاظه بالكرة أو عدد التمريرات ولايفكر في اللعب علي طريقة "الماكينات الالمانية" بمعني تأدية دقيقة وسريعة في الاداء وبالتالي لا يستطيع اللاعب المصري الاستمرار. اما اللاعب الافريقي فهو يتفوق في الملعب لان لديه عنصر الثقافة التنافسية واللعب تحت أي ضغط عكس اللاعب المصري غير مدرب علي اللعب في الظروف الصعبه وبالتالي من اقل شي ينفعل داخل الملعب لانه غير قادر علي اللعب بطريقة سريعة ودقيقة. تحت ضغط نفسي والضغط يأتي من الجمهور أو طريقة لعب المنافس مما يترتب عليه كثرة المشاكل داخل المستطيل الاخضر أو الطرد من الملعب. أضاف وائل ان من السمات الهامة التي يجب ان تتواجد هي معرفة اللاعب لدورة داخل الملعب وحين يقرر المدير الفني تبديلة لا ينفعل عليه لأنه يعرف ما له وما عليه من أدوار بالاضافة الي العقد الاحترافي بمعني التزام اللاعب ببرنامج التغذية والاعداد النفسي والبدني وان لا تقل التغيرات الفسيولوجية داخل الجسم. وفي حاله الاجادة في داخل الملعب من حق اللاعب ان يحصل علي مكافأة وفي حالة تقصيره في الملعب يحاسب علي ما فعله اساس المشكلة هي الانتقاء النفسي للاعب واختياره من الناحية البدنية والسرعة وقوة التحمل بالاضافة الي مهاراته وتحكمه في الكرة وتحركاته داخل الملعب. وتابع وائل رفاعي من أهم الاسباب التي تؤدي الي العصبية في الملعب انتقاء اللاعب بطريقة خاطئة ونحن نعاني عدم وجود طبيب نفسي للاعبين يعدهم للمباريات. وهذا السبب يرجع الي ان الانديه والاتحادات لم ترحب بهذه الفكرة او يطبقونها علي ارض الواقع و المدرسة الشهيرة في الطب النفسي هي ايطاليا. أشار وائل ان من حلول تلك الظاهرة هي الانتقاء النفسي السليم للاعب وهذا تجنبا للوقوع تحت تأثير الانفعالات وان يكون لديه الثبات الانفعالي والاستجابة السريعة. ولكن اذا كان يوجد لاعب عصبي بالوراثة مهما اعطيته من التدريبات لا تحدث استجابة لان الجهاز العصبي لديه منفعل دائما. اخيرا من المهم الاهتمام بالثقافة التنافسية لدي اللاعب منذ الصغر بحيث يتم تقييمه علي كيفية الاحتفاظ بالكرة او سرعة التمريرة. لأنه يجب علي اللاعب الصغير ان يعرف ان كرة القدم تعاونية وليست فردية بأقل عدد من البصات يستطيع احراز هدف ,بالاضافة الي وضوح الادوار وعدم غموض الادوار ما بين المدرب و مساعديه واللاعب.