قديما قالوا ¢العقل السليم في الجسم السليم¢ وكانت هذه المقولة هي محاولة غير مباشرة لتسليط الضوء علي أهمية الرياضة بمختلف مجالاتها في التأثير علي الشباب وقدرتها علي خلق أجيال جديدة قادرة علي مواجهة التحديات والصعوبات. فلا يمكن لعاقل أن يغفل عن دور الرياضة والرياضيين في التأثير علي المجتمع بالإيجاب لما لها من أخلاقيات وسلوكيات تحض علي نبذ العنف ونشر التسامح وروح التعاون والإخاء بين الجميع. فالرياضة أصبحت مرآة للدول المتحضرة باعتبارها أحد أهم عوامل الارتقاء بأحوال المواطن وصحته وتعليمه لأنها كلها أمور مرتبطة بعضها البعض. فالعديد من الدول المتقدمة تضع الرياضة علي رأس أولوياتها وتستفيد منها بشكل عملي وعلمي في الارتقاء بأحوال المواطنين. وأثبتت العديد من الدراسات العلمية أن استغلال المجتمع للرياضة بشكل علمي و مخطط ودقيق يعد وسيلة ناجحة وفاعلة في التصدي للجريمة المجتمعية بمختلف مسمياتها وأشكالها. لما لها من دور في تشجيع الفضائل والأخلاق وتطوير السلوكيات الإيجابية وخلق روح المنافسة الإيجابية ووسيلة لتعلم مهارات اجتماعية وتطوير الإمكانيات. لذا فمع مع تزايد الصعوبات والتحديات التي يمر بها الشارع المصري في الآونة الأخيرة كان لابد من تحركات جادة للمسئولين عن الرياضة وعدد كبير من النجوم الذين مثلوا مصر في مختلف المحافل الدولية وكانوا خير سفراء لمصر عبر تاريخهم الطويل والمشرف. ومن هنا قامت ¢دار التحرير للطبع والنشر¢ بدورها الريادي والإعلامي بعقد مؤتمر صحفي عالمي تناقلته عدد كبير من وسائل الإعلام العالمية تحت عنوان ¢رياضيون ضد الإرهاب¢ والذي حضره لفيف من قادة المجتمع وعدد كبير من المسئولين علي رأسهم الدكتور مصطفي هديب رئيس مجلس إدارة دار التحرير للطبع والنشر وعماد البناني مستشار وزير الرياضة واللواء أحمد عبد الله محافظ بورسعيد السابق والدكتور عزازي علي عزازي محافظ الشرقية السابق واللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات وكوكبة من نجوم الرياضة المصرية علي رأسهم أسامة خليل قائد الإسماعيلي السابق ومحمود أبو رجيلة وعبد المنعم الحاج وهاني رمزي المدير الفني لوادي دجلة وعبد الظاهر السقا وعبد الستار صبري ونادر السيد. وأرسل الحاضرون في المؤتمر رسالة إلي العالم أجمع مفادها أن الرياضيين سيواصلون دورهم بالتعاون مع الشعب المصري والمسئولين في التصدي لظواهر التطرف والعنف ومحاربتها بشتي الطرق وأبدوا دعمهم الكامل للمسئولين في التصدي لكل هذه الظواهر الغريبة والشاذة عن المجتمع المصري. أبو زيد: منظومة الرياضة المصرية تقوم علي المحبة والتسامح حيث أكد طاهر أبو زيد وزير الرياضة في كلمته للمؤتمر التي ألقاها نيابة عنه عماد البناني مستشار الوزير أن دور الرياضة في النهوض والارتقاء بالأمم والشعوب وتحقيق أهدافها لا يمكن أن يغفله أي أحد. وأن الحكومة المصرية تدرك في الوقت الراهن أهمية التركيز والاهتمام بالرياضة والشباب من أجل تربية أجيال قادرة علي مواجهة التحديات التي تواجهها. مؤكدا أن الرياضة المصرية باتت مؤخرا بعيدة عن أي أي مصالح أو أهداف لجماعة أو شخصيات بعينها وإنما تهدف فقط إلي تحقيق المصلحة العليا للمجتمع. مشيرا إلي أن منظومة الرياضة المصرية يجب أن تقوم خلال المرحلة المقبلة علي أسس واضحة في إطار قوانين تنظمها وتقوم علي نبذ العنف المجتمعي والأحقاد وتربية الأجيال الجديدة علي التسامح والمحبة والتنافس الشريف