حوار: علي بركه الآن.. وبعد مرور أربعة أشهر علي توليه المهمة كمدير فني للمنتخب الأوليمبي.. يحاول هاني رمزي أن يرتفع فوق مستوي المشاكل, ويبدو رجلا قوي البنيان عقلا, ونفسا وجسدا وروحا. حيث قرر أن تكون كلمته في الملعب بعيدا عن الكلمات التي جاءت في هذا الحوار معه وكأنها أقرب إلي الاعترافات: الآن, وقد مر عليك فترة تقترب من الأشهر الأربعة علي تولي المهمة.. هل حددت طموحاتك بشكل واقعي؟! { لدي هدف معلن وهو الوصول إلي أوليمبياد لندن2012, وطموح آخر أراه شخصيا بعض الشيء وهو أن أحقق كمدرب ما سبق وحققته كلاعب, حيث كان لي شرف اللعب في مونديال90 بايطاليا, وفزت بكأس الأمم الافريقية98, وكنت صاحب أطول فترة احتراف أوروبية خارج مصر(16 عاما). وهل الخامات الموجودة من اللاعبين تسمح لك بتحقيق أول طموحاتك كمدرب؟! { الأمور ليست سهلة, فنحن لدينا المواهب, ولكن ينقصها الثقافة التكتيكية والتعامل الاحترافي داخل وخارج الملعب. أعطني أمثلة عملية علي هذه العناوين الفضفاضة؟ { اللاعب المصري لم ينل أدني قدر من الثقافة التكتيكية منذ الصغر, وهذه أراها مسئولية مدربي الناشئين بالأندية.. وأقصد التحركات داخل الملعب بالكرة ودون كرة.. وكذلك شخصية اللاعب كيف تكون داخل الملعب, في الأوقات الصعبة, وهو يواجه ضغوطا من الخصم أو الجمهور أو حتي الحكم, أو في تعرضه لظروف خارجية مثل سوء الطقس وأرض الملعب, فهو لايعرف كيف يتكيف مع هذه المواقف. أما خارج الملعب فاللاعب المصري يفتقد القدرة علي تنظيم الوقت بحيث لايقدر علي النوم مبكرا, كما أن علاقاته بمدربه وزملائه والصحافة تجعله دائم الاصطدام بكل هؤلاء عندما تطول فترة المعسكر. كيف تستطيع تغيير كل هذه العادات والثقافات الخاطئة؟ { الجزء التكتيكي أحاول التغلب عليه بالدروس النظرية باستخدام جهاز الفيديو وتطبيق هذا داخل الملعب.. وأصارحك أن من مشاكل اللاعب المصري أنه ينسي سريعا لذا ينفذ التعليمات في الدقائق العشر الأولي من عمر المباراة, وبعدها يلعب بالطريقة التي أعتاد عليها.. والحل بنظري هو كثرة التدريبات. ولكن التدريبات قليلة جدا. والتجمعات لاتزيد علي3 أيام فقط كل شهر؟ { المفروض أن هذا يحدث في هذا التوقيت فقط وحتي نهاية مسابقة الدوري يوم14 مايو وبعدها تبدأ مرحلة التدريب المكثف والشغل التكتيكي والمباريات الدولية الودية والتي تستمر حتي نهاية شهر يوليو المقبل. قيل إن مصر مليئة باللاعبين المحترفين بالخارج وهؤلاء لايعرف عنهم الاتحاد المصري شيئا؟! { لدي أكثر من20 لاعبا مبشرا بالخير في مصر.. بجانب أكثر من لاعب محترف بالخارج, وقد عدت أخيرا من جنوه حيث التقيت باللاعب الواعد ستيفن شعراوي الذي يلعب بمنتخب ايطاليا للشباب, ولدي أمل كبير في ضمه لصفوف المنتخب الاوليمبي المصري.. وأضع عيني علي اللاعب رأمي رأفت المحترف بالدانمارك وكذلك حسام حسن المحترف في ألبانيا. ومن يدري فربما يظهر من بينهم محمد زيدان