يعد الإسماعيلي استثناء من الأصل الكروي العام في مصر هذا الموسم. وهو الفريق الأكثر تضررا من توقف النشاط الكروي. فالقلعة الصفراء الكبيرة تعاني دائما وخلال آخر عشر سنوات من عجز مالي كبير وخزانتها شبه خاوية بصورة تجعل النادي عاجزا بإستمرار عن إستقطاب النجوم الكبيرة للدفاع عن ألوانه. بل أنه يضطر أحيانا لبيع نجومه واحدا وراء الآخر لأجل الإنفاق علي الفريق الأول لذلك عندما پلذا فالضرر الواقع عليهم ستجده مضاعفا پ.. ولو وضعنا المنحني البياني للتعاقد مع اللاعبين أو الاستغناء عنهم تحت الميكرسكوب التحليلي الفني الدقيق سنجد أنفسنا امام علامات استفهام كثيرة تطرح نفسها قد لا يملك مجلس الإدارة الحالي الإجابة عنها خاصة فيما يتعلق باللاعبين المستغني عنهم أو الذين غادروا لضيق ذات اليد لأنه كان بعيدا عن المسئولية وقتها. إلا أننا في نفس الوقت امام ظاهرة عجيبة لا يمكن أن تمر مرور الكرام.. پالإسماعيلي وتحت قيادة مجلس الإدارة السابق وفي بداية هذا الموسم إستغني عن 14 لاعبا نصفهم من النجوم وجميعهم ارتدي قميص المنتخب الوطني أكثر من مرة. والغريب أنهم رحلوا مجانا. بسبب عدم وجود سيولة مالية لتجديد تعاقدهم ولا يمكن إنكار ان توقف الدوري منذ كارثة ستاد بورسعيد كان أحد أهم العوامل التي جعلت مجلس الإدارة السابق يفرط فيهم بل ومجانا. فلا دخل إعلاني ولا حقوق رعاية ولا مقابل بث بعد أن سارعت الشركات الراعية بفسخ عقود الرعاية وهما أدي إلي إفقار خزينة النادي الخاوية من الأصل فكانت النتيجة أن رحل لاعب بحجم أحمد سمير فرج ظهير أيسر المنتخب الوطني ليحترف بصفوف ليرس البلجيكي دون مقابل. ثم تبعه بعد ذلك نجم خط الوسط عبد الله الشحات الذي لم يجد من يفاوضه فذهب علي الفور پإلي إنبي مجانا پ. تلاه في قائمة الراحلين مجانا إبراهيم يحيي الذي زامل الشحات في إنبي ومنه إلي بتروجيت. بالإضافة إلي احمد صديق العائد إلي النادي الأهلي ناديه القديم ولم يستفد الإسماعيلي منه شيئا. ومحمد محسن أبو جريشة هو الآخر استقر في بتروجيت. ولو وضعنا في الحسبان أن لاعبي الإسماعيلي يمثلون ثروته الحقيقية ورأس مال النادي الثابت لأدركنا علي الفور حجم الكارثة التي لحقت بالفريق بعد رحيل خمسة نجوم من العيار الثقيل دون مليم واحد دخل خزينة الدراويش پ.. يضاف إليهم أحمد حجازي الذي إحترف في فيورنتينا الإيطالي مقابل مليون ونصف المليون يورو. وحسني عبد ربه المعار إلي النصر السعودي مقابل خمسة ملايين جنيه مصري وتنازل اللاعب عن بعض مستحقاته لدي النادي. هذا غير الحارس محمد فتحي الذي غادر إلي تليفونات بني سويف مقابل 300 ألف جنيه. وثلاثي الناشيء علي جبر ومحمد محسن وعماد علاء الذي فضلوا اللعب للإتحاد مقابل مائة ألف جنيه لكل لاعب. وهروب جون اويري النيجيري الذي أخذ حكما علي النادي.. لما قيمته مائة ألف دولار. والبرنس آركو الغاني الذي لا يعلم أحد أين ذهب حتي لحظة كتابة السطور. نأتي للاعبين الجدد الذين إستعاض بهم الإسماعيلي عن المغادرين. فتم التعاقد مع بداية الموسم مع مهاجم اسوان مصطفي شنط في صفقة إعلامية تكلفت 450 ألف جنيه. بالإضافة إلي الناشئي إبراهيم حسن لاعب أكاديمية المستقبل والذي إنضم للإسماعيلي مقابل 400 ألف جنيه وهو صفقة ناجحة قياسا إلي سن اللاعب ومهارته الفنية العالية. والمعار من المصري البورسعيدي ونجم خط وسطه أحمد داودا مقابل 800 ألف جنيه قبض منها اللاعب بالفعل نصف المبلغ. يضاف إليهم المنضم حديثا من النمسا اللاعب ياسين علام والقادم من نادي شثيخاد سبورت أحد اندية الدرجة الثانية بالنمسا ولم يتم الإعلان عن تفاصيل عقده حتي الآن لكن اللاعب نفسه قام بالحصول علي الإستغناء الخاص به من ناديه الأصلي وسدد من جيبه مقابل هذا الإستغناء هذه هي الصفقات التي تعد من النوع الثقيل قياسا بباقي التعاقدات التي اقتصرت علي لاعبي الدرجة الأولي الممتاز والثانية.. منهم خماسي القناة تحت السن محمد عودة. وطارق كمال. ومحمد مجدي. ومحمد خطاري. وسيد كناشة.. وهم لم يكلفوا النادي شيئا إلا مقدم عقودهم فقط. نأتي بعد ذلك للاعبي الدرجة الثانية الذين تم التعاقد معهم وهم محمد ممدوح "كيمو" باك يمين سكر الحوامدية سابقا. وكريم مسعد المدافع الأيسر لاعب ألماظة السابق. ومحمد إبراهيم لاعب وسط مالية كفر الزيات. ومحمد السيد مودي من الاوليمبي. بالإضافة إلي أيمن المحمدي من الإنتاج الحربي. سامح عبد الفضيل إنبي. ومحمد حامد "ميدو" مهاجم حرس الحدود. وجون أنطوي الذي تم الاستغناء عنه من ناديه السابق مقابل 25 ألف دولار غير قمية تعاقد اللاعب لمدة ثلاث سنوات مع النادي والتي تقدر بربع المليون دولار. وسامح عبد الفضيل من إنبي.. هؤلاء اللاعبين جميعا كلفوا النادي كقيمة مقدمات عقود مبالغ مالية تقترب من الثلاثة ملايين جنيه.. وبالقياس إلي قدرات النادي المادية والمالية الضعيفة پسنجد ان توقف النشاط الكروي المصري يعني بالنسبة للدراويش كارثة مادية.. فهو مطالب إما باستكمال تعاقده ودفع ما تبقي من قيمة العقود لهؤلاء اللاعبين بما يعني أنه مطالب بسداد ما يقرب من خمسة ملايين جنيه دون أن يستفيد منهم شيئا أو أن يخسر قيمة مقدم العقود ويتركهم پيرحلون مجانا والخيارين أسوأ من بعضهما البعض ناهيك عن الإلتزامات المطلوبة تجاه فرق ومدربي قطاع الناشئين والألعاب الأخري والموظفين والإداريين من العاملين خاصة أن كرة القدم هي المصدر الوحيد الذي يصرف علي كافة الأنشطة بالإسماعيلي. لذلك لم نكن مبالغين ابدا عندما قلنا مسبقا أن توقف النشاط الكروي في مصر سيجعل النادي الإسماعيلي يعلق لافتة علي بوابته تقول مدرسة الدراويش للفنون الكروية تغلق أبوابها پ..