بعيدا عن الخلافات والصراعات. مشددا علي دعم الوزارة لمبدأ أن ممارسة الرياضة حق أصيل لكل إنسان باعتبارها الضمان الحقيقي لخلق جيل من الشباب الصالح وأحد أسباب تفعيل الديمقراطية وسعيه لنشر الرياضة بأخلاقها الإيجابية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب. هديب: المواجهة الفكرية السبيل لنبذ العنف أما الدكتور مصطفي هديب رئيس مجلس إدارة دار التحرير للطبع والنشر فشدد علي أن أعمال العنف والشغب التي يشهدها الشارع المصري هي انعكاس طبيعي لغياب قوة القانون وضعف تطبيقه علي الجميع في أخر ثلاث سنوات. مما سمح لبعض التيارات التي أمنت العقاب باستغلال هذه الأوضاع بشكل سلبي بما أضر بالمجتمع في النهاية. معتبرا أن أعمال الشغب التي قامت بها بعض روابط الألتراس التابعة للأندية في الآونة الخيرة هي أفضل صورة عن هذه الجماعات التي استغلت غياب القانون وأصبحت تمثل قوة ضغط لا يستهان بها وشوكة في ظهر المجتمع بعدما استغلتها بعض الجماعات السياسية بشكل سلبي لتحقيق أهداف ومصالح خاصة.. مطالبا بضرورة تفعيل قوة القانون في التعامل مع الخارجين عن النص لحماية هوية المجتمع ومقدراته من بعض العابثين. بالإضافة المواجهات الفكرية مع هذه الجماعات علي اعتبار أن صوت الطلقات دليل علي ضعف الكلمات. مشددا علي ضرورة العمل علي تنمية ثقافة الشباب الضعيفة القائمة في كثير من الأحيان علي وسائل الإعلام فقط. والمواجهة الفكرية معهم باعتبار أن الحلول الأمنية وحدها لن تكون السبيل الأمثل لإقناعهم بالتخلي عن العنف ونبذ التطرف. هذا بالإضافة إلي العمل علي سرعة إقامة العديد من المشروعات التنموية القادرة علي استيعاب طاقة الشباب وتطويعها بشكل إيجابي لخدمة المجتمع بدلا من إهدارها في ما يضره. مناشدا المجتمع بكل فئاته في التصدي لمحاولة زعزعة استقرار البلاد والتعاون مع الأجهزة المسئولة في إحلال الأمن وتجفيف منابع الإرهاب في سيناء وكل ربوع الوطن. أسامة خليل: المشاركة المجتمعة سبيلنا للقضاء علي الإرهاب من جانبه حرص أسامة خليل كابتن منتخب مصر والإسماعيلي السابق علي توجيه رسالته باللغة الإنجليزية إلي شعوب العالم ولتوصيلها إلي وكالات الأنباء الأجنبية التي حضرت المؤتمر للتأكيد علي حق الشعب المصري وحكومته في الدفاع عن مقدراته ومكتسباته ضد العابثين والمخربين والخارجين عن القانون. وأن من حق الدولة الدفاع عن مواطنيها بالشكل والطريقة التي تراها مناسبة. مشددا علي أن ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعبية سلمية حاولت بعض الفصائل إجهاضها وهو ما دفع الشعب إلي التكاتف مع قواته المسلحة للدفاع عن حقه في التعبير والحفاظ علي حقوقه. مطالبا الرياضيين القيام بدورهم الإيجابي في خدمة المجتمع ورد حقوقه عليهم من خلال العمل علي نشر ثقافة التعاون والإخاء والمحبة التي هي أساس العمل الرياضي وجوهره. وناشدهم العمل بما يملكونه من قوة تأثير علي قطاع كبير من الشباب علي نبذ ثقافة العنف والتصدي لعدد كبير من الظواهر المجتمعية السلبية الدخيلة علي مجتمعنا المصري. لأن المشاركة المجتمعية للنجوم والرياضيين وقادة الرأي هي أحد السبل التي يمكنها بشكل كبير تقليل حالة العنف والفوضي التي باتت منتشرة في الشوارع مؤخرا. رمزي: مصر لن تقع وسنتصدي للمخربين أما هاني رمزي المدير الفني لوادي دجلة وسفير الكرة المصرية سابقا في عدد من الدوريات الأوروبية أثناء فترة احترافه في سويسرا