آخر, والذي تم أكتشافه بالدانمارك وليس في مصر. ويهمني أن أوضح أن عددا من اللاعبين الذين سمعت عنهم يلعبون بأكاديميات الأندية الكبيرة مثل تشيلسي وفالنسيا وباريس سان جيرمان, لكنهم لم يشاركوا في مسابقات رسمية ومع هذا أتابعهم وأتتبع مستوياتهم. فوز المنتخب المصري الأول ببطولة الأمم.. هل أثر ايجابيا في معنويات لاعبي المنتخب الأوليمبي؟! { والجهاز الفني أيضا. فقد أعطانا جميعا الطموح والأمل في أنه يمكن بالاصرار والعزيمة التغلب علي أشهر لاعبي العالم من الأفارقة المحترفين في أوروبا. وفي المقابل فان هذه النجاحات بقدر ما كانت حافزا إذا بها تحملنا جميعا مسئوليات ضخمة, حيث صرنا مطالبين بضرورة تحقيق هذا الإنجاز. وهل تشعر أن الفترة الصعبة التي شكك فيها البعض في قدراتك الفنية قد أنقضت وصرت تعمل بدون ضغوط عصبية؟! { هذا التشكيك لم يقلقني, لأني كنت أدرك من البداية أنني لم أكن مقصودا بهذا الهجوم لكنه كان تصفية حسابات مع من أختارني لنيل هذا الشرف, لذا لم أطلق أي تعليقات والتزمت الصمت ثقة في قدراتي, بل وأعطاني هذا الهجوم الذي كان زائدا عن الحد الحافز لأن أنجح وأؤكد في الملعب أنهم كانوا علي خطأ. كل المباريات الودية التي كان متفقا عليها قد ألغيت حتي الآن( مع تشاد والأردن وفلسطين) فهل تراها مشكلة حقيقية لك؟! { ليست مشكلة علي الاطلاق لأن لدي14 لاعبا يشاركون مع الفرق الأولي بأنديتهم في الدوري حيث أتجاوب مع جميع زملائي المدربين بالأندية في الوقت الحالي, وأتطلع لأن يتجاوبوا معي فيما بعد انتهاء المسابقة. وعلي ذكر رحلة القدس.. هل لديك ما تقوله الآن بعد أن ألغيت الرحلة؟! { قرار السفر أو الاعتذار لم يكن لي يد فيه, فأنا مدير فني مطلوب مني إعداد الفريق فنيا للرحلة وأكثر من هذا لايسألني أحد.. ولكن بصفة شخصية أقول أن زيارة الأشقاء في القدس أو في أي مكان بالارض العربية المحتلة لايمكن أبدا أن يعتبر تطبيعا, واسرائيل في تقديري هي التي استفادت من الغاء هذه الرحلة التي كان سوف تجذب أنظار العالم كله للانتهاكات الإسرائيلية والدليل ان اسرائيل بدأت في اثارة المشاكل بشكل مدروس داخل القدس بعد الاعلان عن هذه الزيارة حتي لاتتم ولايصل المنتخب المصري للاحتفال مع أخواننا وأحبتنا بيوم الأرض. وهل تراها ظاهرة ايجابية, أن يتولي فجأة أبناء جيلك المهام الأولي بالأندية والمنتخبات هذا الموسم؟ { هي بالتأكيد ظاهرة ايجابية لأن المدرب الذي يحصل علي فرصته مبكرا تتكون لديه خبرات كثيرة مبكرة أيضا.. وهذا يحدث في العالم كله الآن... والدليل مارادونا في الارجنتين وكلينسمان في ألمانيا, وفان باستين في هولندا وجوارديولا في أسبانيا, وحتي زملائي القدامي في بريمن مثل برونو لاباديا يتولون الآن مسئولية أكبر الأندية في المانيا.. كما أن اللاعب الواعد مثل حسام عرفات في الزمالك تكون أستجابته أسرع عندما يجد مدربه حسام حسن الذي شاهده بالأمس وهو يحمل كأس أفريقيا2006.