تتواصل أزمة الحكام المصريين مع اختبارات الكوبر¢ أو اللياقة البدنية التي باتت تمثل عقدة لهم في السنوات الأخيرة في ظل مسلسل الرسوب المتوالي والمستمر للحكام في مختلف الاختبارات التي تجري لهم قبل مشاركتهم في البطولات المختلفة. ويبدو أن التغيير والتطور لم ولن يصل إلي التحكيم المصري فرغم الأزمات المحلية التي شهدتها الساحة الرياضية إلا أن أزمات قضاة الملاعب تتواصل في عرض مستمر بدون توقف رغم توقف النشاط الرياضي. حيث أسفرت نتيجة اختبارات اللياقة البدنية لحكام الدرجة الأولي الراسبين والمتخلفين عن الاختبارات السابقة عن مفاجأة جديدة حيث رسب جميع الحكام الذين قارب عددهم 40 حكما ولم ينجح سوي خمسة فقط حكمان للساحة وهما حسام عبد المنعم وهاني لبيب. وثلاثة مساعدين هم شريف صلاح ونور الدين سعيد ومحمد فتحي. وشهدت الاختبارات التي أجريت تحت إشراف التونسي ابو بكر حناشي مسئول اللياقة البدنية بالأتحاد الأفريقي وقدري عبدالعظيم رئيس اللجنة. وتواصل مسلسل رسوب الحكام المصريين مع أي اختبارات يشرف عليها الكاف. وذلك رغم نجاحهم في الاختبارات التي تجري تحت إشراف اتحاد الكرة. ورغم وجود الحكم الدولي عصام عبد الفتاح ضمن أعضاء مجلس الإدارة اتحاد الكرة ليكون أول ممثل عن التحكيم داخل المجلس. إلا أن مسلسل الرسوب لا زال مستمرا وتعهد عبد الفتاح بالعمل علي النهوض بالتحكيم المصري وتطويره والقضاء علي أي ظاهرة سلبية ظهرت خلال السنوات الأخيرة. مبررا الرسوب المتكرر للحكام في اختبارات الكوبر بأنه نتاج لسياسة المجاملات التي سادت في الفترة الأخيرة. وأن المرحلة المقبلة ستشهد وقفة حاسمة مع الحكام الراسبين من أجل دفعهم للاحتفاظ بلياقتهم البدنية علي أعلي مستوي. ولكن الظروف وتوقف مسابقة الدوري الممتاز كلها عوامل غير مساعدة. ولكن مشاركة الحكام في دوري القسم الثاني قد يعيد إليه فرصة لاكتساب اللياقة المطلوبة. ورغم قيام الاتحاد بتعيين الدكتور محمد عثمان خبير اللياقة البدنية للإشراف علي تطوير المستوي البدني للحكام والارتقاء به تمهيدا لعودة الصافرة المصرية إلي البطولات المختلفة. إلا أن هذه الخطوة لم تجد أي مردود عملي حتي الآن. هذا بالإضافة إلي انتهاء أزمة مستحقات الحكام المتأخرة التي تصدر المشهد في الفترة الأخيرة وقيام اللجنة الجديدة للحكام برئاسة قدري عبد العظيم بصرف جميع مستحقاتهم المتأخرة إلا أن هيبة التحكيم المصري التي تراجعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في ظل غيابه عن مختلف المحافل القارية والدولية حيث غابت الصافرة المصرية عن مختلف البطولات الأخيرة وكان أخر تمثيل مصري قاري في كأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010 في حين كان أخر تمثيل دولي في أولمبياد لندن 2012 عن طريق الحكم الدولي شريف صلاح. وكانت أخر مشاركة في كأس العالم عام 2006 بألمانيا. وذلك بسبب الإخفاق والسقوط الدائم والمستمر للحكام في اختبارات اللياقة البدنية "الكوبر" التي يجريها الاتحادين الأفريقي والدولي لهم نتيجة لضعف إعدادهم والاهتمام بهم من مختلف النواحي الفنية والبدنية بما يضر بسمعة الكرة المصرية التي غاب حكامها في ظل تواجد حكاما من دول أقل في التصنيف الدولي كسيشيل وكوت ديفوار ومالي وغيرها من الدول الأفريقية والعربية التي تواجد حكامها في أكبر البطولات العالمية. الصدمة الأخيرة للتحكيم المصري جاءت عن طريق ممثله الوحيد في أولمبياد لندن والمرشح الوحيد للمشاركة في بطولة كأس العالم 2014 المقامة بالبرازيل الدولي شريف صلاح تلقي بعد رسوبه في اختبار الكوبر للياقة البدنية في سويسرا ضمن حكام النخبة الأفريقية المرشحين لخوض البطولة. بهذا انضم شريف الذي نجح مؤخرا في الاختبارات إلي قائمة طويلة من الحكام الدوليين وفي مقدمتهم الدولي حمدي شعبان الذي تخصص في الرسوب في اختبارات الكوبر الدولي إلا أنه دائما ما ينجح في الاختبارات التي يجريها الاتحاد المصري ويتم إدراجه ضمن القائمة الدولية. حيث تغيب عن اختبارات القائمة الدولية بحجة الإصابة وهو ما استدعي إعادة الاختبارات له. كما سبق له الرسوب في اختبارات اللياقة البدنية التي أجرتها اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب الأخيرة في جنوب أفريقيا ومن قبلها فشل في اختبارات كأس الأمم الأفريقية للمحليين الأخيرة والتي أقيمت بالسودان. وكأس الأمم الأفريقية للناشئين عام 2009 في بتسوانا وتم استبعاده من كل هذه البطولات. كما تضم القائمة الدولي سمير عثمان الذي سبق له الرسوب في اختبارات حكام النخبة الأفريقية. وتغيب اختبارات الكوبر المحلي أكثر من مرة. وأيضا الدولي محمود عاشور الذي رسب في اختبارات اللياقة البدنية ¢كوبر¢ في بطولة كأس العرب الأخيرة ونفس الأمر تعرض له المساعد الدولي أيمن دجيش الذي رسب في نفس الاختبارات. لذا تبدو مهمة أحمد الشناوي رئيس اللجنة الفنية للحكام و مسئول تطوير التحكيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم لقطاع شمال أفريقيا ثقيلة للغاية. من أجل الارتقاء بمستوي الحكام الحاليين ومحاولة اكتشاف العديد من المواهب الجديدة القادرة علي إعادة الصافرة المصرية إلي المشاركة في البطولات الدولية من جديد.