وألمانيا فحرص علي توجيه رسالته إلي الشعب الألماني مستعينا بمترجم معتمد من السفارة الألمانية وتعهد بإرسال صوت الرياضيين إلي عدد من الصحف ووسائل الإعلام هناك وذلك بخلاف بعض الوسائل التي كانت حاضرة بالفعل. حيث أكد علي تلاحم وقوة نسيج الشعب المصري الذي فشل كل المعتدين عبر التاريخ في تفريقه دينيا أو مجتمعيا. وأن ما حدث في 30 يونيو هو مجرد ثورة شعب حر ثار ضد الظلم والاستبداد والديكتاتورية لجماعة اتخذت الدين ستارا لخدمة أهداف ومصالح خاصة بها. مناشدا الشعب والحكومة الألمانية ضرورة الوقوف بجانب اختيار الشعب المصري ودعمه بمختلف الإمكانيات والسبل علي اعتبار أنه شعب يكره الظلم والاستبداد. مناشدا المسئولين عن الرياضة المصرية كلا في مجاله ضرورة التدخل لتصحيح مسار الشغب والعنف الذي انتشر في الملاعب المصرية بشكل أصبح يشكل خطورة كبيرة علي أمن البلاد وذلك بعدما تحولت بعد روابط الألتراس من التشجيع ودعم الفرق إلي قوة مؤثرة تخدم مصالح أحزاب وجماعات وأهداف سياسية وأقمحت المدرجات والملاعب في هذه الصراعات بما بدأ يؤثر بالسلب علي الكرة المصرية. مشددا علي أهمية أن إسناد مهمة توعية والإشراف علي هذه الروابط لكوادر تجيد التعامل مع هذه التنظيمات الشبابية بعيدا عن المصالح والأجندات الخاصة. هذا بالإضافة إلي ضرورة تفعيل دور القانون وتطبيقه بمنتهي الصرامة علي المحرضين علي العنف والشغب. نادر السيد: توقف النشاط رضوخا للإرهاب نادر السيد قائد منتخب مصر السابق أكد علي أهمية دور الرياضة والرياضيين في التأثير علي المجتمع وبخاصة فئات الشباب لما لهم من شعبية كبيرة وسط هذه المجموعات. مطالبا بضرورة استغلال هذا التأثير بشكل إيجابي لخدمة المجتمع في ظل هذه الظروف. خاصة أن الرياضة نجحت في خلق العديد من المشاكل والأزمات السياسية بين البلدان وحلت أيضا العديد من هذه المشاكل. موضحا أهمية ابتعاد الرياضيين عن الانتماء الحزبي وضرورة انتمائهم للشعب وبقائهم بعيدا عن أي حسابات أو مصالح. معتبرا أن توقف النشاط الرياضي في مصر هو رضوخ صريح للإرهاب والتطرف والعنف. وأن التصدي لهذه الظواهر يجب أن يكون من خلال عودة الأنشطة الرياضية التي ستعطي العالم أجمع صورة إيجابية وحضارية عن المجتمع المصري. الداخلية: سنتصدي بكل حزم للخارجين عن النص كما شدد العقيد أشرف العناني مسئول الإعلام بوزارة الداخلية أن التعامل الأمني مع ظاهر العنف والشغب من بعض فئات المجتمع ليس السبيل الوحيد للقضاء علي هذه الظاهرة. مؤكدا أن هناك دور لكل مؤسسات الدولة يجب أن تقوم به ويبدأ هذا الدور من المنزل ثم المدرسة والجامعة انطلاقا للمجتمعات الأكبر في الشارع ومراكز الشباب والأندية لما لها من دور في التأثير علي فكر وعقيدة الشباب. مؤكدا في الوقت ذاته عزم وزارة الداخلية التصدي ومواجهة كافة أشكال العنف والتطرف وتطبيق القانون بمنتهي الحزم والصرامة انطلاقا من دورها وواجبها في حماية أمن وسلامة الوطن والمواطنين. كما حرص اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات علي بث بعض الرسائل الإيجابية لطمأنة الشعب المصري مؤكدا أن القوات المسلحة والداخلية عاقدة العزم علي محاربة الإرهاب والتطرف مهما تكلف المر من تضحيات باذلين في سبيل ذلك أرواحهم قبل أي شيء. هذا بالإضافة إلي مساعدة الشعب المصري والتفافه لأول مرة منذ فترة حول قياداته لمحاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله.