يبدو أن مسلسل إهدار المال العام في الجبلاية لن يتوقف وسيستمر النزيف في ظل تراخي مجلس الإدارة برئاسة جمال علام عن القيام بمهامه وواجباته للدفاع عن حقوق الاتحاد والأندية والسياسات الخاطئة التي يتبعها منذ توليه المسئولية. فلم يلبث أعضاء اتحاد الكرة التخلص من الأزمات المادية التي لاحقتهم المواسم الماضية بعد إلغاء بطولة الدوري. بالإضافة إلي أزمة الميزانية التي أثارت جدلا كبيرا في ظل العجز المالي الواضح الذي تضمنته. إلا أنهم يواصلون ببراعة الاستمرار في ارتكاب العديد من الأخطاء التي تنعكس بكوارث مالية في النهاية. حيث أوشك اتحاد الكرة علي الدخول في أزمة مالية طاحنة قد تهدد التزامه بصرف رواتب الموظفين والأجهزة الفنية المختلفة للمنتخبات الوطنية. ولا يساعد في حل جزء من هذه الأزمات سوي بعض المبالغ المالية التي يحصل عليها بسبب المباريات الدولية التي يخوضها المنتخب الأول.. ونستعرض في هذا التقرير الأسباب التي أدت إلي هذه الأزمة المادية.. عقد الرعاية: يأتي في مقدمة الأسباب التي سببت في أزمة مادية للجبلاية بعدما قام مجلس الإدارة بفسخ التعاقد مع الشركة الراعية ¢برومو أد¢ رسميا وقرروا اللجوء إلي التحكيم الدولي لحل المنازعات القائمة بينهما بعد تأخر الشركة في دفع قرابة 12 مليون جنيه قيمة أقساط الرعاية. في الوقت الذي تطالب فيه الاتحاد بسداد قرابة 14 مليون جنيه قيمة غرامات مالية مفروضة علي الاتحاد وفقا لما أطلقت عليه الشركة مخالفات في العقد المبرم بينهما. ورغم قيام الاتحاد بصرف خطاب الضمان الحاصل عليه من الشركة بقيمة 5 مليون جنيه إلا أن هذا المبلغ لن يساعده في الوفاء بالتزاماته المادية خاصة بعد الزيادات الكبيرة في رواتب الموظفين والأجهزة الفنية والتعيينات المستمرة التي لا تتوقف داخل الاتحاد لموظفين وعمال جدد. فسخ العقد مع الشركة الراعية أعاد للأذهان التحذيرات التي وجهها العامري فاروق وزير الرياضة السابق في خطابات رسمية لمجلس الإدارة برفض تمديد العقد مع الشركة الراعية لمدة موسم أخر. ودعا إلي إجراء مزايدة جديدة بين جميع الشركات لتحصيل أكبر عائد مادي ممكن من وراء حقوق الرعاية. معتبرا أن الفترة الأخيرة مع الشركة شهدت العديد من الخلافات ولا يمكن استكمال المشوار بنفس الطريقة. وهو ما لم يلتزم به المجلس. عقد التلفزيون: الأزمة المالية داخل الاتحاد تتفاقم في ظل تأخر اتحاد الإذاعة والتلفزيون في سداد الأقساط المتأخرة من حقوق بيع الدوري الممتاز حيث لم يسدد التلفزيون قيمة القسطين الثاني والثالث من العقد المبرم واللذان يقدران بقرابة 35 مليون جنيه أي نصف قيمة العقد تقريبا. حيث خاطب اتحاد الكرة الإذاعة والتلفزيون أكثر من مرة وعقد جمال علام رئيس الاتحاد جلسات مع وزيرة الإعلام ومسئولي التلفزيون من أجل سرعة سداد الأقساط لحل جزء من الأزمات المادية للأندية والاتحاد. يأتي ذلك رغم التحذيرات التي أطلقها حسن حمدي رئيس النادي الأهلي السابق مطالبا بعدم بيع الدوري للتلفزيون وبيعه في مزايدة علنية بين القنوات الفضائية الراغبة في شرائه وهو ما رفضه مجلس الإدارة وجمال علام رئيس لجنة البث بالاتفاق مع كمال درويش رئيس لجنة الأندية السابق وتم البيع للتلفزيون الذي لم يسدد المستحقات المتأخرة ليضع مسئولي اتحاد الكرة في ورطة أخري.