يبدو أن التغيير والتطور لم ولن يصل إلي التحكيم المصري فرغم الأزمات المحلية التي شهدتها الساحة الرياضية إلا أن أزمات قضاة الملاعب تتواصل في عرض مستمر بدون توقف رغم توقف النشاط الرياضي. فمع ذلك تواصلت طوال الأيام الماضية وقفات واحتجاجات الحكام وهجومهم علي اللجنة للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتأخرة. وبعد انتهاء الأزمة بشكل كبير وصرف أغلب مستحقاتهم المتأخرة ظهرت أزمة جديدة. ولكنها فضيحة من نوع خاص بعدما قام مجموعة من حكام القاهرةوالسويس بالاشتباك بالأيدي خلال اختبارات الإعادة للكوبر الدولي الذي أجراه الحكم حمدي شعبان. حيث تجمع حكام من السويس لمناصرة زميلهم الحكم أحمد العدوي الاحتياطي في القائمة الدولية وحكام من القاهرة لمساندة زميلهم حمدي شعبان الذي أعاد اختبارات الكوبر واشتبك الطرفان بحجة مجاملة اللجنة بشعبان وتغاضيها عن أخطاء كثيرة خلال الاختبارات. في مشهد أضاع الكثير من هيبة التحكيم المصري التي تراجعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في ظل غيابه عن مختلف المحافل القارية والدولية حيث غابت الصافرة المصرية عن مختلف البطولات الأخيرة وكان أخر تمثيل مصري قاري في كأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010 في حين كان أخر تمثيل دولي في أولمبياد لندن 2012 عن طريق الحكم الدولي شريف صلاح. وكانت أخر مشاركة في كأس العالم عام 2006 بألمانيا. وذلك بسبب الإخفاق والسقوط الدائم والمستمر للحكام في اختبارات اللياقة البدنية "الكوبر" التي يجريها الاتحادين الأفريقي والدولي لهم نتيجة لضعف إعدادهم والاهتمام بهم من مختلف النواحي الفنية والبدنية بما يضر بسمعة الكرة المصرية التي غاب حكامها في ظل تواجد حكاما من دول أقل في التصنيف الدولي كسيشيل وكوت ديفوار ومالي وغيرها من الدول الأفريقية والعربية التي تواجد حكامها في أكبر البطولات العالمية. ورغم تعيين الاتحاد المصري لمدرب أحمال بدنية وهو الدكتور محمد عثمان إلا أن مسلسل إخفاق حكامنا في الاختبارات يتواصل علي المستوي الدولي والقاري. والغريب في الأمر هو نجاهم عند إقامة هذه الاختبارات تحت إشراف لجنة الحكام المصرية وهو ما يفتح باب التساؤلات حول وجود مجاملات صارخة من اللجنة المصرية. وهو الأمر الذي دعا طارق البشماوي رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الإفريقي تحديد يوم 15 نوفمبر المقبل موعدا لإجراء اختبارات اللياقة البدنية للحكام الدوليين المصريين الكوبر بعد الشكاوي التي وصلت الكاف عن مجاملات صارخة خلال الاختبارات التي أشرفت عليها لجنة الحكام برئاسة اللواء عصام صيام. حيث تخصص الحكم الدولي حمدي شعبان في الرسوب في اختبارات الكوبر الدولي إلا أنه دائما ما ينجح في الاختبارات التي يجريها الاتحاد المصري ويتم إدراجه ضمن القائمة الدولية. حيث تغيب عن اختبارات القائمة الدولية بحجة الإصابة وهو ما استدعي إعادة الاختبارات له. كما سبق له الرسوب في اختبارات اللياقة البدنية التي أجرتها اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب الأخيرة في جنوب أفريقيا ومن قبلها فشل في اختبارات كأس الأمم الأفريقية للمحليين الأخيرة والتي أقيمت بالسودان. وكأس الأمم الأفريقية للناشئين عام 2009 في بتسوانا وتم استبعاده من كل هذه البطولات. كما سبق للدولي سمير محمود عثمان الرسوب في اختبارات حكام النخبة الأفريقية. وتغيب اختبارات الكوبر المحلي أكثر من مرة. وسط اتهامات للجنة بمجاملته. الغريب في مسلسل فضائح الحكام هذه المرة هو وجود الحكم الدولي عصام عبد الفتاح ضمن أعضاء مجلس الإدارة الجدد ليكون أول ممثل عن التحكيم داخل المجلس. وتعهد عبد الفتاح بفتح تحقيق شامل وموسع خلال الأيام المقبلة من أجل كشف الحقيقة. وأيضا العمل علي النهوض بالتحكيم المصري وتطويره والقضاء علي أي ظاهرة سلبية ظهرت خلال السنوات الأخيرة.